و ان تخلف عنه بلا عذر بركنين بطلت صلاته لانه ترك الإئتمام لغير عذر أشبه ما لو قطع الصلاة و ان كان تخلفه بركنين لعذر كنوم و سهو و زحام لم تبطل للعذر و يلزمه ان يأتي به و يلحق إمامه مع أمن فوت الآتيه فأن لم يأت بما تركه بتخلفه مع أمن فوت الركعة الآتية باشتغاله بفعل ما تخلف به بطلت صلاته ".
وفي " كشاف القناع " (1/ 667):
(وإن تخلف) المأموم (بركنين) لغير عذر (بطلت) صلاته؛ لتركه متابعة الإمام بلا عذر
(و) إن كان تخلفه بالركنين فأكثر (لعذر كنوم وسهو وزحام إن أمن فوت الركعة الثانية أتى بما تركه وتبعه) لتمكنه من استدراكه بلا محذور (وصحت ركعته) فيتم عليها.
و في "الموسوعة الكويتية " (1/ 1910):
" الاقتداء في الصّلاة هو متابعة الإمام، والمتابعة واجبة في الفرائض والواجبات من غير تأخير واجبٍ، ما لم يعارضها واجب آخر، فإن عارضها واجب آخر فلا ينبغي أن يفوته، بل يأتي به ثمّ يتابعه، لأنّ الإتيان به لا يفوّت المتابعة بالكلّيّة، وإنّما يؤخّرها، وتأخير أحد الواجبين مع الإتيان بهما أولى من ترك أحدهما بالكلّيّة، بخلاف ما إذا كان ما يعارض المتابعة سنّة، فإنّه يترك السّنّة ويتابع الإمام بلا تأخيرٍ، لأنّ ترك السّنّة أولى من تأخير الواجب .. "
فالبطلان بالتخلف عن الإمام بركنين؛ لعدم الإتيان بواجب المتابعة؛ وترك الواجب عمدا في الصلاة يلحق بترك الركن مطلقا على أصول المذهب بل وهو قول الأكثر من أهل العلم كما حرره العلامة العثيمين -رحمه الله-، وقد كنت أظنه قديما من أصل المذهب فقط فوجدته بعد قول الجمهور، وهوقوي.
ولاتفاق النووي وإن كان الإتفاق يحتاج تحريرا لبيان من يقصدهم بالاتفاق.
ولأنه إذا كبر الإمام للسجود، فركع المأموم؛ المتخلف عنه بركنين؛ فحتما لم يتابعه.
وللمخالف أن يتصور الصورة.
والفاء للتعقيب ولايضر كلام الحافظ فقد تعقبه العيني.
أما قول الشوكاني فهو قوي وله شواهد تدل عليه وقد قال به النخعي، وابن عقيل من الحنابلة - وهو وجه عندهم؛ لكن يعكر عليه مثل: " أعد صلاتك؛ فإنه لاصلاة لمنفرد خلف الصف " بالرغم من أن المتروك تعلقه بهيئة بالصفوف وهيئتها و صفة موقف المأمومين، لا بكونه تشبها بالنساء؛ وأنه موقف المرأة؛ بوب البخاري: المرأة تكون وحدها صفا. ولامخرج إلا بحمل الأمر بالإعادة على العقوبة للمنفرد - وله أصل. أو أن الأمر بالإعادة على الاستحباب فقط.
و هذا الحديث من عمد الجمهور في إلحاق تارك الواجب عمدا في الصلاة ونحوها بتارك الركن مطلقا.
وعذرا للإطالة والمداخلة.