تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: مسألة ظاهر آيات القرآن الكريم تدل على اتحاد معنى العقب والذرية والبنين لأنه قال في بعضها عن إبراهيم: ? وَاجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ الأْصْنَامَ ? وقال عنه في بعضها: ? رَبِّ اجْعَلْنِى مُقِيمَ الصَّلواةِ وَمِن ذُرِّيَتِى ? وفي بعضها: ? رَّبَّنَآ إنيِّ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلواةَ ? وفي بعضها قَالَ: ? وَمِن ذُرِّيَّتِى ? وفي بعضها: ? وَجَعَلْنَا فِى ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ?، وفي بعضها: ? وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِى عَقِبِهِ ? فالظاهر المتبادر من الآيات أن المراد بالبنين والذرية والعقب شيء واحد لأن جميعها في شيء واحد وبذلك تعلم أن ظاهر القرآن يدل على أن من وقف وقفاً أو تصدق صدقة على بنيه أو ذريته أو عقبه أن حكم ذلك واحد، وقد دل بعض الآيات القرآنية على أن أولاد البنات يدخلون في اسم الذرية واسم البنين وإذا دل القرآن على دخول ولد البنت في اسم الذرية والبنين والفرض أن العقب بمعناهما دل ذلك على دخول أولاد البنات في العقب أيضاً فمن الآيات الدالة على دخول ولد البنت في اسم الذرية قوله تعالى: ? وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إلى قوله وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ ? وهذا نص قرآني صريح في دخول ولد البنت في اسم الذرية لأن عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ولد بنت إذ لا أب له ومن الآيات الدالة على دخول ولد البنت في اسم البنين قوله تعالى: ? حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ ? وقوله تعالى: ?وَبَنَاتُ الأْخِ وَبَنَاتُ الأخْتِ ? لأن لفظ البنات في الألفاظ الثلاثة شامل لبنات البنات وبنات بناتهن وهذا لا نزاع فيه بين المسلمين وهو نص قرآني صحيح في استواء بنات بنيهن وبنات بناتهن فتحصل أن دخول أولاد البنات في الوقف على الذرية والبنين والعقب هو ظاهر القرآن ولا ينبغي العدول عنه وكلام فقهاء الأمصار من الأئمة الأربعة وغيرهم في الألفاظ المذكورة معروف ومن أراد الاطلاع عليه فلينظر كتب فروع المذاهب ولم نبسط على ذلك الكلام هنا لأننا نريد أن نذكر هنا ما يدل ظاهر القرآن على ترجيحه من ذلك فقط أما لفظ الولد فإن القرآن يدل على أن أولاد البنات لا يدخلون فيه وذلك في قوله تعالى: ? يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِى أَوْلَادِكُمْ ? فإن قوله: ? في أولادكم ? لا يدخل فيه أولاد البنات وذلك لا نزاع فيه بين المسلمين وهو نص صريح قرآني على عدم دخول أولاد البنات في اسم الولد وإن كان جماهير العلماء على أن العقب والولد سواء ولا شك أن اتباع القرآن هو المتعين على كل مسلم، أما لفظ النسل فظاهر القرآن شموله لأولاد البنات لأن قوله تعالى: ? ذالِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ الَّذِى أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِن طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ ? ظاهر في أن لفظة النسل في الآية شاملة لأولاد البنات كما لا يخفى، والألفاظ التي يتكلم عليها العلماء في هذا المبحث هي أحد عشر لفظاً ذكرنا خمسة منها وهي الذرية والبنون والعقب والولد والنسل وذكرنا أن أربعة منها يدل ظاهر القرآن على أنها يدخل فيها أولاد البنات وواحد بخلاف ذلك وهو الولد وأما الستة الباقية منها فهي الآل والأهل ومعناهما واحد، والقرابة والعشيرة والقوم والموالي وكلام العلماء فيها مضطرب، ولم يحضرني الآن تحديد يتميز به ما يدخل في كل واحد منها وما يخرج عنه إلا على سبيل التقريب إلا لفظين منها وهما القرابة والعشيرة ().

المذهب الشافعي

قال الشيرازي في المهذب: وإن وقف على البنين لم يدخل فيه الخنثى المشكل لانا لا نعلم أنه من البنين، فإن وقف على البنات لم يدخل فيه لانا لا نعلم أنه من البنات فإن وقف على البنين والبنات ففيه وجهان أحدهما أنه لا يدخل فيه لأنه ليس من البنين ولا من البنات والثاني أنه يدخل لأنه لا يخلو من أن يكون ابناً أو بنتاً وإن أشكل علينا

فإن وقف على بني زيد لم يدخل فيه بناته فإن وقف على بني تميم وقلنا إن الوقف صحيح ففيه وجهان أحدهما لا يدخل فيه البنات لان البنين اسم للذكور حقيقة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير