[التعظيم]
ـ[أم يوسف]ــــــــ[04 - 01 - 06, 11:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النفس (معظِّمة) تبحث عن من تعظمه، فهذا تعظمه لماله، وذاك تعظمه لجاهه، وهذا لعلمه، وهذا لعمله ومنصبه، وتناولت المعظمات تباعا للاهتمام حتى غُفل عن تعظيم من له العظمة والكبرياء فهو الخالق المالك المتصرف ذي الجلال والإكرام ذو صفات الجمال والجلال
فهل نسينا أم تناسينا "العظيم"؟
من له العظمة المطلقة،عظيم في ذاته، وعظيم في صفاته، وعظيم في أفعاله، وعظيم في تقديراته.
فالعظيم: هو الذي يُعظِّمه خلقه، ويهابونه، ويتَّقونه.
(فالتعظيم لله عز وجل هو معرفة العظمة له، مع التذلل.
وهذه المنزلة تابعة للمعرفة، فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلب، وأعرف الناس به: أشدهم له تعظيما، وإجلالا) "1".
(وكل من كان بما له سبحانه وتعالى من الأسماء والصفات أعلم وأعرف، كان بالله أعلم وأعرف) "2".
(فمن الناس من ليس لهم من معرفة الله تعالى إلا الصفات والأسماء التي قرعت أسماعهم، ومن الناس: العالم البصير الذي يطالع تفاصيل صنع الله تعالى في شرعه وقدره، حتى يرى ما يبهر عقله، فتزداد عظمة الله تعالى في قلبه، فيزداد حبا له.
والإرتقاء في درجات المعرفة مجال تنافس بين العباد ليحققوا عبوديتهم لله تعالى في أكمل صوَرها، ويحتاج طالبها إلى الدعاء الدائم، وملازمة الإستقامة لينور الله له قلبه.
ويعلمه بفضله وكرمه، ويأس الإنسان أن يصل إلى ما يحب الله ويرضاه من معرفته وتوحيده، كبيرة من الكبائر، بل عليه أن يرجو ذلك ويطمع فيه. لكن من رجا شيئًا طلبه، ومن خاف من شيئ هرب منه، وإذا وجد اجتهد واستعان بالله تعالى ولازم الإستغفار، والإجتهاد، فلا بد أن يؤتيه الله من فضله ما لم يخطر ببال) "3".
ومن تعظيم الرب تعالى.: "4"
1 - تعظيم أمره ونهيه، فيحرص على التباعد من مظان المناهي وأسبابها، وما يدعوا إليها. فهذا من تعظيم الرب في قلب العبد وإجلاله {ما لكم لا ترجون لله وقارا}
2 - مجانبة كل وسيلة تقرِّب من المناهي، كمن يهرب من الأماكن التي تقع بها الفتنة خشية الإفتتان به.
وتذكر:"إياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتن، فإن الهوى مكايد"
3 - وأن يدع مالا بأس به حذرا مما به بأس.
4 - وأن يجانب الفضول من المباحات خشية الوقوع في المكروه.
5 - مجانبة من يجاهر بالمعاصي ويحسنها ويدعوا إليها ويتهاون بها ولا يبالي ما ركب منها، فإن مخالطة مثل هذا داعية إلى سخط الله تعالى وغضبه، ولايخالطه إلا من سقط من قلبه تعظيم الله تعالى وحرماته.
6 - تعظيم الله جل وعلا بالإكثار من ذكره في كل وقت وحين، والبدء باسمه في جميع الأمور، وحمده والثناء عليه بما هو أهل له، وتهليله، وتكبيره.
7 - ومن تعظيمه: تعظيم كتابه المنزل على رسوله محمد? والإقبال عليه قراءة وتدبرا وفَهْمًا وعملا.
8 - ومن تعظيمه: تعظيم رسوله المرسل على خير أمة أخرجت للناس، وتوقيره صلوات الله عليه وسلامه.
9 - ومن تعظيمه: محبة أماكن الخير، وأهلها، والداعين لرضوان الله تعالى، وعلى رأسهم سلف هذه الأمة، وعلمائهم، ودعائهم.
10 - ومن تعظيمه: تعظيم حرماته مكانا، وزمانا، وهيئة، وحالاً.
11 - ومن تعظيمه: تعظيم شعائر دينه: كالصلاة، والزكاة، والحج، وسائر التعبدات.
كل ذلك دلالات على ما في القلب من تعظيم الرب جل وعلا، فكل هذه الدلالات تشير على ما في القلب من درجة التعظيم، فالتعظيم هو الباعث للقيام بهذه الأعمال، وهي كالمؤشرات على درجته،تنقص بنقصانه وتزيد بزيادته.
وللحديث بقية ....
"1":مدارج السالكين/ابن القيم
"2": مجموع الفتاوى/ابن تيميه
"3":تحقيق العبودية بمعرفة الأسماء والصفات/الدكتورة: فوز كردي."بتصرف"
"4":الوابل الصيب/ابن القيم. "بتصرف"
ـ[مسلمه سلفيه]ــــــــ[05 - 01 - 06, 01:27 ص]ـ
جزاكِ الله خيرا اختى
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[05 - 01 - 06, 01:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا