وَحِينَئِذٍ تَدْرُونَ كَيْفَ قَرَارُكُمْ ** إذا صَدَمَتْكُمُ خَيْلُ جَيْشٍ مُصَادِمِ
عَلَى سَالِفِ العَادَاتِ مِنَّا وَمِنْكُمُ ** لَيَالِيَ أَنْتُمْ فِي عِدَادِ الغَنَائِمِ
سَبَيْتُمْ سَبَايَا يَحْصُرُ العَدُّ دُونَها ** وَسَبْيُكُمُ فِينَا كَقَطْرِ الغَمَائِمِ
فَلَوْ رَامَ خَلْقٌ عَدَّها رَامَ مُعْجزاً ** وَأنَّى بِتَعْدَادٍ لِرِيشِ الحَمَائِمِ
بابني حُمَيْدَانٍ وَكَافُورَ صُلْتُمُ ** أَرَاذِلُ أَنْجَاسٌ قِصَارُ المَعَاصِمِ
دَعِيٌّ وَحَجَّامٌ سَطَوْتُمْ عَلَيْهِمَا ** وما قدرهم مَصّاص دَمِ المَحَاجِمِ
فَهَلاّ عَلَى دميانَةٍ قَبْلَ ذَاكَ أَوْ ** عَلَى مَحَلِّ أَرْبَاضِ رُمَاةِ الضَّرَاغِمِ
لَيَالِيَ قَادُوكُمْ كَمَا اقْتَاد كُمْ ** أَقْيَالُ جُرْجَانٍ بِحَزِّ الحَلاقِمِ
وَسَاقُوا عَلَى رِسْلٍ بَنَاتِ مُلُوكِكِمْ ** سَبَايَا كَمَا سِيقَتْ ظِبَاءُ الصَّرَائِمِ
وَل?كِنْ سَلُوا عَنَّا هِرَقْلاً وَمَنْ خَلاَ ** لَكُمْ مِنْ مُلُوكٍ مُكْرَمِينَ قَمَاقِمِ
يُخَبِّرُكُمُ عَنَّا المُتَوَّجُ مِنْكُمُ ** وَقَيْصَرُكُمْ عن سَبينا لِلْكَرَائِمِ
وَعَمَّا فَتَحْنَا مِنْ مَنِيعِ بِلادِكُمْ ** وَعَمّا أَقَمْنَا فِيكُمُ مِنْ مَآتِمِ
وَدَعْ كُلَّ نَذْلٍ مُفْتَرٍ لا نَعُدُّهُ ** إماماً مِنْ مُحْكَمَاتِ الدَّعَائِمِ
فَهَيْهَاتِ سَامرّا وَتَكْرِيتُ مِنْكُمُ ** إلى جَبَلٍ تِلكُمْ أَمَانِيُّ هَائِمِ
مُنى يَتَمَنَّاهَا الضَّعِيفُ وَدُونَهَا ** مَطَايرُ هَامَاتٍ وحزُّ الغَلاصِمِ
تريدونَ بغدادَ سوقاً جديدةً ** مسيرةَ شهرٍ للفَنيقِ القواصمِ
مَحَلَّةُ أَهْلِ الزُّهْدِ وَالعِلْمِ وَالتُّقَى ** وَمَنْزِلَةٌ يَخْتَارُهَا كُلُّ عَالِمِ
دَعُوا الرَّمْلَةَ الصَّهْبَاءَ عَنْكُمْ فَدُونَها ** مِنَ المُسْلِمِينَ الصِّيدِ كُلُّ ضَارِمِ
وَدُونَ دِمَشْقٍ جَمْعُ جَيْشٍ كَأَنَّهُ ** سَحَائِبُ طَيْرٍ يَنْتَحِي بِالقَوَادِمِ
وَضَرْبٌ يُلَقِّي الكُفْرَ كُلَّ مَذَلَّةٍ ** كَمَا ضَرَبَ السِّكِّيُّ بِيضَ الدَّرَاهِمِ
وَمِنْ دُونِ أَكْنَافِ الحِجَازِ جَحَافِلٌ ** كَقْطرِ الغُيُومِ الهَائِلاتِ السَّوَاجِمِ
