[رأي شيخ الإسلام رحمه الله حول العمل بالحساب الفلكي]
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[03 - 11 - 02, 09:24 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وبعد:
هذه المسألة طرقها الأخوة سابقاً هنا حول العمل بالحساب الفلكي القطعي الذي لايدخله ظن، بل هو بإجماع الفلكيين، وأن العمل بالحساب الفلكي هو للنفي لا للإثبات.
وهو رأي الشيخ العلامة عبد الله بن منيع حفظه الله، ومن كلام الشيخ حفظه الله:
"وعليه فيجب أن تكون علاقتنا بحساب الفلك مقصورة على النفي دون الإثبات، فإذا تقرر فلكياً أن الهلال لا يولد إلا بعد غروب الشمس فمَنْ شهِدَ برؤيته تعين رد شهادته وإذا كان الهلال يولد قبل غروب الشمس، ولكن لم يتقدم أحد بشهادة رؤيته فلا يجوز لنا العمل بما تقرر فلكياً بأن الهلال مولودٌ قبل غروب الشمس، لأننا متعبدون بالرؤية دون الحساب الفلكي .. ".
وهذا متقرر لما سيحصل غداً الأثنين الموافق 29/ 8/1423هـ، حيث إن الفلكيين يقولون أن الهلال سيولد الساعة الحادية عشر وخمس وثلاثين دقيقة ليلاً، والترائي الصحيح للهلال هو يوم الثلاثاء بعد غروب الشمس.
فبناءاً على ذلك لو تقدم يوم غد الإثنين أحد المواطنين وشهد أنه رأى الهلال علينا رد شهادة وعدم العمل بها.
هذا ما يراه الفلكيين ومن يعمل بالحساب الفلكي، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: " فإن الهلال مأخوذ من الظهور، ورفع الصوت، فطلوعه في السماء إن لم يظهر في الأرض فلا حكم له لاباطناً ولا ظاهراً .. " (25/ 109).
فقوله رحمه الله (لاظاهراً ولا باطناً) يوافق قول من يقول (لا نفياً ولا إثباتاً).
و أعتقد والعلم عند الله أن العمل بالنفي دون الإثبات، ليس مقتضى الشرع، فمادمنا نعمل بالرؤية وأن الشهر يكون تسعة وعشرون يوماً وأتى من يشهد برؤية الهلال فنرد ذلك كله من أجل الحساب الفلكي أن هذا تكلف ظاهر وليس هو مقصد الشرع، ولم يضطرنا الشرع إلى العمل بالنفي دون الإثبات، كيف لا وقد جعلنا الشرع نقبل ثبوت رمضان بشهادة واحد دون شوال.
هذا ما ظهر لي خلال الفترة الماضية، والحمد لله رب العالمين
وكتبه أبو إبراهيم
مساء الأحد 28/ 8/1423هـ.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[03 - 11 - 02, 10:12 م]ـ
ومن كلام شيخ الإسلام أيضا رحمه الله بعد أن بين أن الخلاف المحكي عن مطرف وابن سريج وغيرهما إنما هو في جواز عمل الحاسب بالحساب في نفسه وأما إلزام المسلمين بالعمل بالحساب فقال عنه:
(هذا قول ما قال به مسلم) مجموع الفتاوى 25/ 132
وقال أيضا عمن يعمل بالحساب في إثبات دخول رمضان:
(ضال في الشريعة مبتدع في الدين مخالف للعقل) 25/ 207
وكلامه عام لا فرق فيه بين إثبات الرؤية بالحساب أو نفيها به.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[04 - 11 - 02, 07:03 م]ـ
النفي طريق الإثبات
فإذا نفينا أن يكون غداً الثلاثاء رمضان من أجل العمل بالحساب الفلكي، فهو في الحقيقة إثبات لدخول رمضان يوم الأربعاء.
اللهم وفقنا لصيام رمضان وقيامه واجعلنا فيه من عتقائك من النار.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 11 - 02, 08:14 ص]ـ
وابن تيمية كذلك يرى تحريم حساب أوقات الصلاة. فإن كان قوله حجة نكون قد حججناك. وإن لم يكن تكون قد احتججت بما ليس فيه حجة. فسقطت الدعوى والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[05 - 11 - 02, 05:05 م]ـ
فضيلة الشيخ محمد الأمين حفظه الله
ليس قول ابن تيمية حجة، وليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك، كما هو معلوم
ونحن لم نحتج بكلام ابن تيمية، ولكن احتججنا بالإجماع الذي حكاه ابن تيمية فالإجماع حجة، وهو نفى أن يكون هناك مسلم - إلى عصر ابن تيمية - ثبت عنه أنه قال بأن عموم المسلمين ملزمون بالعمل بقول الحاسب في الصوم، وبين أن الخلاف كان منحصرا في مسألة هل يجوز للحاسب أن يعمل هو نفسه بالحساب أم لا؟
فإن كان لديكم نقض لهذا الإجماع الذي حكاه فأفيدونا.
وأما مسألة حساب أوقات الصلاة فلو ثبت أن شيخ الإسلام حرّم العمل به فإننا لا نقلده في هذا
وقد ذكر القرافي في الفروق الفرق بين العمل بالحساب في الصلاة وعدم العمل به في الصوم
وخلاصته أن العلامة الشرعية في الصوم هي رؤية الهلال (صوموا لرؤيته) وليس وجود الهلال فلم يقل صوموا لوجوده، والحساب يدل على وجود الهلال فلا يعمل به
بينما في الصلاة فالعلامة الشرعية إذا طلع الفجر أو إذا زالت الشمس أو إذا صار ظل الشيء مثله أو غربت الشمس أو غاب الشفق، ولم يقل إذا رأيتم طلوع الفجر أو زوال الشمس ...
فإذا بأي وسيلة علمنا طلوع الفجر صلينا الفجر، وهكذا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 10 - 04, 04:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وعلى ما ذكره الشيخ أبو إبراهيم فكلام الشيخ ابن منيع لايؤخذ به، وكذلك هناك فرق بين حساب دخول الهلال وحساب دخول الصلاة.
¥