تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وها أنا أذكر القصيدة الأرمنية المخذولة الملعونة، وأتبعها بالفريدة الإسلامية المنصورة الميمونة. قال المرتد الكافر الأرمني على لسان ملكه لعنهما الله وأهل ملتهم أجمعين أكتعين أبتعين أبصعين آمين يا رب العالمين. ومن خط ابن عساكر كتبتها، وقد نقلوها من كتاب صلة الصلة للفرغاني:

مِنَ المَلِكِ الطُّهرِ المَسِيحِيِّ مَالِكٍ ** إلى خَلَفِ الأَمْلاكِ مِنْ آلِ هَاشِمِ

إلى المَلِكِ الفَضْلِ المُطِيعِ أخِي العُلا ** وَمَنْ يُرْتَجَى لِلْمُعْضِلاتِ العَظَائِمِ

أَمَا سَمِعَت أُذْنَاكَ مَا أَنَا صَانِعٌ ** وَل?كِنْ دَهَاكَ الوَهْنُ عنْ فِعْلِ حَازِمِ

فَإنْ تَكُ عَمَّا قَدْ تَقَلَّدْتَ نَائِماً ** فَإِنِّيَ عَمَّا هَمَّنِي غَيْرُ نَائِمِ

ثُغُورُكُمُ لمْ يَبْقَ فِيها لِوَهْنِكُمْ ** وَضَعْفِكُمُ إلاّ رُسُومُ المَعَالِمِ

فَتَحْنَا الثُّغُورَ الأَرْمَنِيَّةَ كُلَّهَا ** بِفِتْيَانِ صِدْقٍ كَاللُّيُوثِ الضَّرَاغِمِ

وَنَحْنُ جَلَبْنَا الخَيْلَ تَعْلِكُ لُجْمَهَا ** وَتَبْلُغُ مِنْهَا قَضْمَهَا بِالشَّكائِمِ

إلى كُلِّ ثَغْرٍ بِالجَزِيرَةِ آهِلٍ ** إلى جُنْدِ قِنَّسْرِينِكُمْ فَالعَوَاصِمِ

وَمَلَطْيَةٍ مَعْ سُمْيْسَاطٍ وَكَرْكَرٍ ** وَفِي البَحْرِ أضْعَافُ الفُتُوحِ التَّواخِمِ

وَبِالحَدَثِ الحَمْرَاءِ جَالَتْ عَسَاكِرِي ** وَكَيْسُومُ بَعْدَ الجَعْفَرِي لِلمَعَالِمِ

وَكَمْ قَدْ أَدَلْنَا مِنْ أَعِزَّةِ أَهْلِهَا ** فَصَارُوا لَنَا مِنْ بَيْنِ عَبْدٍ وَخَادِمِ

وَسَدَّ سَرُوجٍ إذْ خَرَبْنَا بِجَمْعِنَا ** لنا رتبةٌ تعلو عَلَى كُلِّ قَائِمِ

وَأَهْلُ الرُّهَا لاذُوا بِنَا وَتَحَزَّبُوا ** بِمِنْدِيلِ مَوْلَى جَلَّ عَنْ وَصحفِ آدَمِي

وَصَبَّحَ رَأْسَ العَيْنِ مِنَّا بِطَارِقٍ ** بِبِيضٍ غَزَوْنَاهَا بِضَرْبِ الجَمَاجِمِ

وَدَارَا وَمِيَافَارِقِينَ وَأَرْزُنَاً ** أَذَقْنَاهُمُ بِالخَيْلِ طَعْمَ العَلاقِمِ

وَإقْرِيطِش جَازَتْ إلَيْهَا مَرَاكِبِي ** عَلَى ظَهْرِ بَحْرٍ مُزْبدٍ مُتَلاطِمِ

فَحُزْتُهُمُ أسْرَى وَسِيقَتْ نِسَاؤُهُمْ ** ذَوَاتُ الشُّعورِ المُسْبَلاتِ النَّوَاعِمِ

