تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شيئين أو حال بينهما وسترهما عن بعضهما، وحجاب المرأة قد يكون بقرارها في البيت الذي تحجز جدرانه النساء عن أعين الرجال، ويكون بمنع الرجال الأجانب من الدخول على النساء في البيوت والخلوة بهن، كما يكون بثيابها التي تغطي بدنها كله فتكون حاجزا بين المرأة وبين نظر الرجال عند الخروج، والنقاب هو نوع من أنواع الحجاب الذي أُمرت به المرأة، كما أن جدار البيوت أو المنازل حجاب، وكذلك الخيمة حجاب، والثياب حجاب، وكل ما حجب شيئا عن شيء أو منعه فهو حجاب، فالحجاب معنى عام يمكن تحقيقه في عالم الواقع بعدة طرق كالتي مرَّ ذكرها، والنقاب هو أحد تطبيقات الحجاب في عالم الواقع، والحجاب نوعان:حجاب الأشخاص وذلك عن طريق الاحتجاب بالجدر أو الخيمة أو الستور، وحجاب الرؤية وذلك عن طريق الثياب، ولا ينحصر الحجاب في صورة واحدة من الصور بل يتحقق احتجاب النساء عن الرجال بأمور كثيرة منها:

أ-قرار المرأة في بيتها وعدم خروجها منه بغير حاجة، وعدم اختلاطها بالرجال كما جاء في قوله تعالى:"وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" [الأحزاب:33].

ب-منع دخول الرجال الأجانب على النساء في بيوتهن والخلوة بهن من غير وجود محرم، كما دل على ذلك قوله تعالى:"وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب"

ج-ستر المرأة جسدها كله من الرأس حتى القدمين عند الخروج.

وقد دلَّ على الأمر بالحجاب عدة نصوص شرعية فمن ذلك:

1 - قول الله عز وجل:"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم .. إلى قوله تعالى: وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن .. "الآية [الأحزاب:53] قال ابن كثير رحمه الله تعالى:"هذه آية الحجاب وفيها أحكام وآداب شرعية وهي مما وافق تنزيلها قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما ثبت في الصحيحين عنه أنه قال: وافقت ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله تعالى:"واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" وقلت: يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو حجبتهن، فأنزل الله آية الحجاب، وقلت لأزواج النبي ? لما تمالأن عليه في الغيرة: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فنزلت كذلك" ومعلوم أن الحجاب الذي كان يطلبه عمر ليس هو مجرد تغطية الرأس والنحر أو العنق مع كشف الوجه، وإنما كان يريد غطاء البدن كله بما فيه الوجه، بل كان يريد أكثر من ذلك، كان يريد عدم الخروج من المنزل إطلاقا، وقد دل على رغبته تلك حديثه في قصة خروج سودة رضي الله تعالى عنها التي تقدمت في أول الكتاب، وقد التزمت نساء النبي ? بذلك الأمر الذي جاء في الآيات، ففي قصة الإفك تقول عائشة رضي الله تعالى عنها عن صفوان بن المعطل:" وكان يراني قبل الحجاب" ما يبين أنه بعد الحجاب لم يكن يراها، وأن المراد بالحجاب وجود ما يحجب أو يستر النساء عن نظر الرجال، والاستخدام القرآني للفظ الحجاب إنما جاء في الستر، ويدل لذلك آيات كثيرة منها قوله تعالى في حق مريم رضي الله عنها:"فاتخذت من دونهم حجابا" والحجاب الذي اتخذته مريم فيه ثلاثة أقوال:أحدها الستر والحاجز، والثاني أن الشمس أظلتها فلم يرها أحد من أهلها وذلك مما سترها الله به، والثالث أنها اتخذت حجابا من الجدران" وكلها تدور حول سترها كلية عن نظر الناس، وليس ستر شعرها ونحرها، والعلماء لم يختلفوا في المعنى المراد من الحجاب في هذه الآية، لكن هل الأمر بالحجاب قاصر على أزواج النبي ? أم هو عام يشمل نساء المؤمنين جميعهم؟ أسباب ورود الآيات تبين أن الحديث كان عن أزواج النبي ? لكن بالنظر إلى أدلة كثيرة يتبين أن نساء المؤمنين يشتركن في ذلك الحكم مع أمهات المؤمنين، أولا: لما تقرر في الأصول أن العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب، وثانيا: لاشتراك الجميع في علة الحكم وهي قوله تعالى:"ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن قال ابن جرير رحمه الله تعالى:" وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب يقول: وإذا سألتم أزواج رسول الله، ونساء المؤمنين اللواتي لسن لكم بأزواج، متاعا فاسألوهن من وراء حجاب، يقول، من وراء ستر بينكم وبينهن، ولا تدخلوا عليهن بيوتهن، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن، يقول تعالى ذكره: سؤالكم إياهن المتاع إذا سألتموهن ذلك من وراء حجاب، أطهر لقلوبكم وقلوبهن من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير