تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ كما قرره الإمام صدر الشريعة [في ((التوضيح)) (ص/129 ـ 148)] (ثم ضرب الشيخ عبد الفتاح أمثلة توضح هذه المسألة إلى أن قال:)

فَعَلمنا بهذا أن مجرد الاحتمال أو الجواز العقلي لا عبرة به، مالم يَقُم عليه دليلٌ. فجواز الخطأ أو النسيان من الثقة، وجواز إصابة كثير الخطأ وجواز صدق الكاذب: يَبقى كله جوازاً عقلياً لا اعتداد به حتى يَقوم عليه دليل، ويبقى ما كان دليلاً ـ وهو خبر الثقة ـ دليلاً، وما كان غير دليل ـ وهو خبر كثير الخطأ وخبر الكاذب ـ غيرَ دليل، و لا عبرة بهذه الاحتمالات العقلية حولهما والله تعالى أعلم.

والخلاصة: أن رواية الثقة ثابتة يَحرم ردها وإلغاؤها باحتمال وقوع الخطأ.

وبالمقابل: إن رواية الكذاب أو المتهم أو كثير الخطأ: مردودة لا يجوز العمل بها باحتمال صدقهم. إذ الاحتمالُ لا يعني الوقوع.

وقال الإمام الحافظ مسلم بن الحجاج في مقدمة ((صحيحه)) (1/ 60): ((وَاعْلَمْ وَفَّقَكَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الْوَاجِبَ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ عَرَفَ التَّمْيِيزَ بَيْنَ صَحِيحِ الرِّوَايَاتِ وَسَقِيمِهَا وَثِقَاتِ النَّاقِلِينَ لَهَا مِنْ الْمُتَّهَمِينَ أَنْ لَا يَرْوِيَ مِنْهَا إِلَّا مَا عَرَفَ صِحَّةَ مَخَارِجِهِ وَالسِّتَارَةَ فِي نَاقِلِيهِ وَأَنْ يَتَّقِيَ مِنْهَا مَا كَانَ مِنْهَا عَنْ أَهْلِ التُّهَمِ وَالْمُعَانِدِينَ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ.

وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الَّذِي قُلْنَا مِنْ هَذَا هُوَ اللازِمُ دُونَ مَا خَالَفَهُ: قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَ كُمْ فَاسِقٌ بنبأ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ?.

وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ? مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ ?.

وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ? وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ?.

فَدَلَّ بِمَا ذَكَرْنَا مِنْ هَذِهِ الآيِ أَنَّ خَبَرَ الْفَاسِقِ سَاقِطٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ، وَأَنَّ شَهَادَةَ غَيْرِ الْعَدْلِ مَرْدُودَةٌ وَالْخَبَرُ وَإِنْ فَارَقَ مَعْنَاهُ مَعْنَى الشَّهَادَةِ فِي بَعْضِ الْوُجُوهِ فَقَدْ يَجْتَمِعَانِ فِي أَعْظَمِ مَعَانِيهِمَا إِذْ كَانَ خَبَرُ الْفَاسِقِ غَيْرَ مَقْبُولٍ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَمَا أَنَّ شَهَادَتَهُ مَرْدُودَةٌ عِنْدَ جَمِيعِهِمْ وَدَلَّتْ السُّنَّةُ عَلَى نَفْيِ رِوَايَةِ الْمُنْكَرِ مِنْ الْأَخْبَارِ كَنَحْوِ دَلَالَةِ الْقُرْآنِ عَلَى نَفْيِ خَبَرِ الْفَاسِقِ، وَهُوَ الأثَرُ الْمَشْهُورُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ)). انتهى.

والحمد لله أولاً وآخراً

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 11 - 02, 03:29 ص]ـ

موضوع قيم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير