أما حديث الاستخارة: قال البخاري: حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن بن عيسى، حدثني عبد الرحمن بن أبي الموالي قال: سمعت محمد بن المنكدر يحدِّث عبد الله ابن الحسن يقول: أخبرني جابر بن عبد الله السلمي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلم السورة من القرآن، يقول: ((إذا همَّ أحدُكم بالأمر فليركع ركعتين ... )) ().
عبد الرزاق قال قال أبي مات طاوس بمكة فلم يصلوا عليه حتى بعث ابن هشام بالحرس قال فلقد رأيت عبدالله بن الحسن واضعا السرير على كاهله قال فلقد سقطت قلنسوة كانت عليه ومزق رداؤه من خلفه
وقال أبي توفي طاوس بالمزدلفة أو بمنى فلما حمل أخذ عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب بقائمة السرير فما زايله حتى بلغ القبر
من أقواله:
قال عبد الله بن الحسن: ((إياك ومعاداة الرجال؛ فإنه لن تُعدم فيها مكر حليم أو معاداة جاهل)) ().
قال حفص بن عمر ـ مولى عبد الله بن الحسن ـ: رأيت عبد الله الحسن توضأ ومسح على خفّيه. قال: فقلت له: تمسح؟، قال: نعم، قد مسحَ عمر بن الخطّاب، ومَن جعل عمرَ بينه وبين الله فقد استوثق ().
ومات في أيام أبي جعفر وقال ابنه موسى بن عبد الله توفي في حبس أبي جعفر وهو بن خمس وسبعين سنة وقال الواقدي كان موته قبل مقتل ابنه محمد بن عبد الله بأشهر وقتل محمد بن عبد الله في رمضان سنة خمس وأربعين ومئة وكانت لعبد الله بن حسن أحاديث وكان يوم مات بن اثنتين وسبعين سنة وكذلك قال الزبير بن بكار وغيره في تاريخ وفاته ومبلغ سنه وكان موته بالكوفة وقيل ببغداد
وقيل لعبد الله بن المحض بن الحسن: بِمَ صرتم أفضلَ الناس؟، قال: ((لأن الناس كلهم يتمنّون أن يكونوا منا، ولا نتمنّى أن نكون من أحد)) ().
وفاته:
توفي عبد الله بن الحسن وعمره 72 سنة، وقيل: 75، وقيل غير ذلك؛ وذلك في 145ه في سجن أبي جعفر المنصور في الهاشمية ().
وسبَّ رجلٌ عبد الله بن حسن بن حسن فأعرضَ عنه عبد الله فقيل له: لِمَ لا تُجيبُه سنة قال: ((لم أعرف مساويه، وكرهت بهته بما ليس فيه)) ().
قال الخطيب البغدادي: ((عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو محمد: من أهل المدينة، قدم مع جماعة من الطالبيّين على أبي العبّاس السفّاح وهو بالأنبار، ثم رجعوا إلى المدينة، فلما تولى المنصور حبس عبد الله بالمدينة لأجل ابنيه محمدًا وإبراهيم عدّة سنين، ثم نقله إلى الكوفة فحبسه بها حتى مات في يوم عيد الأضحى)) ().
قال يعقوب الفسوي: ((في سنة 144: حجّ بالناس أبو جعفر المنصور، وأخذ في طريقِه عبد الله بن الحسن وأصحابه فيما كان اتّهمهم به من إبراهيم ومحمد ابني عبد الله، أخذهم من الربذة)) ()، ().
قال الزبير بن بكّار: ((كانت وفاته سنة 145 بالهاشمية في حبس المنصور وله 72 سنة، وقيل: 75)) ().
وقال الواقدي: ((أنا رأيتُ عبد الله بن حسن وأهل بيته يخرجون من دار مروان بعد العصر وهم في الحديد، فيُحملون في محامل أعراء ليس تحتَهم وطاء؛ وأنا يومئذ راهقت الاحتلام أحفظُ ما أرى)) ().
وقال ابن أبي الموالي: ((أُخذ معهم نحوًا من أربعمائة من جهينة ومزينة وغيرهم من القبائل، فأراهم بالربذة مكتّفين في الشمس)) ().
وكان الحسن بن الحسن قد نصل خضابه، تسليًّا على عبد الله بن حسن، وكان أبو جعفر يسأل عنه، فيقول: ما فعل الحادّ؟!.
ولما حبس عبد الله بن الحسن بن الحسن آلى أخوه الحسن بن الحسن ألاّ يدّهن ولا يكتحل، ولا يلبس ثوبًا ليّنًا، ولا يأكل طيبًا ما دام عبد الله على
تلك الحال ().
ومرَّ الحسن المثلّث بن الحسن بن الحسن على أخيه إبراهيم بن الحسن وهو يعلف إبلاً له، فقال: أتعلف إبلك وعبد الله بن الحسن محبوس؟!؛ أطلق عُقُلها يا غلام، فأطلقها، ثم صاح في إدبارها فذهبت فلم يوجد منها واحدة ().
وتوفي الحسن المثلث وإبراهيم بن الحسن في الحبس بالهاشمية في شهر ربيع الأول سنة خمس وأربعين ومائة ().
وكان محمد بن عبد الله () بن عمرو بن عثمان بن عفان وأمه فاطمة بنت الحسين بن علي، وكان يقال له: (الديباج) لجماله، وهو أصغر ولد فاطمة، وإخوته يرقون عليه ويحبونه، وكان مائلاً إليهم لا يفارقهم.
¥