تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

23 - مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله حين قفل (1) من خيبر أسري (2) حتى إذا كان من آخر الليل عرس (3) وقال لبلال ((اكلأ (4) لنا الصبح)) (5) ونام رسول الله وأصحابه وكلأ بلال ما قدر له ثم استند إلى راحلته وهو مقابل الفجر (6) فغلبته عيناه فلم يستيقظ رسول الله ولا

بلال ولا أحد من الركب حتى ضربتهم الشمس (1) ففزع رسول الله (2) فقال بلال يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك فقال رسول الله ((اقتادوا)) (4) فبعثوا رواحلهم (5) واقتادوا شيئا (6) ثم أمر رسول الله بلالا فأقام الصلاة فصلى بهم رسول الله الصبح ثم قال حين قضى الصلاة ((من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها فإن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه وأقم الصلوة لذكرى طه 14

هذا الحديث مرسل في الموطأ عند جميع رواته فيما علمت

وقد ذكرت في ((التمهيد)) من تابع مالكا عن بن شهاب من أصحابه في إرساله ومن وصله فأسنده

وذكرت هناك من روى عن النبي - عليه السلام - من أصحابه نومه عن الصلاة في سفره فإنه روي عنه من وجوه ذكرتها في حديث زيد بن أسلم من ((التمهيد))

وقول بن شهاب عن سعيد بن المسيب في هذا الحديث إن رسول الله حين قفل من خيبر أسرى - أصح من قول من قال إن ذلك كان مرجعه من غزاة حنين

وفي حديث بن مسعود أن نومه ذلك كان عام الحديبية وذلك في زمن خيبر

وكذلك قال بن إسحاق وأهل السير إن نومه عن الصلاة كان حين قفوله من خيبر

والقفول الرجوع من السفر ولا يقال قفل إذا سار مبتدئا

قال صاحب العين قفل الجيش قفولا وقفلا إذا رجعوا وقفلتهم أنا هكذا وهو القفول والقفل

وخروج الإمام بنفسه في الغزوات من السنن وكذلك إرساله السرايا كل ذلك سنة مسنونة

والسرى سير الليل ومشيه وهو لفظة مؤنثة وسرى وأسرى لغتان قرئ بهما ولا يقال لسير النهار سرى ومنه المثل السائر عند الصباح يحمد القوم السرى

والتعريس نزول آخر الليل ولا تسمي العرب نزول أول الليل تعريسا

وقوله اكلأ لنا الصبح أي ارقب لنا الصبح واحفظ علينا وقت صلاته

وأصل الكلء الحفظ والمنع والرعاية وهي لفظة مهموزة قال الله تعالى (قل من يكلؤكم بالليل والنهار) الأنبياء 42 أي يحفظكم

ومنه قول بن هرمة

(إن سليمى والله يكلؤها (1)

)

وفي هذا الحديث إباحة المشي على الدواب بالليل وذلك على قدر الاحتمال ولا ينبغي أن يصل المشي عليها ليلا ونهارا وقد أمر - عليه السلام - بالرفق بها وأن ينجى عليها بنقيها

وفيه أمر الرفيق بما خف من الخدمة والعون في السفر وذلك محمول على العرف في مثله

وإنما قلنا بالرفيق ولم نقل بالمملوك لأن بلالا كان حرا يومئذ قد كان أبو بكر أعتقه بمكة وكانت خيبر سنة ست من الهجرة

وقد أوضحنا في ((التمهيد)) معنى نوم النبي - عليه السلام - عن صلاته في سفره حتى طلعت الشمس مع قوله - عليه السلام - ((إن عيني تنامان ولا ينام قلبي)) (2)

والنكتة في ذلك أن الأنبياء - عليهم السلام - تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ولذلك كانت رؤيا الأنبياء وحيا وكذلك قال بن عباس رؤيا الأنبياء وحي وتلا افعل ما تؤمر الصافات 102

وقد روي عن النبي - عليه السلام - أنه قال ((إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا))

وقد ذكرنا الحديث بذلك في ((التمهيد

وقال تعالى حاكيا عن إبراهيم نبيه - عليه السلام - أنه قال لابنه إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر الصافات 102

ونومه عليه السلام في سفره من باب قوله ((إني لأنسى أو أنسى لأسن)) فخرق نومه ذلك عادته عليه السلام ليسن لأمته

ألا ترى إلى قوله في حديث العلاء بن خباب ((لو شاء الله لأيقظنا ولكنه أراد أن تكون سنة لمن بعدكم))

وذكر أبو بكر بن أبي شيبة عن عبيدة بن حميد عن يزيد بن أبي زياد عن تميم بن أبي سلمة عن مسروق عن بن عباس قال ((ما يسرني أن لي الدنيا بما فيها بصلاة النبي - عليه السلام - الصبح بعد طلوع الشمس))

وكان مسروق يقول ذلك أيضا

قرأت على عبد الوارث أن قاسما حدثهم قال حدثنا أحمد بن زهير حدثنا بن الأصبهاني قال حدثنا عبيدة بن حميد عن يزيد بن أبي زياد عن تميم عن أبي سلمة عن مسروق عن ابن عباس قال ((كان رسول الله في سفر فعرسوا من الليل فلم يستيقظوا حتى طلعت الشمس قال فأمر فأذن ثم صلى ركعتين))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير