- - - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لا تسألوا أهل الكتاب، فإنهم لن يهدوكم وقد أضلوا أنفسهم، فتكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل.
ثم ان الله حذر من اتباع اهواء بعض الناس في فعل ما يراه هواهم مناسبا فقال لاهل الكتاب:
قال العليم الحكيم:قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ
فكيف تفرء أكتب من ضل واضل؟
وليس برنابا وحده من الحوارين وانما معظم من تنسب لهم اناجيل هم الحواريين.
فالذي يبحث في تلك الكتب. فانما سيجد ما يعرفه ويصدقه القران فلا يستفيد شيئا
وسيجد من الكذب والزور ما يجب ان يكذبه. فلا يستفيد شيئا ايضا.
وان وجد ما لا يصدقه القران ولا يكذبه. فلن يستفيد ايضا لان النبي نهانى عن تصديقه او تكذيبه.
ثم ان القران مهيمنا على الكتب السابقة:
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَفالقران مهيمنا على ما قبله ولكل منا جعل الله شرعة ومنهاجا.
اما اختلاف الشرائع فمنه ما أخبر الله تعالى:
"فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا"
فبين عز وجل انه حرم عليهم طيبات.
اما النصارى فبين الله انهم تركوا كثيرا مما وصاهم الله به:
"وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ"
قال ابو جعفر:
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقهمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} يَقُول عَزَّ ذِكْره: وَأَخَذْنَا مِنْ النَّصَارَى الْمِيثَاق عَلَى طَاعَتِي وَأَدَاء فَرَائِضِي وَاتِّبَاع رُسُلِي وَالتَّصْدِيق بِهِمْ , فَسَلَكُوا فِي مِيثَاقِي الَّذِي أَخَذْته عَلَيْهِمْ مِنْهَاج الْأُمَّة الضَّالَّة مِنْ الْيَهُود , فَبَدَّلُوا كَذَلِكَ دِينهمْ وَنَقَضُوا نَقْضِهِمْ وَتَرَكُوا حَظّهمْ مِنْ مِيثَاقِي الَّذِي أَخَذْته عَلَيْهِمْ بِالْوَفَاءِ بِعَهْدِي وَضَيَّعُوا أَمْرِي. كَمَا: 9046 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثنا يَزِيد , قَالَ: ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة: {وَمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقهمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} نَسُوا كِتَاب اللَّه بَيْن أَظْهُرهمْ , وَعَهْد اللَّه الَّذِي عَهِدَهُ إِلَيْهِمْ , وَأَمْر اللَّه الَّذِي أَمَرَهُمْ بِهِ. 9047 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ: ثنا أَحْمَد بْن مُفَضَّل , قَالَ: ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ , قَالَ: قَالَتْ النَّصَارَى مِثْل مَا قَالَتْ الْيَهُود , وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ.
وأخبر الله عز وجل ان النبي الامي الذي صفته عندهم الذي يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر:
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
فالله رفع الاغلال وهؤلاء يريدوا ان توضع عليهم.
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ فان كان الله امر اهل الكتاب ان يتبعوا النبي الامي. فهل يحق لمن امن بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ان يستنبط حكما من كتبهم؟
- - - - انبه هنا الى أمر مهم: ان اختلاف العلماء على هل شرعة من قبلنا شرعة لنا انما اختلفوا على ما ثبت في القران وصحيح السنة من شرعتهم فيما لا يخالف شرعتنا.
اما كتبهم فهي اصلا مقطوعة الوصل والاسناد. فكيف تقبل!
بل اني اذكر اني قرأت بالانجيل المذكور امور ومخالفات لا يقال انها من عند الله.
ما الهدف من البحث في هذه الاناجيل الا للعراض عن كتاب الله وسنة نبيه؟
فالله امرنا بقراءة القران والتدبر به وفهمه واعطانا الاجر. ونهانا عن الزور الذي هو كذب والذي بينه عز وجل:
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ
ايطلب الهدى بغير الحق الذي حفظه الله؟
¥