[أرجوزة البشير الإبراهيمي في مدح علماء نجد والمعاصرين له]
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 01 - 06, 12:28 م]ـ
قد كنت في جِنِّ النَّشَاط والأشرْ * كأنَّني خرجتُ عَن طورِ البَشَر
وكنت نَجْدِىَّ الهوى من الصغرْ * أهيمُ في بَدْر الدُّجى إذا سَفَرْ
وَأتْبَعُ الظبْيَ إذا الظبي نفرْ * أَنْظِمُ إنْ هَبَّ نسيمٌ بِسَحَرْ
ما رقَّ من شعر الهَوَى وما سَحَر * وأقطع الليل إذا الليل اعْتَكَرْ
في جمع أطراف العَشَايَا وَالبُكرْ * وإنْ هَوَى نَجْمُ الصَّباحِ وانْكدَر
لبَّيتُ مَنْ أعْلى النِّداءَ وابتدر * ثم ارْعَوَيْتُ بَعْدَ ما نادى الكِبَرْ
وأكَّدَتْ شهودُهُ صِدق الخبر * وكَتَبَ الشَّيبُ على الرَّأسِ النُّذُر
بَاكَرَني فكان فيه مُزْدَجَر * فلستُ أنْسى فضلهُ فيما حَجَرْ
وَلَستُ أنْسَى وَصله لمن هَجَرْ * أكْسَبَني ما يكسِبُ الماءُ الشَّجرْ
حُسناً وظِلاً وَلِحَاءً وثَمَرْ * طَبَعَني عفواً ومِنْ غَيْرِ ضَجَرْ
على صِفَاتٍ أَشْبَهَت نَقشَ الحجر * عَقيدَتي في الصّالحات ما أُثِرْ
عَن أحمد وما تَرَامَى وَنُشِرْ * مِنْ سِيَرٍ أَعلامُها لَمْ تَنْدَثِر
وَسُننٍ ما شَانَ رَاويهَا الحَصَرْ * قد طابقت فيها البصيرةُ البَصَرْ
وما أَتى عَنْ صَحْبهِ الطُّهْرِ الغُرَر * والتَّابعينَ المُقْتَفِيْن للأَثَرْ
وقائدي في الدين آيٌ وأَثَر * صَحَّ بَرَاوٍ ما وَنَى وَلا عَثَر
وَمَذهبي حُبُّ عَلِيٍّ وَعُمَر * والخلفاءِ الصَّّالحين في الزُّمرْ
هذا وَلا أحْصُرُهُمْ في اثني عَشَر * لا ولا أَرْفَعُهمْ فّوقّ البّشر
وَلا أنَالُ وَاحداً مِنهم بِشَرْ * (وشيعتي في الحاضرينَ) مَنْ نَشَر
دَينَ الهُدَى وذبَّ عَنهُ وَنَفَر * لِعِلْمِهِ وَفقَ الدَّليل المُستَطَرْ
حَتَّى قَضَى من نُصْرة الحقِّ الوطر * هم شِيْعَتِي في كلِّ ما أَجدَى وضَرْ
وَمَعشَري في كل ما ساءَ وَسَرّ * وَعُصبتي في كلِّ بدوٍ وحضَر
أمَّا إذا صَبَبْتُ هذه الزُّمر * في وَاحدٍ يجمعُ كلَّ ما انتثر
(فَخُلَّتِي مَنْ بينهم أخٌ ظهَرْ) * في الدَّعوةِ الكُبرى فَجَلَّى وبَهَرْ
وَجَال في نَشرِ العُلُومِ وقَهَرْ * كَتَائبَ الجَهل المغيرِ وانتصر
(عبداللطيف) المُرتَضَى النَّدبُ الأبر * سُلالَةُ الشَّيْخ الإمام المُعْتَبرْ
مَنْ آلِ بيت الشيخِ إنْ غابَ قمرْ * عَنِ الوَرَى خَلَفهُ منهم قَمَرْ
فَجَدُّهم نَقَّى التراب وبَذَرْ * ولَقِيَ الأَذَى شديداً فَصَبَرْ
على الأذى فكان عُقبَاه الظَّفَر * والابنُ والى السَّقيَ كي يَجْنِي الثَّمَرْ
(وإن أحفادَ الإمام) لَزُمَر * (محمدٌ) من بينهم حَادِي الزُّمَرْ
تقاسموا الأعمالَ فاختصَّ نَفَرْ * بما نهى محمدٌ وما أمرْ
واختص بالتعليمِ قومٌ فازْدَهَر * يبني عقولَ النشءِ مِن غَيرِ خَوَرْ
قادَ جيوشَ العِلمِ لِلنَّصرِ الأغَر * كالسورِ يعلو حجراً فوقَ حجرْ
والجيشُ محلولُ الزِّمَامَ مُنتَثِر * ما لم يُسَوَّرْ بنظامٍ مُستَقِرْ
ولم يَقُدهُ في الملا بُعدُ نَظَرْ * من قائدٍ ساسَ الأمورَ وخبَرْ
