تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• ويا أصحاب الحل والعقد في بدان المسلمين إن أمانتكم لثقيلة فالحكم والتحاكم بأيديكم , والإعلام و الاقتصاد بأيديكم،والتربية والتعليم بأيديكم، وحماية أمن المجتمع، وحماية الثغور بأيديكم فما أعظم أمانتكم ومسؤوليتكم أمام ربكم عز وجل وأمام أمتكم , فهل تعلمون أن من رفض منكم الحكم بما أنزل الله _عز وجل_ وأستحل ما حرم الله _عز وجل_ إنما هو من أعظم المسيئين إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ والمناوئين له؟ وأن من أقام اقتصاده على الربا والمعاملات المصرفية المحرمة إنما هو من المؤذين والمحاربين لله _عز وجل_، ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_؟ وأن من مكن لأهل الشر والإفساد والشبهات والشهوات في إعلام الأمة ليفسدوا عقائد الناس وعقولهم وأعراضهم إنما هو من أشد المؤذين والمبغضين لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_. وأن من تولى الكفرة و وادهم وقربهم من دون المؤمنين فهو من المحادين لله تعالى ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_؟ إذا علمنا جميعاً هذه المسلمات , وعلمنا أن هذه الممارسات المسيئة لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ موجودة في أكثر بلدان المسلمين اليوم فما قيمة أن يقوم بعض حكام هذه البلدان بإظهار الشجب والغضب لمن أساء إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في أعلام الغرب الكافر، وهم من أعظم المسيئين إليه _عليه الصلاة والسلام_، برفض شرعه و موادة أعدائه؟ إن هذا لعمر الله لهوا التناقض والنفاق والتدليس والتلبيس, إذ أن من كان صادقاً في حبه لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وصادقاً في غضبه وانتصاره ممن أساء إليه يكون من أول المتبعين لسنته _صلى الله عليه وسلم_ وشريعته لا من الرافضين والمناوئين لها!!

وفي ختام هذه الوصية أرجو أن لا يفهم من كلامي أني أهون من هذه الحملة القوية لنصرة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، والدفاع عن عرضه الشريف أو أني أدعو إلى تأجيلها حتى تصلح أحوالنا حكاماً ومحكومين. كلا بل إني أدعو إلى مزيد من هذا الانتصار والمقاطعة والتعاون في ذلك كما هو الحاصل الآن والحمد لله رب العالمين، ولكنني أردت أيضاً الالتفات إلى أحوالنا وتفقد إيماننا، وصدقنا في محبتنا لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_، والانتصار له، بأن نبرهن على ذلك بطاعته عليه الصلاة والسلام واتباعنا لشريعته والذب عنها والاستسلام لها باطناً وظاهراً قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" (208) سورة البقرة. وقال تعالى: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا" (36) سورة الأحزاب. وقال تعالى: "فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا" [(65) سورة النساء].

الوصية الثالثة:

إن ما حصل من إساءة إلى الرسول _صلى الله عليه وسلم_ في الإعلام الدنماركي، والنرويجي جرم عظيم ينم عن حقد متأصل في قلوب القوم ,ولكن ينبغي أن لا تنسينا مدافعة هؤلاء القوم من هو أشد منهم خبثاً وحقداً وضرراً على المسلمين، ألا وهي طاغية العصر أمريكا حيث جمعت الشر كله، فوقعت فيما وقع فيه هؤلاء من الإساءة إلى نبينا محمد _صلى الله عليه وسلم_، و إهانة كتاب ربنا سبحانه وتنجيسه وتمزيقه على مرأى من العالم، وزادت على القوم بقتل أهلنا ونسائنا وأطفالنا في أفغانستان والعراق وفلسطين، وسامت الدعاة والمجاهدين سوء العذاب في أبي غريب وأفغانستان، وسجونها السرية في الغرب والشرق، فيجب أن يكون لها الحظ الأكبر من البراءة والانتصار منها لربنا _عز وجل_ ولكتابه سبحانه ولرسوله _صلى الله عليه وسلم_، وأن ننبه الناس في هذه الحملة الميمونة إلى هذا العدو الأكبر وأنه يجب أن يكون في حقه من إظهار العداوة له والبراءة منه ومقطاعته كما كان في حق الدنمارك بل أكثر وأشد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير