ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[24 - 01 - 06, 08:23 م]ـ
هناك فيما يظهر فرق بين لعب الكرة أو مشاهدتها التي يعملها الإنسان ليقوي بدنه أو يرفه عن نفسه سواء بلعبها أو مشاهدتها من أمثاله، والمشكلة تكمن عندي في مشاهدة المباريات التي تؤدى فيما يسمونه الكاس أو الدوري فإن هذه لا تخلو من المحاذير، فإذا أردت أن تتريض بلعب الكرة مع مراعاة ما تقدم مما تفضل به المشيوخاء فلا حرج إن شاء الله في ذلك، وكذلك إذا أردت أن ترفه عن نفسك بالنظر إلى أبناء الحارة وهم يلعبون أو الزملاء في المدرسة أو نحو ذلك، أما الأندية والمباريات فلا تخلو من المحاذير إضافة إلى أنها تشكل وسيلة كبيرة من وسائل إلهاء الشعوب والسيطرة عليها، أسأل الله أن يعصمني وإخواني من كل ما لا يحبه الله تعالى
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[24 - 01 - 06, 08:51 م]ـ
جزاكم الله خيراً، كما ذكر أخي أبو عمر
مسألة كرة القدم من جهة اللعب تختلف عن المشاهدة على الصورة الحالية التي إن قلنا بتحريمها للعوض، وغير ذلك من المفاسد وسوف أسرد مختصر ما أريد أن أقوله ليتضح الأمر الذي أريد.
تبحث هذه المسألة من جهاتٍ عدة وهي:
أولاً: نشأتها، وتطورها.
ثانياً: حكم إجراء السبق في رياضة كرة القدم، على ضوء القواعد والأصول الضابطة للسبق.
وحتى لا أطيل عليكم نقتصر على ثانياً فقط
إن المتأمل في رياضة كرة القدم يجد أنها تقوم أساساً على حِذق لاعبي الفريق على تمرير الكرة بينهم بطريقة منظمة؛ ثم القذف بها إلى المرمى لتسجيل الهدف، وعلى الفريق الخصم التصدي لهذه التمريرات للقيام بالعمل نفسه، وهو تمريرها بينهم؛ ثم القذف بها إلى المرمى.
فالتدريبات التي يقوم بها اللاعبون لاكتساب لياقة بدنية هو لخدمة هذا الغرض الأساسي، وهو الحذق في تمرير الكرة والقذف بها في المرمى.
وبالتالي فلا يظهر أيُ استعداد للجهاد – خصص بالذكر لأنه أحد الأهداف التي لأجلها يقام السبق؛ بل هو الهدف الرئيسي على نحوٍ مما هو مفصل في كتب الفقه - في ممارسة كرة القدم، فالاستعداد للجهاد قد يكون بالتدريب على إتقات آلة للقتال، كالخيل، والإبل سابقاً، والدبابات والطائرات ... في عصرنا.
أو آلة يُرمى بها العدو بالسهام سابقاً وبالرصاص حالياً ... – كالنشان على البمب مثلاً -، أو يكون بتدريب الجند على تنمية قدراتهم القتالية إن كانت يدهم خالية من السلاح كتدريبهم على المصارعة مثلاً.
ولا يقال إن في ممارسة كرة القدم اكتساب للاعب الجلد والصبر على التحمل، وذلك بالركض لمدة ساعة ونصف؛ لأنه يُجاب على هذا الاحتمال بأن اكتساب الجلد والتحمل في كرة القدم لا يرقى إلى مستوى ممارسة السبق على الأقدام بأنواعها أو غيرها من الرياضات الأخرى، وذلك لأن كرة القدم تمارس بطريقة جماعية مما يوفر بعض الراحة؛ ثم أي جلد وصبر يحصل لحارس المرمى؟!!
اللهم إلا تفننه في التصدي لالتقاط كرة الخصم، وهل ينفعه ذلك إذا رفعت راية الجهاد؟!!
والذي يَخبر طرق الحرب في عصرنا وسبل تدريب الجيش على القتال، فما أظن أن يجعل رياضة كرة القدم إحدى السبل لإعداد الجيش للمعارك.
فالذي يترجح بعد بيان المقصد الأساسي للعبة عدم جواز إجراء السبق فيها أي على عِوض، وذلك لأنها ليست من وسائل الإعداد للقتال.
أما إجراء السبق فهيا بدون عوض – مجاناً – فليس هناك دليل يمنع من ذلك ونصوص الشافعية والحنابلة تساعد على ذلك.
يقول ابن قدامة في " المغني " (13/ 405): " فأما المسابقة بغير عوض فتجوز مطلقاً من غير تقييد بشيء معين كالمسابقة على الأقدام، والسفن والطيور، والبغال .... ، وغيرها ليعرف الأشد وغير هذا " اهـ.
نلحظ من هذا الفرق بين هذا وبين ما يحدث الآن فكل المباريات على عوض؛ بل على عوض باهظ.
وجاء في " مغني المحتاج " (6/ 167):
" ولا تصح المسابقة بعوض على كرة صولجان، ولا على بندق يرمي به إلى حفرة ونحوها، ولا على سباحة في الماء، ولا على شطرنج، ولا على خاتم، ولا على وقوفٍ على رجل، ولا على معرفة ما في يده من شفع ووتر، وكذا سائر أنواع اللعب كالمسابقة على الأقدام .... ، لأن هذه لا تنفع في الحرب، هذا إذا عُقد عليها بعوض وإلا فمباح " اهـ.
¥