تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذا تقرر هذا؛ فلنرجع لما كنا بصدده من قولنا عن السيد أحمد إنه: "يومن بالخرافات من الكرامات المزعومة و ما لا يصدقه عقل"، فإني أخذت ذلك من كثير مما ذكر في "جونة العطار"، هذا الكتاب الذي تضمن مصائب خطيرة لا أدري كيف سيدافع عنها المؤلف.

و مثال واحد يمكن أن أذكره: أن أحد مشايخ الصوفية في مصر اشتهى تلاميذه حلوى (البسبوسة) فما كان من الشيخ إلا أن أمرهم بأن يستدبروا، فقضى حاجته في صحن، فتحول ذلك إلى بسبوسة لذيذة أكلها المريدون!!.

و يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.

فصل

ثم ذكر المؤلف أنه قرأ مقدمتي ل "توجيه الأنظار" فأغاظته كثيرًا. ثم قال: "نعوذ بالله من الحرمان بعد العطاء، فما أقدم عليه الكتاني الشاب إلا تقليدًا (كذا) لما ذهب إليه أعداء سيدي أحمد بن الصديق رحمه الله في المغرب .. "؟!.

أما ادعاؤه أني أقلد أعداء السيد أحمد في المغرب، فباطل لا أساس له، فإني لا أعادي السيد أحمد و لا غيره من علماء المسلمين، و إنما أعادي أعداء الإسلام من علمانيين و اشتراكيين و يهود و نصارى و غيرهم من شيع الكفر. و بسببهم أنا في السجن.

أما معارك السيد أحمد مع مخالفيه ف: {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسألون عما كانوا يفعلون}، أترحم على الجميع و أسأل الله أن يغفر لهم.

ثم أخبرني بربك: أين التقليد هاهنا و كل مسائلي مقرونة بأدلتها مع دراسة واسعة شاملة لكل ما وصلته يدي من كتب السيد أحمد؟.

و اعلم، أصلحك الله، أني لست من أهل التقليد في شئ و لم أترب على التقليد لا بين أهل بيتي من كبار العلماء و لا على يد مشايخي في المشرق و المغرب، و لكنك أنت تتعصب و تترك الإنصاف، و لو أنصفت لما كتبت ما كتبت و لأقررت بأخطاء السيد أحمد و استغفرت له و أخذت ما صفا و تركت ما كدر.

ثم اعلم أن السيد أحمد، عفا الله عنه، قد آذى كثيرًا من الناس في كتاباته، و جرحهم دون حق و نسب إليهم ما لا يليق. و قد ذكر الحافظ الذهبي، رحمه الله تعالى، مثل هذا عن أبي محمد ابن حزم الأندلسي فقال: "إنه أغلظ في العبارة مع مخالفيه و سبَّ و جدَّع، فأحرقت كتبه و نكل به و طرد و هجر من بلده جزاءً وفاقًا".

و أين كلام ابن حزم، رحمه الله تعالى، من كلام ابن الصديق في الناس؟!، و قد بينت شيئًا قليلاً من ذلك في كتابه الذي أنكره علي المؤلف.

أسأل الله العفو و المغفرة لي و للسيد أحمد و للمؤلف أيضًا. و الله الهادي إلى سواء السبيل.

-يتبع-

ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[20 - 01 - 06, 03:30 ص]ـ

فصل

تكلم المؤلف في (ص139) عن كتاب الشيخ التليدي "الصارم المبيد" الذي يرد فيه على كتاب شيخه محمد الزمزمي بن الصديق المسمى "شرح كلمة التوحيد". و نصر المؤلف مضمون الكتاب و ذكر أنه اختصره في رسالة سماها "القول المفيد من الصارم المبيد". ثم ذكر فوائد منها، خلاصتها: سلامة عقيدة العوام من الوقوع في الانحراف أو الشرك. و قد قال عن السيد الزمزمي إنه "حكم على أكثر العوام من المسلمين بالشرك بالله و بطلان إيمانهم حيث قال في كتابه: بأن من اعتقد في معنى لا إله إلا الله: لا خالق إلا الله و لا رازق إلا الله و لا نافع إلا الله و لا ضار إلا الله لا يكون بذلك مؤمنًا، بل لا يخلوا من الشرك".اه.

قال أبو محمد: معنى كلام السيد الزمزمي أن القول بتوحيد الربوبية لا يدخل لوحده المرء للإسلام إذا لم ينضم إليه توحيد الألوهية و هو توحيد العبادة. و ليس معنى ذلك أن عوام المسلمين كفار، فهو لم يقل ذلك و لم يخطر له على بال، فإن هذه عقيدة الخوارج و أهل التكفير، و هم كلاب أهل النار كما ثبت في الحديث الصحيح.

و الدليل على ما أقول: هو أن السيد الزمزمي ذكر أهل التكفير ضمن "الطوائف الضالة في هذا العصر" و كذلك ذكر (الوهابيين) الذين اتهمهم بالتسرع في تكفير العوام لوقوعهم في بعض الشركيات. و قال: "إنهم ينبغي أن يعلّموا لجهلهم". و ما نسبه للوهابيين ليس على إطلاقه كما سأبين بعد قليل.

ولا شك أن الصواب في هذه المسألة مع السيد الزمزمي، و حكمه على أفعال العوام بالشرك لا يقتضي إخراج المعين منهم من الدين، و دفاع المؤلف عن العوام في غير محله البتة. و كذلك إنكاره انقسام التوحيد إلى ربوبية و ألوهية و أن الأول لا يجدي نفعًا لوحده بغير الثاني.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير