إن هذه الأفعال التي حصلت من الدنمارك .. وتؤيدها جارتها النرويج، وتسكت عنها الدولة الغربية .. برهان ساطع .. ودليل قاطع .. على أنها حرب صليبية بين الإسلام والنصرانية!! يقول الله تعالى: ((وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ)) (البقرة:217).
فهل يفهم أولئك الذين يخطبون وُدَّ الغرب هذه القضية أم لا يزالون في غيهم يعمهون!!
أمة الإسلام .. إنْ تخاذل رجالنا عن نصرة محمد صلى الله عليه وسلم .. فلقد سطر التاريخ صورا رائعة .. ومواقف باهرة .. لنساءٍ نافحن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فهذه أم عمارة رضي الله عنها في غزوة أحد الشهيرة .. كانت تقاتل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. يميناً وشمالا .. و تذود عنه سيوف الأعداء .. ونبال الألداء .. حتى أصيبت بعدة جراح .. فأين رجال الأمة .. الذين هم أولى بالدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والقتال دونه .. والذب عن مكانته .. فيا لله .. نساء تقاتل عن رسول الله .. ورجال يتخاذلون عن نصرته ولو بخطاب يعبر عن غضبة عمرية .. نساء تُكْلم في سبيل نصرة رسول الله .. ورجال يمتنعون عن استيراد بضائع الأعداء خوفاً على تجارتهم!!!
ويا لله .. المعتصم يحرك جيشاً عرمرما من أجل مسلمة صُفعة على وجهها .. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسب جهاراً نهارا .. ولم تحرك من أجله جيوش!!
فعذراً يا رسول الله .. إنْ تخاذلنا عن الدفاع عنك .. فإن بعضنا مشغول بالأسهم المالية!!
عذراً يا رسول الله .. فإن المال أحب إلى قلوب بعضنا منك!!
عذراً يا رسول الله .. فإن الأجبان الدنمركية .. أحب إلى بعضنا من الذب عنك!!
عذراً يا رسول الله .. فإن مصالحنا الدنيوية مقدمة عند بعضنا عليك!!
عذراً يا رسول الله .. فإننا نغضب أشد الغضب إذا اغتصبت أموالنا .. ولا يغضب بعضنا لك وأنت يُساءُ إليك علناً بلا حياء ولا خوف ولا وجل.
أيها المسلمون: إنْ تخاذلنا عن نصرة نبينا صلى الله عليه وسلم .. فإن الله ناصر نبيه .. معلٍ ذكره .. رافعٌ شأنه .. معذب الذين يؤذنه في الدنيا والآخرة .. في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: يقول الله تعالى: ((من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)).
فكيف بمن عادى الأنبياء؟ يقول الله جل الله:: ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) (التوبة: 61).
وقال الله سبحانه: ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً)) (الأحزاب: 57).
ويقول الله جل جلاله: ((فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)) (الحجر: 94 , 95).
يقول ابن تيمية رحمه الله: إنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمُكِّن الناس أن يقيموا عليه الحد، ونظير هذا ما حَدَّثَنَا به أعدادٌ من المسلمين العُدُول، أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْارِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لمَّا حاصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحاصِرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه " انتهى.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون: نشرت جريدة الرياض في تاريخ 24/ 3/1426هـ عدد رقم (13462) خبراً مفاده أن المملكة العربية السعودية سحبت سفيرها السعودي - فيصل هاشم - من المجر بسبب ما أدلى به رئيس الوزراء المجري - فيرينك جيوركسانى - وصف فيها منتخب السعودية بأنه مجموعة من الإرهابيين العرب بُعيد تعادلٍ سلبي ما بين منتخب بلاده والمنتخب السعودي.
¥