تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولنا مثال آخر لهذا النوع من الضحك، والأمثلة كثيرة، إلا أنه يلح علينا لما يحمل من عطاء جديد، فقد يضحك النبي صلى الله عليه وسلم ولا يسأله الصحب لماذا ضحك؟ أولا ينتظر هو هذا السؤال، فيتبع ضحكه بقوله: (ألا تسألوني مم أضحك؟) إنه-إذن-الإصرار النبوي علي أن يكون هذا الضحك وسيلة إيضاح، ومنفذا مجسدا لما يريد إزجاءه إليهم من حكم وأحكام؛ قال مهيب الرومي الصحابي الجليل:

" بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد إذ ضحك. ثم قال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا: يا رسول الله ومم تضحك. ثم قال:

"عجبت لأمر المؤمن، إن أمره كله خير؛ إن أصابته ما يحب حمد الله فكان له خير، وإن أصابه ما يكره فصبر كان له خير، وليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن".

وهنا أيضا يجتمع لضحكه صلوات الله عليه جملة من المعاني التربوية-إلى جوار أنه وسيلة إيضاح حية لاستلهام السؤال-بل لطلب السؤال-الذي هو تهيئة طبيعية للذهن من أجل تلقى المعارف-فهو هنا يعطى نوعا من الإيناس والبشارة للمؤمنين علي هذه الغنيمة الميسورة، والمنحة الموفورة-التي لم تقدر لأحد إلا للمؤمن، وهي (شمول الخيرية) لكل أوقاته، ما اتسع منها وما ضاق. إن الضحك هنا استحثاث لدواعي التعلم، واستثارة لغرائز حب الاستطلاع في نفس الطالب، حتى إذا جاءه العلم أصاب نفسا مهيئة لاستقباله، وقلبا مستعدا لحفظه وفقهه. وهو لون من ألوان العطاء التربوي النبوي المبارك.

استمرار المنهج التعليمي النبوي:

ولقد أدرك الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية هذا المنحى التربوي، فوجدنا الكثيرين منهم يستملونه كما تلقوه من أستاذهم الكريم صلوات الله عليه، ورد ذلك عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وابن مسعود وغيرهم، نكتفي هنا بالإشارة إلى طريقة عبد الله بن مسعود، وهو يقص قصة آخر أهل الجنة دخولا الجنة، وقد قيل له بعد أن دخل الجنة: تمن. فيتمني، فيقال: فإن لك ما تمنيت، وعشرة أضعاف الدنيا. فيستعظم الرجل هذا علي مقداره- وهو آخر أهل النار خروجا منها-فيقول: رب؛ أتسخر بي وأنت الملك؟ وهنا يضحك عبد الله بن مسعود، ثم يقول لأصحابه: ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا: مم تضحك؟ قال: هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"ألا تسألوني مم أضحك؟ فقال من ضحك ربي حين قال: أتستهزئ بي وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزى بك، ولكني علي ما أشاء قدير".

ونكتفي بايراده مثالا، وإنما للتعبير عما فيه من الفوائد موضع آخر، وبحسبنا أن نكون جلينا بعض (الحقائق التربوية) التي تكمن في هذا الجانب من ضحك النبي صلوات الله عليه وابتسامه، وكم من جانب من جوانب حياته ما يزال بكرا من حيث الدراسة التربوية، يحتاج إلى من يتنسم نفحاته، ويستقري آياته.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ـ[أ / زينب الراجحي]ــــــــ[20 - 01 - 06, 08:06 م]ـ

باركَ الله فِيكم

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[20 - 01 - 06, 11:20 م]ـ

تسيلمين ا. زينب

ونفع الله بك

ـ[السنافي]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:13 ص]ـ

أخي ابن القاضي .. جزاك الله خيراً، و رزقك التبسُّم في جنَّات النعيم ..

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[26 - 01 - 06, 02:31 ص]ـ

آمين واياك اخي السنافي

بارك الله فيك

==

ـ[الاشول]ــــــــ[28 - 01 - 06, 08:21 م]ـ

موضوع رائع،وجهد واضح

فجزيت خيرا اخي

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[31 - 01 - 06, 08:02 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي الأشول

ونفعك وايانا بعلمك والمسلمين

==

ـ[أم معين]ــــــــ[01 - 02 - 06, 03:09 ص]ـ

جزاك الله خيرا على جهدك الطيب

ورزقك مرافقة سيد الخلق في الفردوس

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 11:00 ص]ـ

أختي محنة القراءات

جزاك الله خييرا على تشجيعك ومرورك الكريم

ونفعك الله ونفع بك

ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 02 - 06, 10:57 م]ـ

للشيخ أحمد الغماري جزء حديثي في هذا الموضوع اسمه:"شوارق الأنوار المنيفة بظهور النواجذ الشريفة " أو هكذا أزعم اسمه، وهو مطبوع متداول، والله الموفق.

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 10:47 ص]ـ

شكرا اخي الحبيب الدارقطني وقد قرأته

ـ[اكرم عمران]ــــــــ[15 - 02 - 06, 05:31 م]ـ

اسال الله الرحيم الرحمن أن يغلق فى وجه المسلمين والمؤمنين أبواب الفتن والاحزان ويفتح لهم أبواب الرحمة والغفران ويهديهم الى أحب الاعمال والا قوال والافعال الصالحة المصلحة وأن يجعلها فى موازين من تبع سنة الحبيب صلواة الله وسلامه عليه

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 02:05 ص]ـ

آمييييييييييييييييييييييييييييييييين

وجزاك الله خيرا

ـ[إبراهيم نجم]ــــــــ[19 - 02 - 06, 03:38 ص]ـ

الأخ محمد بن القاضي جزيت من الله خيرا على هذا لبحث المتميز

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 11:05 ص]ـ

وجزاك أخي إبراهيم ووفقك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير