تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول الدكتور علي بن نفيع العلياني: (ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه: أكثر العلماء على أن الساحر كافر يجب قتله 0 وقد ثبت قتل الساحر عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وحفصة بنت عمر وعبدالله بن عمر وجندب بن عبدالله وروي ذلك مرفوعا عنه (مجموع الفتاوى 29 - 384) وعلى هذا فالرقية السحرية محرمة، ولا يجوز لمسلم أن يأتي لساحر لكي يرقيه، وذلك لما يأتي:

أولا:- لو كان يجوز للمسلم أن يذهب للسحرة التماسا للتداوي برقية أو نحوها لما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل الساحر، وفيه منفعة للناس، وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حد الساحر ضربة بالسيف) 0

ثانيا:- إن الله قد بين في سورة البقرة بأن الذين يتعلمون السحر إنما يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم 0 هذا لفظ عام يبين أن السحر ليس فيه نفع بوجه من الوجوه، ولو كان فيه دواء ونحو ذلك، لكان فيه فائدة ونفع، وهذا مخالف لنص القرآن الكريم) (الرقى على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة – بتصرف – ص 62) 0

يقول الدكتور عمر يوسف حمزة: (فالمعالجة بالمحرمات قبيحة: عقلاً وشرعاً 0 أما الشرع، فما ذكرنا: من هذه الأحاديث وغيرها 0

وأما العقل، فهو أن الله سبحانه إنما حرمه لخبثه، فإنه لم يحرم على هذه الأمة طيباً عقوبة لها، كما حرمه على بني إسرائيل، وإنما حرم على هذه الأمة ما حرم لخبثه 0 وتحريمه له حمية لهم، وصيانة عن تناوله 0 فلا يناسب أن يطلب به الشفاء من الأسقام والعلل؛ فإنه وإن أثر في إزالتها، لكنه يعقب سقماً أعظم منه في القلب، بقوة الخبث الذي فيه 0 فيكون المداوي به قد سعى في إزالة سقم البدن، بسقم القلب) (التداوي بالقرآن والسنة والحبة السوداء - 54، 55) 0

يقول الدكتور عبدالسلام السكري: (والذي يترجح في ظني إجازة حل السحر بآيات من القرآن الكريم أو الدعوات المأثورة عن رسول الله أو الكلام العربي المفهوم والمشروع في نفس الوقت 0 أما حله بسحر مثله فلا بد للذي يقوم بهذا العمل أن يرتكب أموراً أقل ما يقال فيها إنها من أكبر المعاصي وأشد الكبائر والضرر لا يزال بمثله، وإلا فما الفائدة من هذا العمل؟ هذا ما رأينا إثباته والله تعالى وحده أعلم بالصواب) (السحر بين الحقيقة والوهم في التصور الإسلامي – ص 262) 0

يقول الأستاذ الصادق بن الحاج التوم: (وهذا النوع – يعني النشرة – لا يشك أحد في تحريمه؛ لأنه كفر وشرك بالله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هي من عمل الشيطان) 0 وهو لا يزيد المريض إلا سوءاً؛ لأن الساحر خبيث، والخبيث يهمه ضرر الناس لا صلاحهم، فلا يمكن أن يفك الساحر سحر أخيه، لأنهم في الجريمة سواء، ولكن قد يسكنه ليتوهم المريض أنه شفي فيقوم بالوفاء بما نذر للشيطان من قرابين، ثم يعاوده مرة ثانية) (الإيضاح المبين لكشف حيل السحرة والمشعوذين – ص 42، 43) 0

وقد وقع بين يدي كتاب قرأت فيه كلاما جميلا يرد فيه على بعض من أجاز الاستعانة بالساحر لإبطال سحر أصابه، حيث يقول الأستاذ جمال عبد الباري:

(وهناك بعض العبارات أو الكلمات التي أتعرض لها في ثنايا الدراسة، وأستشعر فيها خطورة فأتناولها بما تستحقه من الإيضاح لأنها في غاية الخطورة على عقيدة المسلم، منها ما ذكره أحد الكتاب حيث كتب ما يلي:

(هل يجوز أن يستعين المسحور بالساحر ليخلصه من السحر؟ سواء كان هذا السحر: إيذاء عضويا يلحق بالإنسان " كالربط " مثلا، أو إيذاء نفسيا يلحق به معنويا، ولا يستطيع دفعه 00 يقول الإمام البخاري يجوز الاستعانة بهذا على ذلك 00

وعند سعيد بن المسيب والإمام الشعبي جواز هذا 00 فيجوز أن تستعين بمن صنع السحر لك أن يخلصك منه 00 أو تستعين بغيره 00 وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض 00 والبادي بالشر أظلم 00 فإذا استعنت بقوي على قوي، فلا لوم عليك 0 وإذا استعنت برب القوة فذلك خير لك 000)

إلى هنا ينتهي كلام الكاتب، وهو كلام يستوجب توبة من كاتبه، فلا الإمام البخاري ذكر هذا ولا غيره، ولذلك فإن المؤلف لم يذكر مصدر هذه الفتوى 0

أما ما جاء في صحيح البخاري في باب "هل يستخرج السحر؟ ":

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير