تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ? (2): فيه تهديد شديد لمن لم يعمل بسنة رسول الله ?، ولاسيما إذا كان يظن أن أقوال الرجال تكفي عنها، وقال تعالى: ? لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ? (3): والأسوة: الاقتداء، فيلزم المسلم أن يجعل قدوته رسول الله ?: وذلك باتباع سنته، وقال تعالى: ? فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ? (4): وقد أقسم الله تعالى في هذه الآية الكريمة أنهم لا يؤمنون حتى يحكموا النبي ? في كل ما اختلفوا فيه، وقال تعالى: ? فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ

اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ? (1) والاستجابة له ? بعد وفاته: هي الرجوع إلى سنته ?: وهي مبينة لكتاب الله، (2)

{تمهيد}

وبعد فإن القبض في الصلاة: أي وضع اليد اليمنى على اليسرى في القيام في الصلاة، من المسائل التي كثر الخلاف فيها عند بعض المالكية وغيرهم، ووقوع الخلاف في مثل هذه مما يستغرب لعدة أمور،

الأمر الأول: أنها من أفعال الصلاة الظاهرة، وأفعال الصلاة تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، فكان الواجب أن تكون تلك الأفعال محفوظة ومنضبطة عند الجميع لتكررها في اليوم والليلة خمس مرات،

الثاني: أنه لا توجد أسباب للخلاف في وضع اليمنى على اليسرى من تعارض أدلة أو إجمالها،

الثالث: أنه جاءت نصوص كثيرة مفصلة عن النبي ? من قوله وفعله وتقريره في مشروعية القبض في الصلاة، ومثل هذا ينبغي أن لا يوجد فيه خلاف بين الأمة، وكونه لم يذكر في بعض النصوص مثل حديث المسيء صلاته على ما سيأتي في أدلة القائلين بعدم مشروعيته لا يدل على نفيه لأن حديث المسيء صلاته اقتصر على تعليم الفرائض، ولأن مشروعية القبض تؤخذ من غيره من النصوص الكثيرة، الأخرى، والمثبت مقدم على النافي: لأن المثبت سمع ما لم يسمعه النافي، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، وسيأتي الجواب عن أدلة النافين للقبض والقائلين بالإرسال في الصلاة مفصلاً عند عرضها إن شاء الله، وسألخص ما قاله العلماء في ذلك، وفي أدعية الاستفتاح في الصلاة أيضاً وأدلتهم في الجميع إن شاء الله تعالى، فأقول وبالله التوفيق.

منهجي في هذا البحث

أ ـ المقدمة:

ب ـ أذكر الأدلة الدالة على وجوب اتباع الكتاب والسنة والرجوع إليهما عند التنازع: وهو بحث مهم جداً لمقلدي أهل المذاهب الأربعة وغيرهم.

ج ـ أذكر الأدلة الدالة على أن الاستدلال بالكتاب والسنة عام للمسلمين وليس خاص بالمجتهدين كما يزعمه بعض الأصوليين.

د ـ أذكر مذاهب العلماء من الصحابة ومن بعدهم في حكم وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة في وقته ومكانه،

هـ ـ أذكر لكل مذهب الأدلة التي استدل بها،

و ـ أخرج الأحاديث مجملة ثم أفصلها وأذكر الحكم عليها بالصحة أو الضعف إن وجد وإلا أكتفيت بعزوها لمن أخرجها،

ز ـ أذكر الكتاب والباب ورقم الحديث والجزء والصفحة بالنسبة للكتب الستة، وأما غيرها فأكتفي برقم الحديث إن وجد والجزء والصفحة فقط.

ح ـ أذكر:وجه الدلالة من الأحاديث،

ط ـ أذكر مناقشة مذاهب العلماء في المسألة وتبيين ما هو الراجح من ذلك بالدليل إن شاء الله،

ي ـ أذكر مذاهب العلماء في حكم دعاء الاستفتاح،

ك ـ أ ذكر مذاهب العلماء في صيغ أدعية الاستفتاح في الفريضة ومناقشة أدلتهم وتبيين ما هو الراجح من ذلك إن شاء الله.

ل ـ أذكر مذاهب العلماء في حكم الجمع بين صيغ أدعية الاستفتاح في الفريضة في وقت واحد، وذكر أدلتهم،

م ـ أذكر صيغ أدعية الاستفتاح الواردة في قيام الليل خاصة،

ن ـ الخاتمة وأهم النتائج التي توصلت إليها،

{خطة البحث}

قسمته إلى مقدمة، وتمهيد، ومبحثين، وستة مطالب،

المبحث الأول: وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، وفيه مطلبان،

المطلب الأول: في وقته:أي في القيام في الصلاة، ومذاهب العلماء في ذلك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير