تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما إن كان مراده دعاء الرحمة نفسها فقد سبق جوابه ضمن جواب السؤال السابق"، وجوابه هنا رحمه الله تعالى دليل على أنه يرى أن قول المسلم يا رحمة الله لا يستلزم ضرورة ذلك الاعتقاد الفاسد وهو كون مباينة صفة الله تعالى له، ومن مجمل ما جاء من الأحاديث الواردة في الموضوع يظهر الفرق بين عبادة الصفة ودعائها، وبين الاستعاذة بها والاستغاثة بها ففي حين أن دعاء الصفة أو عبادتها لم يدل عليها نص كما لم يقل بها أحد من أهل العلم، نجد في المقابل أن الاستغاثة بالصفة والاستعاذة بها قد وردت في أحاديث كثيرة، من هذه الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم:يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، ولم يقل صلى الله عليه وسلم يا حي يا قيوم أغثني برحمتك، وهناك فرق بين أن يقول الإنسان أغثني برحمتك، وبين أن يقول برحمتك أستغيث، وحمل هذا الحديث وأضرابه على التوسل بها غير مقبول في فهمي القاصر، ولئن أمكن الحمل في بعض الأحاديث وتفسيرها بالتوسل فإن ذلك لا يستقيم في الأحاديث كلها، والأولى-عندي-أن نقول يجوز الاستغاثة بالصفة والاستعاذة بها لمجيء الأحاديث الصحيحة بذلك ولا نتكلف تأويلها على معنى التوسل، كما أنه لا يظهر لي محذور شرعي من ذلك لأن الصفة من الله تعالى لم يزل متصفا بها، فالاستغاثة بصفة من صفاته هي استغاثة بالله تعالى قال شيخ الإسلام:" والاستغاثة برحمته استغاثة به في الحقيقة كما أن الاستعاذة بصفاته استعاذة به في الحقيقة وكما أن القسم بصفاته قسم به في الحقيقة، ففي الحديث أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق، وفيه أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، ولهذا استدل الأئمة فيما استدلوا على أن كلام الله غير مخلوق بقوله:أعوذ بكلمات الله التامة، قالوا:والاستعاذة لا تصلح بالمخلوق، وكذلك القسم قد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت، وفى لفظ من حلف بغير الله فقد أشرك رواه الترمذي وصححه، ثم قد ثبت في الصحيح الحلف بعزة الله و لعمر الله ونحو ذلك مما اتفق المسلمون على أنه ليس من الحلف بغير الله الذي نهى عنه" [مجموع الفتاوى 1/ 111 - 112]، وقد أخرج مسلم في صحيحه عن عثمان بن أبي العاص الثقفي "أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثا، وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذ، فهنا قال له قل أعوذ بالله وقدرته، فأمره أن يستعيذ بالله وقدرته، وقدرة الله تعالى منه، وقد جاء الحديث في السنن بلفظ:أعوذ بعزة الله وقدرته، وأخرج البخاري عن جابر رضي الله عنه قال:لما نزلت هذه الآية "قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعوذ بوجهك). قال " أو من تحت أرجلكم ". قال (أعوذ بوجهك) .. الحديث، وأخرج أبو داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم" قال الألباني صحيح، فهنا الاستعاذة بالله وبوجهه وسلطانه القديم، لعلي أكون بذلك قد وضحت مقصودي عصمني الله وإياكم من الزيغ وجعلنا ممن يتبعون الحق والشكر موصول للأخوة الذين شاركوا في الموضوع ولعل أن يكون عند أحدهم إفادة تثري الموضوع

ـ[خميس بن محمود الأندلسي]ــــــــ[30 - 01 - 06, 11:08 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69181

رابط ذا صلة

ـ[حارث همام]ــــــــ[30 - 01 - 06, 10:32 م]ـ

الأخ الكريم ..

قلتم: "إن مداخلتي في هذا الموضوع لم تكن عن جواز دعاء الصفة أو عبادة الصفة وإنما كلامي كما هو مسطور-وبإمكانكم مراجعته- ما الحجة في أن القول يا رحمة الله دليل على أن الصفة شيء مستقل منفصل عن الله أو بمعنى آخر من أين جاء هذا الإلزام، هذا هو مناط المداخلة الأولى وقلت في المداخلة الثانية هل لو قال الإنسان مثلا يا رحمة الله اقتربي أو يا عفو الله اقترب أو نحو ذلك، هل يقتضي ذلك أن الصفة شيء مستقل منفصل عن الله يسمع ويجيب، وجواب الأخوة الفضلاء إنما كان عن حكم عبادة الصفة، ولست عن هذا أتكلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير