[اشكال في قول من اجاز الحلف بالقرآن.سؤال]
ـ[سيف 1]ــــــــ[01 - 01 - 06, 04:56 م]ـ
قولهم انه صفة لله سبحانه والصفة كان ينبغي ان تكون هي القدرة على التكلم وليس الكلام المنطوق في حد ذاته ,فيقال عن فلان انه متكلم اي قادر على الكلام فهو موصوف بذلك اما الكلام الذي نطق به فكيف يكون صفة له؟ هل له وجه في لغة العرب او في البديهيات
ووجه آخر مشكل عندي.هو ان الصفة لازمة للموصوف لا تنفك عنه ولا تتأخر ولا تكون بعد ان لم تكن وقد قال سبحانه في وصف القرآن في سورة الشعراء بانه ذكر محدث فكيف نسلم من هذا الاشكال؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[01 - 01 - 06, 11:04 م]ـ
أما عن وصف القرآن بأنه محدث فالمعنى أنه محدث بالنسبة لنا قال بن كثير فى تفسيره {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} أي جديد إنزاله.
وقال الإمام أبو الحسن فى الإبانة (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون) يخبر أنه لا يأتيهم ذكر محدث إلا استمعوه وهم يلعبون ولم يقل لا يأتيهم ذكر إلا كان محدثا وإذا لم يقل هذا لم يوجب أن يكون القرآن محدثا.
و اما الإشكال الأول فقد قلت فيه أن الكلام ينبغى ألا يوصف بأنه صفة ولكن يوصف بانه القدرة على التكلم و هذا خطأ عقدى فلو رجعنا بكل صفة من صفات البارى جل وعلا إلى القدرة عليها لعطلنا صفاته جميعا دون القدرة فيكون الكلام ليس صفة فى ذاته و لكن صفته سبحانه تكون القدرة على الكلام و يقاس عليه غيره فيكون الإستواء ليس صفة فى ذاته و لكن صفته سبحانه القدرة على الإستواء و هكذا.
أما عن قولك:
فيقال عن فلان انه متكلم اي قادر على الكلام فهو موصوف بذلك اما الكلام الذي نطق به فكيف يكون صفة له؟ هل له وجه في لغة العرب او في البديهيات
فأولا نرد المسألة إلى الأصل الذى نتفق عليه وهو (ليس كمثله شىء) فلا نقيسه سبحانه على خلقه و ما ألجأ أهل التعطيل إلى تعطيلهم إلا أنهم كيفوا و شبهوا أولا ثم أرادوا أن يفروا من التشبيه و التكييف فعطلوا.فالقرآن كلام الله تكلم به بكيفية لا نعلمها و لا نقيسها على غيرها و ما جاءنا عن السلف رحمهم الله فى ذلك أن القرآن كلام الله منه بدأ و إليه يعود.
قال عمرو بن دينار (أدركت مشايخنا والناس منذ سبعين سنة يقولون القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود)
قال تعالى (ولكن حق القول منى)
و قال سبحانه (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله)
و هذا من إضافة معنى إلى الله و إضافة المعانى إليه سبحانه لاتكون إلا من باب إضافة الصفة إلى الموصوف فكلام الله صفة من صفاته ... كيف؟ بلا كيف (أى من غير أن نسأل كيف إذ أنه مجهول).
و الله أعلى و أعلم