بِهَا مِنْ بَنِي عَدْنَانَ كُلُّ سُمَيْدَعٍ ** وَمِنْ حَيِّ قَحْطَانٍ كِرَامِ العَمَائِمِ
وَلَوْ قَدْ لَقِيتُمْ مِنْ قُضَاعَةَ كَبَّةً ** لَقِيتُمْ ضِرَاماً فِي يَبِيسِ الهَشَائِمِ
إذا أَصْبَحُوكُمْ ذَكَّرُوكُمْ بِمَا خَلاَ ** لَهُمْ مَعَكُمْ مِنْ صَادِقٍ مُتَلاحِمِ
زَمَانَ يَقُودُونَ الصَّوَافِنَ نَحْوَكُمْ ** فَجِئْتُمْ ضَمَاناً أَنَّكُمْ في المَغَانِمِ
سَيَأَتِيكُمُ مِنْهُمْ قَرِيباً عَصَائِبٌ ** تُنَسِّيكُمُ تَذْكَارَ أَخْذِ العَوَاصِمِ
وَأَمْوَالُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَدِمَاؤُكُمْ ** بِهَا يَشْتَفِي حَرُّ الصُّدُورِ الحَوَايِمِ
وَأَرْضِيكُمُ حَقّاً سَيَقْتَسِمُونَهَا ** كَمَا فَعَلُوا دَهْراً بِعَدْلِ المَقَاسِمِ
وَلَوْ طَرَقَتْكُمْ مِنْ خُرَاسَانَ عُصْبَةٌ ** وَشِيرَازَ وَالرَّيِّ القِلاعِ القَوَائِمِ
لَمَا كَانَ مِنْكُمْ عِنْدَ ذ?لِكَ غَيْرَ ما ** عَهِدنَا لَكُمْ: ذُلٌّ وَعَضُّ الأَبَاهِمِ
فَقَدْ طَالمَا زَارُوكُمُ فِي دِيارِكُمْ ** مَسِيرَةَ عَامٍ بِالخُيُولِ الصَّلادِمِ
فَأَمَّا سِجِسْتَانٌ وَكَرْمَانُ بالأولى ** وكابلُ حلوانٌ بلادُ المراهمِ
وَفِي فَارِسِ وَالسُّوسِ جَمْعٌ عَرَمْرَمٌ ** وَفي أَصْبَهَانَ كُلُّ أَرْوَعَ عَارِمِ
فَلَوْ قَدْ أَتَاكُمْ جَمْعُهُمْ لَغَدَوْتُمُ ** فَرَائِسَ كَالآسَادِ فَوْقَ النَّهائمِ
وَبِالبَصْرَةِ الزَّهْرَاءِ وَالكُوفَةِ الَّتِي ** سَمَتْ وبآدي وَاسِطٍ فالْكَظَائِمِ
جُمُوعٌ تُسَامِي الرَّمْلَ عَدّاً وَكَثْرَةً ** فَمَا أَحَدٌ عَادَوْهُ مِنْهُمْ بِسَالِمِ
وَمِنْ دُونِ بَيْتِ الله في مَكَّةَ الَّتِي ** حَبَاهَا بِمَجْدٍ لِلْبَرَايَا مُزَاحِمِ
مَحَلُّ جَمِيعِ الأَرْضِ مِنْهَا تَيقُّناً ** مَحَلَّةَ سُفْلِ الخُفِّ مِنْ فَصِّ خَاتِمِ
دِفَاعٌ مِنَ الرَّحْم?نِ عَنْها بِحَقِّهَا ** فَمَا هُوَ عَنْها رَدُّ طَرْفٍ بَرَائِمِ
بِهَا وَقَعَ الأَحْبُوشُ هَلْكَى وَفِيلُهُمْ ** بِحَصْبَاء طَيْرٍ في ذُرَى الجَوِّ حَائِمِ
¥