فما تفجرت منه الانهار وتتفجر الانهار يعني تكون منابعها من بين تلك الحجارة وتسري هذه المياه سلسة الحركة من بين تلك الصخور على عكس قلوبهم التي لا تقبل حتى مرور الهداية منها. اما التي تششقق فهي ما كانت حابستا لماء ومع تصدع الارض انشق طرف منها فسال الماء الذي كانت تحبسه.
ومن الاية كلام عن الصخر والماء: فانسياب الماء لولا الصخر القاسي لما انحبس منه شيء ولغار في الارض ولولا تشققه وتصدعه لبقي محبوسا يحبس الماء فلا تخرج حتى تفيض عنه. والصخر له علاقة بالماء والحياة في نواح اخرى. اذ ان التربة لو تشبعت بالماء ولم يمنعها الصخر من الانزلاق لانهارت والانزلاقات الطينية مدمرة للحياة. فلولا الصخر لاصبحت الارض مستوية السطح ولولا الصخر لما بقيت انهار ولا ينابيع ولذلك قال الله تعالى:
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ فلو مدت الارض وبسطت من غير جبال لما كان انهارا في الارض.
فمن هنا عرفنا ان الماء الذي ينزل من السماء هو اساس كل ماء عذب , وعلمنا ان الماء منه ما يحجز في الارض ويسكن فيها كالماء الارتوازي ومنها ما يخزنه الناس في آبارهم السطحية وبالسدود. ومنه يكون في الارض الى ان يجد مانعا (حجارة متماسكة) لنزوله الى اسفلها فتكون العيون والينابيع. وتتفجر منه الانهار.
هل يقال ان محمد صلى الله عليه وسلم كان يعلم هذا الامر؟
اهل الالحاد يسخروا من ان الله قال ان الجبال رواسي للارض ولن الصخر يشقق فيخرج منع الماء ويسخروا من قول الله عن المطر لانهم يروا المطر يزل كل سنة مرات عديدة ويروا الغمام والرياح. ولكن هل تفكروا يما في ايات الله عز وجل في خلقه:
وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين ?16? لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ?17? بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ?18? وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ?19? يسبحون الليل والنهار لا يفترون ?20? أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون ?21? لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ?22?
فاي عبثية في هذه الارض. لولا ان الله خالقها لفسدت هي والسماء فما يمسكهما من الزوال الا ما اودعه فيهما بعلمه وحكمته , اذا فالماء حكمة الله في الخلق فمن يستطيع ان يحجزه غيره:
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ وخزن الشيء حبسه ومنعه.
فلن يستطيع احد حجز الماء من السماء ولا منعه عن العباد احد وان منع ما يمر عنده او حوضه او بئره فلن يمنع ماء السماء.
السؤال لكل من يعرف كيف تكون المياه في الارض سواء الجوفية او الفوارة من ينابيع كيف عرف النبي ذلك؟
"وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ... إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى"
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[17 - 01 - 06, 07:22 م]ـ
"ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"
هذا مثل قسوة قلوب أهل الالحاد.
لان الحجارة القاسية مع صلابتها فانها تتأثر بالماء الذي هو لين.
اما التي تتفجر منها الانهار فان المياه لتنحت تلك الصخور وتجري لها طريقا. وتذيب منها في الماء الجاري. فتتشكل هذه الصخور القاسية. ففيه دلالة على ان الماء يحفر الصخر بجريانه.
و ان الحجارة الصلبة تشقق فيخرج منها الماء فتشققها دليل على انها مع قسةتها تشققت وتشقق القاسي هو دليل ان لصلابتها حد .. ولا تشقق الحجارة الا بتصدع الارض او تشرب انواع من الصخور للماء مما يجعلها اقل صلالبة ويعرضعا للتشقق.