وَجَمْعٍ كَجَمْعِ البَحْر مَاضٍ عَرْمَرمٍ ** حَمَى سُرَّةَ البَطْحَاءِ ذَاتِ المَحَارِمِ
وَمِنْ دُونِ قَبْرِ المُصْطَفَى وَسْطَ طَيبَةٍ ** جُمُوعٌ كَمُسْوَدَ مِنَ اللَّيْلِ فَاحِمِ
يَقُودُهُمُ جَيْشُ المَلائِكَةِ العُلَى ** دِفَاعاً وَدَفْعاً عَنْ مُصَلَ وَصَائِمِ
فَلَوْ قَدْ لَقِينَاكُمْ لَعُدتُمْ رَمَائِماً ** كَمَا فَرَّقَ الإعْصَارُ عُظْمَ البَهَائِمِ
وِباليَمَنِ المَمْنُوعِ فِتْيَانُ غَارَةٍ ** إذا مَا لقَوْكُمْ كُنْتُمُ كَالمَطَاعِمِ
وَفِي جَانِبَيْ أَرْضِ اليَمَامَةِ عُصْبَةٌ ** مَغَاوِرُ أَمْجَادٍ طِوالُ البَرَاجِمِ
سَنُفِنيكُمُ والقرمطيينَ دولةً ** تَعُودُ لِمَيْمُونِ النَّقِيبَةِ حَازِمِ
خَلِيفَةِ حَقَ يَنْصُرُ الدِّينَ حُكْمُهُ ** وَلاَ يَتَّقِي في الله لَوْمَةَ لاَئِمِ
إلَى وَلَدِ العَبَّاسِ تَنْمِي جُدُودُهُ ** بِفَخْرٍ عَمِيمٍ مُزْبِدِ المَوْجِ نَاعِمِ
مُلُوكٌ جَرَى بِالنَّصْرِ طَائِرُ سَعْدِهِمْ ** فَأَهْلاً بِمَاضٍ مِنْهُمُ وَبِقَادِمِ
مَحَلُّهُمُ في مَسْجِدِ القُدْسِ أَوْ لَدَى ** مَنَازِلِ بَغْدَادٍ مَحَلِّ المَكَارِمِ
وَإِنْ كَانَ مِنْ عُلْيَا عَدِيَ وَتَيْمِهَا ** وَمِنْ أَسَدٍ ه?ذا الصَّلاحِ الحَضَارِمِ
فَأَهْلاً وَسَهْلاً ثُمَّ نُعْمَى وَمَرْحَباً ** بِهِمْ مِنْ خِيارٍ سَالِفِينَ أَقَادِمِ
هُمُ نَصروا الإِسْلامَ نَصْراً مُؤَزَّراً ** وَهُمْ فَتَحُوا البُلْدَانَ فَتْحَ المَرَاغِمِ
رُوَيْداً فَوَعْدُ الله بِالصِّدْقِ وَارِدٌ ** بِتَجْرِيعِ أَهْلِ الكُفْرِ طَعْمَ العَلاقِمِ
سَنَفْتَحُ قُسْطَنْطِينِيَّةً وَذَوَاتِهَا ** وَنَجْعَلُكُمْ فَوْقَ النُّسُورِ القَشَاعِمِ
وَنَفْتَحُ أَرْضَ الصِّينِ وَالهِنْدِ عَنْوَةً ** بِجَيْشٍ لأَرْضِ التُّرْكِ وَالخَزرِ حَاطِمِ
مَوَاعِيدُ لِلرَّحْم?نِ فِينَا صَحِيحَةٌ ** وَلَيْسَتْ كآمَالِ العُقُولِ السَّقَائِمِ
وَنَمْلِكُ أَقْصَى أَرْضِكُمْ وَبِلادِكُمْ ** وَنُلْزِمُكُمْ ذُلَّ الحِرَابِ المَخَارِمِ
إلى أَنْ تَرَى الإسْلامَ قَدْ عَمَّ حُكْمُهُ ** جَمِيعَ الأَرَاضِي بِالجُيُوشِ الصَّوَارِمِ
