تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأيضاً يذكر برنابا تسميات للملائكة لم يقل بها المسلمون، وفي ذلك ذكر اسم رفائيل وأوريل في قوله: " أمر جبريل وميخائيل وأوريل سفراءه أن يأخذوا يسوع من العالم … فجاء الملائكة الأطهار " (برنابا 215/ 4 - 5).

ثم قد ورد اسم الرسول " محمد " مرات عدة في إنجيل برنابا، ولم يرد اسمه " أحمد " مرة واحدة، ولو كان الكاتب مسلماً لعمد إلى كتابته - ولو مرة واحدة ليحقق التوافق الحرفي مع ما جاء في سورة الصف {ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}. (الصف: 6)

ثم لو كان كاتبه مسلماً لكتب معجزة كلام المسيح في المهد التي ذكرها القرآن وأغفلتها الأناجيل، وغير ذلك من المسائل التي تثور في وجه من يقول بانتحال مسلم لهذا الإنجيل.

وحين يدفع المسلمون القول بأن إنجيل برنابا منحول، ليس لجزمهم بصحة نسبة الإنجيل إلى برنابا، بل لجزمهم بأن هذا الإنجيل لا يقل حاله بحال من الأحوال عن سائر أسفار العهد القديم والجديد.

ويوافق المسلمون النصارى في اعتراضهم على هذا الإنجيل، ودعواهم بأنه لم يصل بطريق موثق، وأنه لا يعلم أصله، لكن الحال الذي ينكرونه هو حال كل صحيفة من صحائف الكتاب المقدس.

بل إن لإنجيل برنابا مزية على سائر الأناجيل، فقد صرح فيه الكاتب أنه برنابا، ويقول عن نفسه في سائر صفحات الإنجيل: فقال لي برنابا، وقلت للمسيح .... ، بينما لا تجد مثله في سائر الأناجيل (انظر متى 9/ 9) و (يوحنا 21/ 24).

وأما عن أخطاء الإنجيل التاريخية أو ذكره تسمية "جبل طابور" (برنابا 42/ 20) وهي تسمية غير معهودة أيام المسيح، فهذا لا يختلف أبداً عن ذكر حبرون في عهد موسى، وقد سميت بعده (انظر التكوين 13/ 18).

ولعل هذه التسمية الجديدة - إن صحت جدتها - من عمل الناسخ وتدخله في النص.

ثم إن أسلوب الكاتب ومعلومات الإنجيل يؤكدان بأن الكاتب ضليع في علوم الكتاب المقدس، متصف بعمق واسع يليق بمثل برنابا داعية النصرانية في الجيل الأول، فليس بمستغرب أن يكون قد كتب إنجيلاً، ومنع قراءته دليل وجوده بل واشتهاره.

وأما مخالفة الإنجيل للحقائق التاريخية فلكونه عملاً بشرياً، ولا حرج في ذلك، إذ أن النصارى ينسبون مثل هذه المخالفات إلى أسفار الوحي.

وقول برنابا: " الكذب فضيلة " لا يختلف كثيراً عن قول بولس عن نفسه بأنه روماني كذباً (انظر أعمال 23/ 25)، ثم قوله: " فإنه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده " (رومية 3/ 7)، فصدور هذا الاعتراض من النصارى لا يقبل.

وأما التشابه بين أقوال الشاعر دانتي وإنجيل برنابا فهو لا يعني جزماً بأن كاتب الإنجيل وجد بعد دانتي، بل قد يكون دانتي هو المستفيد من برنابا.

ثم إن التشابه لا يعني بالضرورة نقل اللاحق عن السابق دائماً، وإلا لزم أن نقول بأن أسفار التوارة التشريعية منقولة عن قوانين حمورابي للتشابه الكبير بينهما.

وأخيراً، فإنه لو كان كاتب الإنجيل في العصور الوسطى لما وقع بتلك الأخطاء في الإحالة إلى أسفار التوارة، ولكان أيضاً قد اهتم بالتنديد بالأناجيل الأخرى، ولكنه لم يصنع لسبب بسيط، وهو أنه كتب إنجيله قبل انتشار هذه الأناجيل.

ولو كان الإنجيل منحولاً لندد مؤلفه بالتثليث وكتب في إبطاله، لكنه لم يتحدث عنه، فدل ذلك على أن زمن الكتابة سابق على دعوى التثليث التي ظهرت في القرن الرابع.

وهكذا نرى أن إنجيل برنابا لا يختلف من ناحية الإسناد كثيراً عن الأناجيل الأربعة، لكنه الإنجيل الوحيد الذي صرح فيه كاتبه باسمه وبأنه شاهد لما يكتب، وأما متنه فكان أكثر اتساقاً من جميع الأناجيل، متميزاً بترابطه وجمال أسلوبه ومعرفته الكبيرة بالعهد القديم وأسفاره، وهو ما يليق حقاً بداعية النصرانية في الصدر الأول: برنابا.

وقد كانت مضامين هذا الإنجيل متفقة إلى حد بعيد مع ما يعهد في رسالات الله إلى أنبيائه، وحُقَّ لتولاند 1718م في كتابه " الناصري " أن يقول عند ظهور هذا الإنجيل: " أقول على النصرانية السلام ". وقوله " إن مد النصرانية قد وقف من ذلك اليوم .. إن المسيحية ستتلاشى تدريجياً حتى تنمحي من الوجود ".

أرسلت في 28 - 12 - 1425 هـ بواسطة trutheye

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[18 - 03 - 06, 11:31 ص]ـ

أبو سعيد الشرقي

هل أنت اللحيدي أو أحد أتباعه؟؟!!

ـ[حازم المصري]ــــــــ[19 - 03 - 06, 03:56 م]ـ

أبو سعيد الشرقي

هل أنت اللحيدي أو أحد أتباعه؟؟!!

هذا من باب إحسان الظن به.

و إلا لقلنا أنه نصراني برنابي (إبتسامة).

فأنا لا أفهم ذلك الحماس في الدفاع عن إنجيل محرف.

نسأل الله السلامة و العافية.

ـ[أبو سعيد الشرقي]ــــــــ[21 - 03 - 06, 02:18 ص]ـ

حازم القبطي أشد من يعادي إنجيل برنابا ويطعن فيه، عمك او باباك شنودة وبقية الحوش والحمير بتوعه!!

بل لا يوجد من يدفع بقوه في وجه نشر هذا الإنجيل الحق إلا أقباط مصر أهلك وحبايبك.

ولذا انا مستوعب جيد لماذا تدعي التحريف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير