تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال شمس الحق العظيم أبادي: (قال الحسن: النشرة من السحر وقد نشرت عنه تنشيرا انتهى 0 وفي فتح الودود: لعله كان مشتملا على أسماء الشياطين أو كان بلسان غير معلوم، فلذلك جاء أنه سحر سمي نشرة لانتشار الداء وانكشاف البلاء به (هو من عمل الشيطان) أي من النوع الذي كان أهل الجاهلية يعالجون به ويعتقدون فيه، وأما ما كان من الآيات القرآنية والأسماء والصفات الربانية والدعوات المأثورة النبوية فلا بأس به) (عون المعبود في شرح سنن أبي داود – 10/ 249) 0

عن أبي رجاء عن الحسن قال: (سألت أنس بن مالك عن النشرة فقال: ذكروا عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنها من عمل الشيطان)) (مصنف ابن أبي شيبة – 8/ 29) 0

عن الحكم بن عطية قال: (سمعت الحسن وسئل عن النشرة فقال: (من عمل الشيطان)) (مصنف ابن أبي شيبة – 8/ 29) 0

قال عبد الرزاق الصنعاني في " مصنفه ": (أخبرنا عقيل بن معقل عن همام بن منبه قال: سئل جابر بن عبدالله عن النشر 0 فقال: (من عمل الشيطان)) (مصنف عبدالرزاق - 11/ 13) 0

2) - عن أم الدرداء - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إن الله تعالى خلق الداء والدواء، فتداووا، ولا تتداووا بحرام) (حديث صحيح - السلسلة الصحيحة 1633) 0

قال المناوي: (" إن الله تعالى خلق الداء والدواء " أي أوجده وقدره " خلق الداء والدواء " ندبا بكل طاهر حلال وكذا بغيره إن توقف البرء عليه ولم يجد غيره يقوم مقامه، والتداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب وكذا تجنب المهلكات والدعاء بطلب العافية ودفع المضار ودخل فيه الداء القاتل الذي اعترف حذاق الأطباء بأن لا دواء له وأقروا بالعجز عن مداواته) (فيض القدير – 2/ 228) 0

3) - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نهى عن الدواء الخبيث) (حديث صحيح - أنظر صحيح الجامع 6878) 0

قال المناوي: (" الدواء الخبيث " أي السم أو النجس أو الخمر ولحم غير المأكول وروثه وبوله، فلا تدافع بينه وبين حديث العرنيين 0 وقيل: أراد الخبيث المذاق لمشقته على الطباع والأدوية وإن كانت كلها كريهة، لكن بعضها أقل كراهة) (فيض القدير – 6/ 314) 0

4) - قالت أم سلمة - رضي الله عنها -: اشتكت ابنة لي فنبذت لها في كوز، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغلي فقال: ما هذا؟ فقلت: إن ابنتي اشتكت فنبذنا لها هذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم) وفي رواية: (إن الله لم يجعل في حرام شفاء) (حديث حسن - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – أنظر السلسلة الصحيحة 4/ 175) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح: (وأما التداوي - بالخمر- فإن بعضهم قال إن المنافع التي كانت فيها قبل التحريم سلبت بعد التحريم بدليل الحديث المتقدم ذكره، وأيضا فتحريمها مجزوم به، وكونها دواء مشكوك بل يترجح أنها ليست بدواء بإطلاق الحديث 0 ولا يجوز تعاطيها في التداوي إلا في صورة واحدة وهو من اضطر إلى إزالة عقله لقطع عضو من الأكلة والعياذ بالله) (فتح الباري – 10/ 80) 0

قلت: وفي عصرنا الحاضر لا يجوز التداوي بالخمر مطلقا لانتفاء الأسباب الداعية لاستخدام المضطر كما بين الحافظ –رحمه الله- في الفتح، ولتوفر المستشفيات والمصحات وتوفر الأجهزة والمواد الطبية التي تغني عن استخدامها لذهاب عقل المريض، كالبنج ونحوه، إلا في حالة الضرورة التي ينتفي معها وجود تلك الأسباب المشار إليها آنفا 0

يعقب الدكتور عبدالرزاق الكيلاني على مجموع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تحث على طلب الدواء مع وجود الداء فيقول:

(هذه الأحاديث الشريفة تمثل قاعدة عظيمة من قواعد الطب أرساها النبي صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنا، فهو:

أولا: جعل طلب الدواء امتثالا لأمر الله تعالى الذي وضع لكل داء دواء، فقال لأصحابه - رضي الله تعالى عنهم -: تداووا عباد الله، وهم الذين كانوا ينسبون الأمراض إلى الأرواح الشريرة والشياطين00 ويتخذون لها التمائم والتعاويذ، لذلك سألوه عليه الصلاة والسلام: أنتداوى؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير