وقال الحسن هو: الموت الذريع رواه ابن جرير الطبري في التفسير.
وجاء عن مجاهد في تفسير قوله تعالى (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم) قال: هي الصيحة والحجارة والريح (أو من تحت أرجلكم) قال: هي الرجفة والخسف. رواه أبو الشيخ في العظمة
وبعد هذه التقدمة السريعة أسباب حلول البلايا والرزيا نعرج على مسألة الفرح بما يصيب أهل الشر ومنهم الكفرة.
والأصل في هذا عدة أدلة من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح.
1 - قول الله تعالى قصصاً عن شعيب عليه السلام قوله (فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم، فكيف آسى على قوم كافرين)، وكانت عقوبتهم بالرجفة، فلم يأس عليهم شعيب عليه السلام، بل واستنكر الأسى على ما أصابهم وعلل ترك التأسي عليهم بأنهم قوم كافرون.
وهذا بالضبط ما حصل لعباد الصليب في بلاد الأمريكان، وما حصل للمشركين في بلاد الرافدين وهم ذاهبون لممارسة طقوس الشرك بالله فأهلك الله من أهلك بسبب ذنوبهم وعصيانهم.
2 - ما رواه البخاري ومسلم في سبب شرعية صوم يوم عاشوراء المحرم، حيث إنه يوم سلط الله فيه جنداً من جنوده وهو البحر، أهلك فيه الطغاة والجبابرة فرعون وقومه الذين كانوا على الكفر وأنجى الله موسى عليه السلام وقومه المؤمنين، فكان منه شكر الله تعالى على ما أصاب الكفار من مصيبة. وإظهار الفرح فيه.
3 - ما رواه البخاري عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم مُر عليه بجنازة فقال: (مستريح ومستراح منه) فقالوا: يا رسول الله وما المستريح وما المستراح منه؟
قال: (العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب).
فأي راحة للمؤمن والملائكة من كبس الأرض للكافر فلا يؤذي سطحها وغيرها بكفره وشركه الذي تتأذى منه حتى الجمادات. لمبارزته لله تعالى بالكفر والمعاصي
يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ذنوب بني آدم قتلت الجُعْل في جحره.
ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه: كاد الضب يموت في جحره هزْلاً من ظلم بني آدم.
وروى يحيى بن أبي كثير قال: قال رجل عند أبي هريرة: إن الظالم لا يظلم إلا نفسه.
فقال أبوهريرة رضي الله عنه: كذبت! والذي نفس أبي هريرة بيده، إن الحُبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم. روى هذه الآثار ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات
وأي ظلم أعظم من الشرك والكفر (يا بني لا تشرك بالله، إن الشرك لظلم عظيم)
أخرج أحمد في الحديث المروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الإلهي يقول الله تعالى ((ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات يستأذن الله تعالى أن ينتضح عليهم فيكفه الله عز وجل)) وفي رواية: (ما من يوم إلا والبحر يستأذن ربه ان يغرق ابن آدم، والملائكة تعاجله وتهلكه، والرب سبحانه وتعالى يقول دعوا عبدي)
فمن تمام البغض لهم كراهية بقائهم في الأرض وسيادتهم لها.
قال الفضيل (من دعا لفاسق بطول البقاء، فقد أحب أن يعصى الله في الأرض) فإذا كان هذا منهياً عنه في شأن الفاسق الملي، فكيف بالكافر الخارج من الملة ـ فضلاً عن المحارب المستطير شره على المسلمين!
4 - دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على أقوام منهم قريش بأن يرسل عليهم سني كسني يوسف ودعا على آخرين بالهلاك، وعلى كسرى أن يمزق عرشه. ومن لوزام ذلك الفرح باستجابة الدعاء.
5 - فرح المسلمين لما هزم الفرس الوثنيون، كما في قوله تعالى (ألم، غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين، لله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) ونصر الله تعالى المقصود به هو هزيمة الفرس.
- وعلى هذا مضى أئمة أهل السنة والجماعة من السلف الصالح في بغضهم لأهل الكفر والبدعة، فقد كانوا يفرحون بما يصيب أولئك من بلايا ورزايا لكبت شرهم عن الناس، ومن هذه الأدلة:
6 - سئل الإمام أحمد رحمه الله تعالى (أنفرح بما يصيب أصحاب ابن أبي دؤاد؟ (وكان من كبار الجهمية في زمن أحمد) قال: ومن لا يفرح بهذا) السنة للخلال 1769
¥