وفي الكبرى الشيخ العلبي عاش بعده 29 سنة. ولعلهما لم يقرئا أحدا بالكبرى لأن أسانيد الكبرى التي تصلنا ببحافظ باشا (ت1307ه) لم تشتهر إلا من طريق حسين بن موسى شرف الدين المصري الأزهري (ت1327ه).
والله أعلم.
مؤلفاته:
فتح المجيد في علم التجويد
قلت: وعندي نسخة منها تقع في 24 صفحة ألفها كما صرح في افتتاحيتها إجابة لطلب البعض لسد ما يحتاج إليه طالب علم التجويد مما لا يجده في "الرسالة الميدانية"
وقسمها إلى مقدمة، وباب المد، باب النون الساكنة والتنوين، الميم الساكنة، حروف القلقلة، لام التعريف، أحكام الراء، صفات الأحرف، ونقل فيها 28 ييتا لشيخه أحمد الحلواني الرفاعي الكبير، جمع فيها صفات كل حرف بتفاصيلها. أحكام الهمزة، الإشمام والروم، كلمات ينبغي مراعاتها لحفص، باب الأحرف الزوائد، الياءات، المفصول والموصول، وانتهى من تأليفها في شهر رمضان عام 1325 هـ أي قبل وفاته بشهرين.
وأخبرني حفيده الأستاذ محمد نديم بن عبد الله بن أبي الصفا المالكي أنها طبعت بعد وفاته رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته في جنات النعيم.
كما وعدني ابنه بتزويدنا بنسخة على الوورد لعلنا ننشرها على الشبكة.
أثناء حياته قال بعض العلماء فيه وفي رسالته:
الشيخ عبد الرزاق البيطار رحمه الله تعالى في تقريظه على رسالة التجويد قال:
.. حضرة الفاضل القارئ، الأستاذ، والحافظ المتقن الملاذ، من اشتهر فضله في الديار الدمشقية، وشهد له الكل بأنه من ذوي المعرفة العلية، السيد محمد أبو الصفا أفندي المالكي الأفخم حفظه الله تعالى وأحسن إليه وأنعم، فجزاه الله على هذا الخير خير الجزاء وأناله مرغوبه في الدنيا والآخرة وأذهب عنه كل كدر وعناء، وإني لراج منه دعاءه بنوال المرام والهداية إلى سلوك سبل السعادة وحسن الختام.
وقال الشيخ محمد سليم الحلواني رحمه الله تعالى عن الرسالة:
.. فقد تشرف إنساني بمطالعة هذه الرسالة التي أضحت لعلم التجويد هاله فألفيتها فريدة عقد ويتيمة دهر جمعت بدائع الغرر، وغرر البدائع. لا عيب فيها سوى أنها كثيرة الأحكام، متينة الإحكام، شاهدة لناسج بردها بالسبق، كيف لا وهو العمدة إذا عد النبلاء والسيد في مصاف القراء رجل العلم الراسخ وعلم الفضل الشامخ السيد محمد أبو الصفا أفندي المالكي، لا زال علمه عاما وبدر فضله تاما ما دار فلك وسبح ملك.
وقال الشيخ محمد قطب رحمه الله تعالى:
.. فلله در دره ما أبهجه، ودر سبكه ما انتجه، حوى من الفوائد غررها، ومن الفرائد زهرها، ولم لا ومؤلفه النبراس الذي تستضيء به القراء وبحر الفضل الذي تغترف منه النبلاء، مولانا العالم الأوحد، والفاضل الأمجد، السيد محمد أبي الصفا أفندي المالكي الحنفي عامله الله بلطفه الخفي، ومنحنا وإياه رضاه، ونجح لك منا قصده في دنياه وأخراه.
وقال الشيخ محمد المجذوب رحمه الله تعالى:
.. رأيتها حاوية لنخب مسائل التجويد وفوائده السنية، كيف لا وجامع شتاتها القارئ الكامل، والمقرئ الفاضل سليل المجد والاحترام أبو الصفا أفندي المالكي متع الله الأنام بحياته ونفعنا بصالح دعواته
وقال الشيخ عبد القادر بدران رحمه الله تعالى:
.. تأملتها نصا ومفهوما وإشارة وتلويحا (و) ألفيت صافي جريانها يلمع من صفا أبي الصفا، ودرر فرائد مسائلها مستخرجة من بحر صدره المتجلي بمحاسن الوفا، قد نشر طيب نشرها ما اقتناه عن مسك 70 عاما وأهداه لطلاب فن التجويد بعدما عانى فن الأداء ليالي وأياما. واشتغل بإتقان حفظ الكتاب المجيد على قراءة حفص من سن الـ 12 وها هو في الـ 80 يهدي التيسير للطلاب وإتحاف البشر
وقال:
وحلاها بالتقى والصلاح والفضائل والإفضال، وجعل الكرم لها سجية وطبعا، والاشتغال بتعليم هذه الفن لوجه مولاه الكريم غريزة لها ووضعا، وما تلك الرسالة إلا شذرة من نفثات يراعه ونموذج لإتقانه لهذا الفن وطويل باعه، فالله المسؤول أن يجزل له الثواب الجزيل ويلبسه ثوب العافية ليتمتع الطلاب من النفع العظيم منه الجميل.
وفاته:
توفي في 23 من شهر ذي الحجة عام 1325 هـ. ودفن بين ولديه السابق ذكرهما.
===================
المراجع:
معجم المؤلفين لرضا كحالة ج5 ص 19
تراجم أعيان دمشق ص 113 لجميل الشطي
تاريخ علماء دمشق ج 1 / ص 230
وعنه نقل البرماوي ج 2 ص 13 في إمتاع الفضلاء
رسالة فتح المجيد في علم التجويد - المطبعة الأهلية في بيروت
الأستاذ محمد نديم بن عبد الله بن أبي الصفا المالكي- إفادات مباشرة
الأخ الفاضل صفا بن محمد نديم بن عبد الله بن أبي الصفا المالكي – إفادات مباشرة
د. أنمار، 18 - 06 - 2004.