مُحنَّكٍ طوى الزمانَ ونَشَرْ * والجيشُ في كلِّ الَمَعاني والصُّوَرْ
تَنَاسُقٌ كالربطِ ما بينَ السُّوَر * والجيشُ أستاذٌ لِنَفعٍ يُدَّخَرْ
والجيشُ أشبالٌ ليومٍ يُنْتَظَر * والكُلُّ قد سِيقُوا إليكَ بِقَدَرْ
صُنعٌ مِنَ اللهِ العزيزِ المُقتَدِر * خلِّ الهُوَيْنَى للضعيفِ المُحْتَقَرْ
واركبْ جوادَ الحزمِ فالأمرُ خَطَرْ * فَيَا أخاً عرفْتُهُ عفَّ النَّظَرْ
عَفَّ الُخُطَى عفَّ اللسانِ والفِكَر * ويا أخاً جعلتُهُ مُرمُى السَّفَرْ
وغايةَ الجمعِ المفيدِ في الحَضَر * تَجمَعُنِي بِكَ خِلالٌ وسِيَرْ
ما اجتَمَعَت إلا ثوَى الخَيرُ وَقَرّ * وليسَ فيها تاجرٌ وما تَجَرْ
وليس منها ما بَغَى الباغِي وَجَر * وما تَقَارُضُ الثَّنَا فِينَا يُقَرْ
إنَّ فُضُولَ القولِ جزءٌ مِن سَقَر * فلا أقولُ في أخي ليثٌ خَطَرْ
ولا يقولُ إنَّنِي غَيثٌ قَطَر * وإنما هِي عِظَاتٌ وَعِبَرْ
عَرَفْتَ مَبْدَاهَا فَهل تَمَّ الخَبَر * وبَينَنَا أسبابُ نُصْحٍ تُدَّكَرْ
كِتْمانُها غَبنٌ وَغِشٌ وضَرَر * لا تنسَ (حوَّا) إنَّها أُخْتُ الذَّكر
تَحْمِلُ ما يحمِلُ من خَيرٍ وشر * تُثْمِرُ ما يُثمِرُ مِنْ حُلوٍ وَمُر
وَكَيفَما تكوَّنتْ كانَ الثَّمر * وكُلُّ ما تَضَعُهُ فيها استَقَرْ
فكَيفَ يرضَى عاقلٌ أنْ تستمر * مَزيدَةً على الحَواشِي والطُّرَر
تَزرَعُ فِي فِي النَّشءِ أفَانِيْنَ الخَوَر * تُرضِعُهُ أخلاقَها مع الدِّرَر
وإنَّها إنْ أهملت كان الخَطَر * كان البَلا كان الفَنَا كان الضَّرَر
وإنَّها إن عُلِّمت كانت وَزَر * أَوْلا فَوزْرٌ جالبٌ سُوءَ الأثرْ
ومَنْعها من الكتابِ والنَّظر * لَم تأتِ فيهِ آيةٌ ولا خَبَر
والفُضليَاتُ مِن نِسَا صَدرٍ غَبَرْ * لَهُنَّ فِي العِرفان وِردٌ وَصَدَر
وانْظُرْ هَدَاك اللهُ ماذا يُنْتظر * مِن أُمَّة قدْ شلََّ نِصْفَها الخَدَر
وانظُرْ فقدْ يهديكَ للخَير النَظَر * وَخُذ مِنَ الدَّهرِ تَجَارِيب العِبر
هَل أمَّةٌ مِنْ الجماهير الكُبَر * فيما مَضَى مِنَ القُرون وحَضَر
خَطَّت مِنَ المَجدِ وَمِن حُسنِ السِّير * تَارِيْخُها إِلا بأُنْثَى وذَكَر؟
ومَن يَقُل في عِلمِها غّيٌّ وَشَر * فَقُلْ لَه هِيَ مَعَ الجَهْلِ أَشَر
ولا يكونُ الصَّفو إلا عَن كَدَر * وإنَّ تَيَّار الزَّمانِ المُنحدِر
لَجَارِفٌ كُلَّ بناءٍ مُشْمَخِر * فاحذَر وَسابق فَعَسى يُجدِي الحَذَرْ
وَاعلَم بأنَّ المُنكراتِ وَالغِيَر * تَدَسَّسَت للغُرُفاتِ وَالحُجَر
مِن مِصرَ والشَّامِ وَمِنْ شّطِّ هَجر
وأنَّها قارئةٌ ولا مَفر * إنْ لم يَكن عَنك فَعن قومٍ أخر
واذكر فَفي الذِّكرى إلى العقل ممر * مَنْ قال قِدْماً (بِيَدِي ثم انتحر)
حُطْهَا بِعلْم الدِّين والخُلُقِ الأبر * صَبيَّةً تَأمن بَوائق الضَّرر
خُذها إليك دُرَّة مِنَ الدُّرر * مِنْ صاحب رَازَ الأمُور وَخَبَرْ
صَمِيمَةً في المُنجِباتِ من مُضَر * نِسْبَتُها البَدوُ وَسُكناها الحَضَر
http://toislam.net/files.asp?order=3&num=1087&per=1050&kkk=
إلى آخر ما قاله في تلك القصيدة.
¥