أَتَقْرِنُ يَا مَخْذُولُ ديناً مَثَلَّثاً ** بَعِيداً عَنِ المَعْقُولِ بَادِي المآثِمِ
تَدِينُ لِمَخْلُوقٍ يَدِينُ لِغَيْرِهِ ** فَيَا لَكَ سُحْقاً لَيْسَ يَخْفَى لِعَالِمِ
أَنَاجِيلُكُمْ مَصْنُوعَةٌ قَدْ تَشَابَهَتْ ** كَلامُ الأُولَى فِيهَا أَتَوْا بِالعَظَائِمِ
وَعُودُ صَلِيبٍ ما تَزَالُونَ سُجَّداً ** لَهُ يا عُقُولَ الهَامِلاتِ السَّوَائِمِ
تَدِينُونَ تَضْلالاً بِصَلْبِ إل?هِكُمْ ** بِأَيْدِي يَهُودٍ أَرْذَلِينَ أَلائِمِ
إلَى مِلَّةِ الإسْلامِ تَوْحِيدُ رَبِّنَا ** فَمَا دِينُ ذِي دِينٍ لَهَا بِمُقَاوِمِ
وَصِدْقِ رِسَالاتِ الَّذِي جَاءَ بِالهُدَى ** مُحَمَّدٍ الآتِي بِرَفْعِ المَظَالِمِ
وَأَذْعَنَتِ الأَمْلاكُ طَوْعاً لِدِينِهِ ** بِبُرْهَانِ صِدْقٍ طَاهِرٍ في المَوَاسِمِ
كَمَا دَانَ في صَنْعَاءَ مَالِكُ دَوْلَةٍ ** وَأَهْلُ عُمَانٍ حَيْثُ رَهْطُ الجَهَاضِمِ
وَسَائِرُ أَمْلاكِ اليَمَانِينَ أَسْلَمُوا ** وَمِنْ بَلَدِ البَحْرَيْنِ قَوْمُ اللَّهَازِمِ
أَجَابُوا لِدِينِ الله لا مِنْ مَخَافَةٍ ** وَلا رَغْبَةٍ يَحْظَى بِهَا كَفُّ عَادِمِ
فَحَلُّوا عُرَى التِّيجَانِ طَوْعاً وَرَغْبَةً ** بِحَقِّ يَقِينٍ بِالبَرَاهِينَ نَاجِمِ
وَحَابَاهُ بِالنَّصْرِ المَكِينِ إل?هُهُ ** وَصَيَّرَ مَنْ عَادَاهُ تَحْتَ المَنَاسِمِ
فَقِيرٌ وَحِيدٌ لَمْ تُعِنْهُ عَشِيرَةٌ ** وَلا دَفَعُوا عَنْهُ شَتِيمَةَ شَاتِمِ
وَلا عِنْدَهُ مَالٌ عَتِيدٌ لِنَاصِرٍ ** وَلا دَفْعُ مَرْهُوبٍ وَلا لِمُسَالِمِ
وَلا وَعَدَ الأَنْصَارَ مَالاً يَخُصُّهُمْ ** بَلَى كَانَ مَعْصُوماً لأَقْدَرِ عَاصِمِ
فَلَمْ تَنْهَهُ في الحَقِّ قُوَّة آسِرٍ ** وَلا مُكِّنَتْ مِنْ جسْمِهِ يَدُ ظَالِمِ
كَمَا يَفْتَرِي إفْكاً وَزُوراً وَضَلَّةً ** عَلَى وَجْهِ عِيسَى مِنْكُم كُلُّ لاَطِمِ
عَلَى أَنَّكُمْ قَدْ قُلْتُمُوا هُوَ رَبُّكُمْ ** فَيَا لِضَلالٍ في الحَمَاقَةِ عَائِمِ
أبَى الله أنْ يُدْعَى لَهُ ابْنٌ وَصَاحِبٌ ** سَتَلْقَى دُعَاةُ الكُفْرِ حَالَةَ نَادِمِ
¥