[كلام نفيس من تلبيس ابليس]
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[20 - 01 - 06, 03:23 ص]ـ
عليكم الاتباع وأحذروا الابتداع
الحمد لله كثيرا وسبحان الله بكره واصيلا ولا اله الأ الله وحده لا شريك له نصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باأحسان الى يوم الدين ....... أما بعد,
أعلم رحمك الله ان الشيطان للانسان عدوا مبين كما قال سبحانه {ي?أَيُّهَا ?لنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ?لأَرْضِ حَلاَلاً طَيباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ?لشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} قال بعض السلف أن الشيطان أذا اراد ان يوقع الأنسان في المعصيه يفتح له مئه باب تسع وتسعون بابا للخير يدخله من هذا ويخرجه من الاخر الى ان يوصله الى الباب المئه وهو باب الشر أي المعصيه
فاأحذر وفقك الله من كيد الشيطان أن كيده ضعيفا على المؤمنين وهذا كلام نفيس لابن الجوزي رحمه الله في تلبيس أبليس نعوذ بالله منه على عوام الناس فا الحذر الحذر وصلي اللهم على سيدنا محمد واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مخالفتهم العلماء وتقديمهم المتزهدين على العلماء
ومن تلبيس أبليس علي الناس تقديمهم المتزهدين على العلماء، فلو رأوا جبة صوف على أجهل الناس عظموه خصوصاً إذا طأطأ رأسه وتخشع لهم ويقولون: أين هذا من فلان العالم، ذاك طالب الدنيا وهذا زاهد لا يأكل عنبة ولا رطبة ولا يتزوج قط، جهلاً منهم بفضل العالم على الزاهد وإيثاراً للمتزهدين على شريعة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ومن نعمة الله سبحانه وتعالى على هؤلاء أنهم لم يدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لو رأوه يكثر التزويج ويصطفي السبايا ويأكل لحم الدجاج ويحب الحلوى والعسل لم يعظم في صدورهم.
تلبيسه عليهم في قدحهم العلماء
ومن تلبيسه عليهم قدحهم في العلماء بتناول المباحات، وذلك من أقبح الجهل، وأكثر ميلهم إلى الغرباء، فهم يؤثرون الغريب على أهل بلدهم ممن قد خبروا أمره وعرفوا عقيدته فيميلون إلى الغريب، ولعله من الباطنية.
وإنما ينبغي تسليم النفوس إلى من خبرت معرفته، قال الله عز وجل: {فَإِنْ ءانَسْتُمْ مّنْهُمْ رُشْداً فَ?دْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْو?لَهُمْ} (النساء: 6)، ومنَّ الله سبحانه في إرسال محمد صلى الله عليه وسلم إلى الخلق بأنهم يعرفون حاله فقال عز وجل: {لَقَدْ مَنَّ ?للَّهُ عَلَى ?لْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ} (آل عمران:
تعظيم المتزهدين
وقد يخرج بالعوام تعظيم المتزهدين إلى قبول دعاويهم وإن خرقوا الشريعة وخرجوا عن حدودها. فترى المتنمس يقول للعامي: أنت فعلت بالأمس كذا وسيجري عليك كذا فيصدقه، ويقول: هذا يتكلم على الخاطر ولا يعلم أن ادعاء الغيب كفر، ثم يرون من هؤلاء المتنمسين أموراً لا تحل كمؤاخاة النساء والخلوة بهن، ولا ينكرون ذلك تسليماً لهم أحوالهم.
أطلاق النفس بالمعاصي
ومنهم من يقول: الرب كريم والعفو واسع والرجاء من الدين، فيسمون تمنيهم واغترارهم رجاء، وهذا الذي أهلك عامة المذنبين.
قال أبو عمرو بن العلاء: بلغني أن الفرزدق جلس إلى قوم، يتذكرون رحمة الله فكان أوسعهم في الرجاء صدراً فقالوا له: لم تقذف المحصنات؟ فقال: أخبروني لو أذنبت إلى والديَّ ما أذنبته إلى ربي عز وجل أتراهما كانا يطيبان نفساً أن يقذفاني في تنور مملوء جمراً؟ قالوا: لا إنما كانا يرحمانك. قال: فإنّي أوثق برحمة ربي منهما.
قلت: وهذا هو الجهل المحض لأن رحمة الله عز وجل ليست برقة طبع ولو كانت كذلك لما ذبح عصفور ولا أميت طفل ولا أدخل أحد إلى جهنم.
ولقد دخلوا على أبي نواس في مرض موته فقالوا له: تب إلى الله عز وجل. فقال: إياي تخوفون، حدثني حماد بن سلمة عن يزيد الرقاشي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لكل نبي شفاعة وإني اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»، أفترى لا أكون منهم.
قال المصنف رحمه الله: وخطأ هذا الرجل من وجهين:
أحدهما: أنه نظر إلى جانب الرحمة ولم ينظر إلى جانب العقاب.
والثاني: أنه نسي أن الرحمة إنما تكون لتائب كما قال عز وجل: {وَإِنّى لَغَفَّارٌ لّمَن تَابَ} (طه: 82)، وقال: {وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْء فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} (الأعراف: 156)، وهذا التلبيس هو الذي يهلك عامة العوام.
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين