تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل تسن التراويح في المسجد الحرام والذهاب إليه من طلبة العلم من البلدان]

ـ[خضر بن سند]ــــــــ[05 - 11 - 02, 01:11 ص]ـ

الحمد لله المتفرد بالعظمة بالجلال المنعم على عباده بكل الأحوال والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين والمآل.

أما بعد ..

فقد ظهرت في الأعْصُرِ الأخيرةِ مسائل عجيبة وأحوال غريبة، ربما تغيرت فيها المفاهيم عند عدد من أهل الفضل والنسك.

ومن هذه المسائل بعض قضايا قيام الليل في شهر رمضان وخاصةً في منازل الحجاز ودياره.

ولُبُّ المسألة ومحصلها هو قيام رمضان، وما هي السنة فيه، وما صفته الكاملة، والناس –زادهم الله حرصاً وتقوى- يحرصون أن يؤدوا صلاة التراويح وما يسمى بالقيام في المسجد الحرام أو النبوي وإن كانوا من مدن أخرى بحجة أن النافلة عظيمة هنالك وأفضل من الصلاة في بيوتهم.

ولانتشار مثل هذه الظاهرة رَأَيتَ الزحام الشديد والاختلاط الفريد، حتى ليصلي الرجال بجوار النساء والنساء بجوار الرجال، ليس في حجٍ بل في اجتماع لأداء نافلة .. !

وامتلأت الطرقات وأُغلقت الشوارع وصلى الرجال والنساء في حوانيت الناس .. ! فيا لله هل تجتمع فضيلة ورذيلة معروف ومنكر بحجة أداء النافلة .. !؟.

وهل تهجر الأعمال الخيرية والأنشطة الدعوية من أهل الدعوة بحجة أنهم يؤدون التراويح أو القيام ثم يعودن وقد هجروا مساجد أحيائهم ولم يقوموا بواجبهم فيها .. ؟.

وهل يترك الأئمة مساجدهم وينيبون عنهم من يُصلي بالناس ليدركوا فضيلة النافلة في المسجد الحرام أو المسجد النبوي .. ؟.

والعامة لما رأوا أهل الفضل فعلوا ذلك ذهبوا في ساقتهم فلا يلامون ابتداءً.

وليت الأمر توقف هنا بل أصبح شعارُ المتدين اليوم في جدة أو الطائف أن يذهب الشخص كل يوم من رمضان ليؤدي التراويح وربما ذهب فقط لأداء التهجد الأخير ثم يرجع قبل الفجر .. !!.

وأصبح المرء يُحس بنفسٍ تلومه إذا لم يذهب في أحد الأيام ويُعد ذلك نقصاً في إيمانه.

ولو علموا سنة النبي e وسنة الخلفاء الراشدين لكان فيه خيراً عظيماً لهم ولغيرهم.

ولَمَّا كان التنسك والعبادة أمر يُرغب فيه الشرع لكن كما أراد الله، ولبيان شيء مما أمر الله من علم ببيانه ولكثرة السؤال من الإخوة الأكارم عن طريقة قيام الليل وما هو المشروع فيها والصفة الكاملة، وها هنا جزء من هذه المسائل، وقد كتب من قبل في هذا الموضوع العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله لكن كتابه لم يُطبع إلا بعد موته.

ولا يظُنَّنَّ ظانٌ أن الخطاب للعامة، كلا بل لمن كانوا منارات هُدى للعامة أو كان يقتدي بهم العامة إذ عامة الناس لا يفهمون مثل هذه المباحث العلمية الدقيقة، وليس المقصود تبديع أو تجهيل معاذ الله- بل هو بيان ونصح فمن آنس من نفسه خيراً فليتكلم بعلم أو ليسكت بحلم، قال تعالى:) وَذَكِّر فَإِنَّ الذِّكرَى تَنفَعُ المُؤمِنِينَ (.

اللهم لا تجعل مثل هذه الأبحاث للجدال والمراء، اللهم إن كان فيها خيراً فانفع بها وإن كان فيها غير ذلك فاعف عنا واكف المسلمين شرها.

ربنا واجعلنا مقيمين للصلاة ومن ذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

كتبه خضر بن صالح بن سند

21/ 10/1422هـ

الحجاز - جدة

بيان ما ورد في فضل قيام ليالي رمضان

فيه أحاديث متعددة نذكر منها حديث أبي هريرة t : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.

وحديث عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رجل إلى رسول الله e رجل من قضاعة فقال: يا رسول الله أرأيت أن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت رمضان، وآتيت الزكاة؟ قال النبي e : ( من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء) رواه ابن خزيمة (3/ 340) وابن حبان (3438) وهو صحيح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير