تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن الأثير: (والنشرة بالضم ضرب من الرقية والعلاج، يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن، سميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء أي يكشف ويزال) (النهاية في غريب الحديث – 5/ 54) 0

قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله -: (النشرة: هي حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: حل السحر بسحر مثله، وهي التي ورد فيها الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال: (هي من عمل الشيطان) (حديث صحيح - أنظر صحيح سنن أبي داوود 3277) 0

وقد سئل الحسن عن النشرة فقال: لا يحل السحر إلا ساحر، وقال الإمام أحمد: ابن مسعود يكره هذا كله، وصفة ذلك أن المصاب بالسحر يجيء إلى الساحر ويرغب إليه أن يحل عنه فيتقرب الساحر والمسحور إلى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور حيث أن السحر في الأصل من عمل الشيطان، فإذا خضع المسحور وجاء إلى وليه وهو الكاهن أو الساحر واستضعف له وتذلل وقام الساحر بالتقرب إلى الشيطان بما يحب من المعاصي والنجاسات فهنالك يبطل عمله أو عمل السحرة، فهذا النوع لا يجوز لأنه إقرار للسحرة واستخدام لهم فيكون كفراً، أما النوع الثاني فهو حل السحر بالقراءة والأوراد والأدعية والأدوية المباحة والرقية الشرعية المباحة من الآيات والأحاديث فهذا جائز لا بأس به والله أعلم) (الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – ص 477، 478) 0

والمراد بها هنا: هي حل السحر عن المسحور، ويندرج تحتها نوعان، أما النوع الأول فهو حل السحر بالأدعية والرقى المباحة من القرآن والسنة، وهذا جائز بإجماع أهل العلم، وأما النوع الثاني الذي أعنيه تحت هذا العنوان فهو حل السحر عن المسحور بسحر مثله 0

إن المتفحص والمتأمل لكافة النقاط والمسائل التي تم بحثها تحت عنوان (أخطار السحرة والكهنة والمشعوذين والعرافين) يرى بما لا يدع مجالا للشك خطورة هذه الفئة لما تسببه من هدم للعقائد، ونشر للكفر والضلال، وإفساد في الأرض، وتحطيم للأسر وذلك بالتفريق بين المرء وزوجه، وإلحاق ضرر عظيم في المجتمع الإسلامي، وهذا يعبر عن خبث ودناءة نفس، وانحطاط في المنهج والسلوك والتصرف 0

ولكل ذلك وقف الإسلام بتعاليمه وعدله، يحاربهم ويدافع عن أهل العقيدة والتوحيد، فصانهم بإرشاداته، وحفظ عليهم أغلى ما يملكون في هذه الدنيا 0

وترى بعض العامة ممن يذهب إلى السحرة والعرافين والمشعوذين يتذرعون بفتاوى من بعض العلماء الأفاضل – حفظهم الله – والذين ينأون ويبعدون كل البعد عن ذلك، ويحذرون أشد التحذير من السحرة والعرافين والمشعوذين، وعادة ما تبنى تلك الفتاوى على ما ذكره المستفتي – الذي لا يدرك أحوال هؤلاء المشعوذين والسحرة – وقد يسأل العلماء بقوله: إن فلانا يرقي بالقرآن أو نحو ذلك فهل أنصح بالذهاب إليه؟ فيفتونه على قدر سؤاله، فيحمل الفتوى على صحة حال هذا الرجل، وأنه لا يرقي إلا بالقرآن، ومن واجب المستفتي أن يتثبت من حال الراقي قبل الاستفتاء وشرح ما يقوم به في الرقية بوضوح، حتى ينزل الحكم على الوصف الدقيق المطابق للواقع، وسوف تتضح الصورة كاملة عند استيفاء هذا العنوان حقه من البحث والدراسة الكاملة إن شاء الله تعالى 0

أولا: أدلة تحريم النشرة من كتاب الله عز وجل:

يقول تعالى في محكم كتابه: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الأُمِّىَّ الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ) (سورة الأعراف – الآية 157) 0

ثانيا: أدلة تحريم النشرة من السنة المطهرة وبعض الآثار الواردة في ذلك:

1) - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة، فقال: (هو من عمل الشيطان) 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير