تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تأثيرهم في المرضى بإذن الله، وأن ذلك بسبب اقتصارهم على أكل الحلال، وهكذا أيضاً لا بد في المريض من كونه مسلماً مخلصاً موحداً مطيعاً لله تعالى، فإن الله قد ذكر أن القرآن: (000 شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا) (سورة الإسراء – الآية 82) وحيث أن الكثير من الناس لا يستفيدون من الرقية، فإن من أسباب ذلك ضعف إيمانهم وعدم اهتمامهم بحق الله وانهماكهم في المعاصي وامتلاء بيوتهم من الملاهي وما يحبه الشيطان وتنفر منه الملائكة من الصور والأفلام الخليعة ونحوها؛ وهكذا لا بد في تأثير الرقية من أن يكون المريض متعلقاً بالله تعالى، ثم بالرقية الشرعية معتقداً أنها الشفاء النافع ولا يجعل ذلك مجرد تجربة فيفعل ذلك على وجه التجربة كما يفعله كثير من الناس، فإن هذا الشك في نفع القرآن تكذيب لخبر الله، فلا يستفيد منه من توقف في تأثيره، ولم يجزم بأنه كلام الله، وأنه شفاء من كل داء، والله أعلم) (الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين للمشعوذين والسحرة – ص 496، 500) 0

وقد سئل فضيلته عن رجل مسحور يسأل العلاج عند السحرة والمشعوذين، حيث أن هناك من نصحه بذلك؟

فأجاب – حفظه الله -: (لا يجوز الذهاب إلى السحرة سواء لعقد السحر أو لحله، لأن ذلك إقرار لهم على أعمالهم الشركية، فإن السحر من عمل الشيطان والنشرة التي هي حل السحر بسحر مثله (هي من عمل الشيطان) كما ورد ذلك في حديث مرفوع، حيث أن الساحر يتقرب إلى الشيطان بما يحب حتى يبطل عمله عن المسحور، أو يخدمه حتى يخبره بالعمل الذي عمل له، فعلى هذا نكون قد أقررنا وشجعناه ونحن نعلم أنه مشرك، وأن حده القتل كما ورد في الحديث (حد الساحر ضربة بالسيف) (حديث ضعيف - أنظر ضعيف الجامع 2698 - سلسلة الأحاديث الضعيفة 1446)، ولكن هناك علاج نافع وهو الرقية الشرعية والأدوية المتاحة فإنها تبطل هذا العمل بشروط يعرفها القراء لا بد من وجودها في الراقي وفي نفس الرقية وفي المرقي منها والله أعلم) (الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – ص 500، 501) 0

وسئل أيضاً أنه قد جاء في الأثر " لا يحل السحر إلا ساحر " فما هو المقصود من ذلك؟ وهل يستدل بهذا الأثر على جواز العلاج عند السحرة والمشعوذين؟

فأجاب – حفظه الله -: (هذا الأثر مروي عن الحسن البصري – رحمه الله تعالى – ذكره في فتح المجيد، وذكر أن الساحر كافر وأنه يجب قتله، وأورد حديث جندب مرفوعاً (حد الساحر ضربة بالسيف) وأن عمر كتب إلى بجادة أن (اقتلوا كل ساحر وساحرة) وأن حفصة (أمرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت) وصح قتله عن جندب وبعد أن ذكر حكمه ذكر في باب النشرة حديث (هي من عمل الشيطان) وقول الحسن لا يحل إلا ساحر ومعناه أن الذي يحل السحر بسحر مثله هو ساحر والساحر كافر فيجب قتله، ولا يجوز إقراره مع العلم أنه ساحر، بل يلزم ضربه بالسيف لكفره وإذا عرف ذلك فكيف يستدل بهذا الأثر على إقرار الساحر وإتيانه وطلب عمل السحر منه بحل سحر موجود، وإنما يجوز حل السحر بالقراءة والأذكار والأوراد والأدوية النافعة والأدعية المأثورة كما ذكر ذلك في فتح المجيد والله أعلم) (الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – 501، 502) 0

سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - عن حكم حل السحر بسحر مثله فأجاب قائلا:

(أما قضية حل السحر بسحر مثله فقد نص كثير من العلماء على أن ذلك لا يجوز، لأن التداوي إنما يكون بالحلال والمباح، ولم يجعل الله شفاء المسلمين فيما حرم عليهم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (تداووا ولا تداووا بحرام) 0

وعن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: (إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم)، ومن أعظم المحرمات السحر فلا يجوز التداوي به ولا حل السحر به، وإنما السحر يحل بالأدوية المباحة وبالآيات القرآنية والأدعية المأثورة هذا الذي يجوز حل السحر به) (المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان – 2/ 132، 133) 0

وسئل - حفظه الله - عن حكم الاستعانة بالسحرة لقضاء بعض الحوائج من غير مضرة الآخرين 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير