ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا على بن الحكم عن عطاء بن أبي رباح قال كان رجل يمدح بن عمر قال فجعل بن عمر يقول هكذا يحثو في وجهه التراب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب
وهو في مسند ابن الجعد ص482
ثنا علي أخبرني حماد عن علي بن الحكم عن عطاء عن بن عمر أنه سمع رجلا يعني يمدح رجلا فقال بيده هكذا يحثى بها التراب وقال .. الحديث
ورواه البخاري في الأدب المفرد ج1/ص124 رقم 340 ثنا محمد قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد به
وصححه ابن حبان وصححه محققوا الإحسان ج13/ص83 رقم 5770
ورواه البيهقي في شعب الإيمان ج4/ص225 والطبراني في الكبير رقم 13589 وفي المعجم الأوسط ج3/ص64 كلهم من طرق عن حماد
وقال في مجمع الزوائد ج8/ص117
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح
وعزاه بعده بصفحة لعبد الله بن عمرو وحسن إسناده وأظن صوابه ابن عمر
أقول ولم ينفرد به عطاء عن ابن عمر بل تابعه زيد بن أسلم كما صححه ابن حبان
ويستدرك به على ما في كامل ابن عدي ج4/ص186
ثم بعد ذلك كيف لو قال لنا كنت عند ابن عمر وسمعته وقال له رجل كذا فرد عليه كذا، لا شك أن في ذلك أوضح دليل على صحة من قال بأنه سمع منه
ففي مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ لِلطَّبَرَانِيِّ بالإسناد الحسن أعلاه أن عطاء سمع ابن عمر، يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحديث
وفي لفظ
عن عطاء بن أبي رباح، قال: كنت عند ابن عمر بمنى , فجاء فتى من أهل البصرة يسأله عن إرسال العمامة
وهذا واضح أنه كان في الحج وليست رواية محتملة الإرسال مما غاب عنه
ومثله في المعجم الأوسط للطبراني
عن عطاء بن أبي رباح قال: كنت عند عبد الله بن عمر، فقال: كنت عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي شعب الإيمان للبيهقي
عن عطاء بن أبي رباح، أنه سمع ابن عمر، يحدث بمنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
وفي لفظ آخر عن عطاء بن أبي رباح، أنه سمع ابن عمر، يحدث بمنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أما رواية الحاكم التي صححها وقال الذهبي صحيح في التلخيص
فعن عطاء بن أبي رباح، قال: كنت مع عبد الله بن عمر فأتاه فتى يسأله عن إسدال العمامة، فقال ابن عمر: سأخبرك عن ذلك بعلم إن شاء الله تعالى، قال: كنت عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه
المستدرك
ويظهر بالتتبع أن الأسانيد التي نقلت إلينا وصرح فيها بالسماع عددها محصور لكن العبرة بوجودها أيا كان ذلك
وأختم بحديث أذكره استئناسا
قال أبو الشيخ ثنا أبو الفضل العباس ابن الشيخ أبي العباس السقاني رحمه الله، نا الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي الفقيه الحافظ رحمة الله عليه، قراءة عليه أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان الحافظ، أخبرنا أبو بكر الفريابي (الإمام الحافظ الحجة شيخ الوقت)، نا الحسين بن عيسى القومسي (صدوق من رجال الشيخين)، نا جعفر بن عون (صدوق من رجال الستة)، نا أبو جناب الكلبي، نا عطاء، قال: دخلت أنا وعبد الله بن عمر، وعبيد بن عمير، على عائشة رضي الله عنها، فقال ابن عمر: حدثيني بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فبكت، ثم قالت: كل أمره كان عجبا أتاني في ليلتي، حتى إذا دخل معي في لحافي، وألزق جلده بجلدي، قال: يا عائشة ائذني لي، أتعبد لربي، فقلت: إني لأحب قربك وهواك قالت: فقام إلى قربة في البيت، فما أكثر صب الماء، ثم قام فقرأ القرآن قالت: ثم بكى، حتى رأيت أن دموعه بلغت حجره، ثم اتكأ على جنبه الأيمن، ثم وضع يده اليمنى تحت خده، ثم بكى، حتى رأيت أن دموعه قد بلغت الأرض قالت: فجاء بلال فآذنه بصلاة الفجر، فلما رأه يبكي، قال: يا رسول الله أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟ وقال: ألا أبكي وقد أنزل علي الليلة: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار إلى قوله سبحانك فقنا عذاب النار ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها
الحديث في كتاب أخلاق النبي رقم 510 ص 190
قلت ولجعفر متابعة عند الطحاوي في شرح مشكل الاثار ج12/ص33 حدثنا أبو أمية حدثنا محمد بن القاسم الأسدي عن أبي جناب الكلبي عن عطاء بن أبي رباح قال دخلت مع عبد الله بن عمر وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنهم
ومتابعة عند ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير ج1/ص441
وأبو جناب الكلبي قال الحافظ ضعفوه لكثرة تدليسه
وهنا صرح بالتحديث فانتفى تدليسه
وفي تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي ج1/ص260
قال رواه ابن حبان في صحيحه في النوع السابع والأربعين من القسم الخامس من حديث عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال دخلت أنا وعبد الله بن عمر وعبيد بن عمير على عائشة
لكن في الإحسان لم يذكر ابن عمر في الحديث فتغير القائل في غير موضع
ولعله وهم من الزيلعي فليستدرك في موضعه
والخلاصة فسماع عطاء من ابن عمر هو مذهب الشيخين البخاري ومسلم وابن المديني وغيرهم وهو من شرط البخاري في الأدب والدلائل على سماعه أكثر من أن تحصر، وإني متأكد من أن مزيدا من البحث قد يكشف دقة نظر البخاري ومسلم وسعة اطلاعهما، كما أن في تحقيق أحاديث عطاء عن ابن عمر ستجد جموعا من المحدثين القدامى والمتأخرين متشدديهم ومتساهليهم على تصحيح هذا الإسناد الذي لم أجد فيه حتى الآن أي نكارة تستوجب التوقف
والله تعالى أعلم
¥