هُنَاكَ فَتَحْنَا عَيْنَ زُرْبَةَ عَنْوَةً ** نَعَمْ وَأَبَدْنا كُلَّ طَاغٍ وَظَالِمِ

إلى حَلَبٍ حَتَّى اسْتَبَحْنَا حَرِيمَهَا ** وَهَدَّمَ مِنْهَا سُورَهَا كُلُّ هَادِمِ

أَخَذْنَا النِّسَا ثُمَّ البَنَاتِ نَسُوقُهُمْ ** وَصِبْيَانَهُمْ مِثْلُ المَمَالِيكِ خَادِمِ

وَقَدْ فَرَّ عَنْهَا سَيْفُ دَوْلَةِ دِينِكُمْ ** وَنَاصِرُكمْ مِنّا عَلَى رَغْمِ رَاغِمِ

وَمِلْنَا عَلَى طَرْسُوسَ مَيْلَةَ حَازِمٍ ** أَذَقْنَا لِمَنْ فِيها كَحَزِّ الحَلاقِمِ

فَكَمْ ذَاتِ عِزَ حُرَّةٍ عَلَوِيَّةٍ ** مُنَعَّمَةِ الأَطْرَافِ رَيَّا المَعَاصِمِ

سَبَيْنَا فَسُقْنَا خَاضِعاتٍ حَوَاسِراً ** بِغَيْرِ مُهُورِ، لا ولا حُكْمِ حَاكِمِ

وَكَمْ مِنْ قَتِيلٍ قَدْ تَرَكْنَا مُجَنْدَلاً ** يَصُبُّ دَماً بَيْنَ اللُّهَا وَاللَّهَازِمِ

وَكَمْ وَقْعَةٍ في الدَّرْبِ أَفْنَتْ كُمَاتَكُمْ ** وَسُقْنَاهُمُ قَسْراً كَسَوْقِ البَهَائِمِ

وَمِلْنَا عَلَى أَرْيَاحِكُمْ وَحَرِيمِهَا ** مُدَوِّخَةً تَحْتَ العَجَاجِ السَّوَاهِمِ

فَأَهْوَتْ أَعَالِيهَا وَبُدِّلَ رَسْمُهَا ** مِنْ الأُنْسِ وَحْشاً بَعْدَ بِيضٍ نَوَاعِمِ

إذا صَاحَ فِيهَا البُومُ جَاوَبَهُ الصَّدَى ** وَأَتْبَعَهُ في الرَّبْعِ نَوْحُ الحَمَائِمِ

وَأَنْطَاكُ لَمْ تَبْعُدْ عَلَيَّ وَإِنَّنِي ** سَأَفْتَحُهَا يَوْماً بِهَتْكِ المَحَارِمِ

وَمَسْكَنُ آبَائِي دِمَشْقٌ فَإنَّنِي ** سَأُرْجِعُ فِيهَا مُلْكَنَا تَحْتَ خَاتَمِي

وَمِصْرٌ سَأَفْتَحُهَا بِسَيْفِيَ عَنْوَةً ** وَآخُذُ أَمْوَالي بِهَا وَبَهَائِمِي

وَأَجْزِيَ كَافُوراً بِمَا يَسْتَحِقُّهُ ** بِمُشْطٍ وَمِقْراضٍ وَقَصِّ مَحَاجِمِ

أَلاَ شَمِّرُوا يا أهْلَ حَمْدَانَ شَمِّرُوا ** أَتَتْكُمْ جُيُوشُ الرُّومِ مِثْلَ الغَمَائِمِ

فَإنْ تَهْرُبُوا تَنْجُوا كِراماً وَتَسْلَمُوا ** مِنَ المَلِكِ الصَّادِي بِقَتْلِ المُسَالِمِ

كَذَاكَ نَصِيبِينُ وَمَوْصِلُهَا إلى ** جَزِيرَةِ آبَائِي وَمُلْكِ الأَقَادِمِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير