[حكم ترتيل القنوت .. موضوع للنقاش ..]
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[06 - 11 - 02, 12:36 ص]ـ
أيها الأخوة في هذا المنتدى ..
من المسائل التي عمت وطمت أن كثيرا من الأئمة يرتلون الدعاء مع أنه إضافة وصف للعبادة لم يأت في التشريع ..
أرجو منكم إثارة الموضوع ..
والله يحفظكم
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[06 - 11 - 02, 04:59 ص]ـ
قال الشيخ / بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ في كتابه تصحيح الدعاء (ص82)
وكان مما أحدثه الناس في الصوت والأداء في العبادات:
بدعة التلحين والتطريب في الأذان، وفي الذكر، وفي الدعاء، وفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والترنم في خطبة الجمعة .... إلى أن قال:
وقد سرت بعض هذه المحدثات إلى بعض قُفَاة الأثر، فتسمع في دعاء القنوت عند بعض الأئمة في رمضان الجهر الشديد، وخفض الصوت ورفعه في الأداء حسب مواضع الدعاء، والمبالغة في الترنم، والتطريب، والتجويد والترتيل، حتى لكأنه يقرأ سورة من كتاب الله ـ تعالى ـ، ويستدعي بذلك عواطف المأمومين؛ ليجهشوا بالبكاء 0
والتعبد بهذه المحدثات في الإسلام، وهذه البدع الإضافية في الصوت والأداء، للذكر والدعاء، هي في أصلها من شعائر الجاهلية التي كانوا يظهرونها في المسجد الحرام، كما قال الله ـ تعالى ـ منكرًا عليهم: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية}. المكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق بضرب اليد على اليد بحيث يسمع له صوت 0
قال الآلوسي ـ رحمه الله تعالى ـ:
((والمقصود أن مثل هذه الأفعال لا تكون عبادة بل من شعائر الجاهلية، فما يفعله اليوم بعض جهلة المسلمين في المساجد من المكاء والتصدية، يزعمون أنهم يذكرون الله، فهو من قبيل فعل الجاهلية، وما أحسن ما يقول قائلهم:
أقال الله لي صفِّق لي وغنَّ وقل كُفْرًا وسمِّ الكفر ذِكرا)) انتهى.
وما يتبعها من الألحان، والتلحين، والترنم، والتطريب، هو مشابهة لما أدخله النصارى من الألحان في الصلوات، ولم يأمر بها المسيح، ولا الحواريون، وإنما ابتدعه النصارى كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ.
ولهذا نرى ونسنع في عصرنا الترنم والتلحين في الدعاء من سيما الرافضة والطُّرقية، فعلى أهل السنة التنبه للتوقِّي من مشابهتهم 0
وقال أيضًا في رسالته دعاء القنوت (ص 5):
إنّ التلحين، والتطريب، والتغي، والتقعر، والتمطيط في أداء الدعاء، منكر عظيم، ينافي الضراعة، والابتهال، والعبودية، وداعية للرياء، والإعجاب، وتكثير جمع المعجبين به 0
وقد انكر أهل العلم على من يفعل ذلك في القديم والحديث 0
فعلى من وفقه االه تعالى وصار إمامًا للناس في الصلوات، وقنت في الوتر، أن يجتهد في تصحيح النية، وأن يلقي الدعاء بصوته المعتاد، بضراعة وابتهال متخلصًا مما ذكر، مجتنبًا هذه التكلفات الصارفة لقلبه عن التعلق بربه 0
هنا سؤال:
إذا قلنا بأن التلحين في الدعاء لا يجوز، أو أن فعله بدعة لأنه إحداث شيء في عبادة لم يشرع فيها = ماذا عن الصلاة التي فعل فيها؟؟
وماذا يلحق فاعله؟؟
وجزاكم الله خيرًا
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[06 - 11 - 02, 05:50 ص]ـ
حدثني احد الزملاء الثقات ان الشيخ العلامة ابن جبرين سئل عن حكم الترتيل في القنوت فقال: السؤال والبحث في مثل هذا من التنطع، والتضييق.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[06 - 11 - 02, 11:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبو حاتم ..
والشيخ: عبد الله العتيبي وفقه الله: بينوا لنا رجالكم؟؟ ;).
ولا تنس: إذا استطعت أن لا تحك رأسك إلا بأثر فافعل!!
ـ[حارث همام]ــــــــ[06 - 11 - 02, 02:25 م]ـ
هذه مسألة مشكلة عندي .. ولا تزال في طور البحث .. ولإثرائه أحيلكم على هذا الرابط:
http://www.khayma.com/fahad1390/din/abdat/10.htm
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[06 - 11 - 02, 02:28 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
لكن لو وضحت وجه الإشكال لكان أحسن؛ لأن الموضوع للنقاش، ولعل الأخوة يفيدوك.
ـ[حارث همام]ــــــــ[07 - 11 - 02, 12:52 ص]ـ
طيب حسناً يابن أبي حاتم .. وأرجو ألا أتبع في الليالي الغر تبكيتاً:) فهذه مدارسة والمسألة غير مقررة عندي بعد.
تعلمت درساً مهماً في الماضي من الشيخ ابن قعود وكنت أتسرع بوصف بعض الأفعال بأنها بدعة استناداً لكلام بعض المشايخ الفضلاء، وبخاصة فيما يتعلق بالأمور التي شاعت حتى بين الخاصة (أعني طلاب العلم والمشايخ) ولم يعهد اشتهار نكير. فلابد من التروي ثم التريث ثم استفرغ الجهد في البحث قبل إصدار حكم عظيم.
فأقول مستشكلاً لا مقرراً ..
الإشكال عندي هو أنه قد علم بالاضطرار أن الصوت الحسن له أثره في النفوس، وقد دلت على ذلك الوقائع والشرائع، ولعل في مثل حداء أنجشة [وهو في مسلم وغيره] إشارة إلى هذا.
وأذكر كلمة ابن العربي في تحسين الصوت بالقراءة فقال: استحسن كثير من فقهاء الأمصار القراءة بالألحان والترجيع، وكره ذلك ما لك وهو جائز، ثم قال: والقلب يخشع للصوت الحسن، كما يخضع للوجه الحسن ..
فإذا كان ذلك كذلك وكان استدعاء الخشوع والتضرع في الدعاء مطلوب، كما هو الأمر في القرآن، فربما جاز مثله لأمرين:
الأول: أن استدعاء الخشوع مطلوب ولم يقيد الشارع له طريقاً بعينه، فصح أن تحسين الصوت له مقتض شرعي.
الثاني: أن العلة في تحسين الصوت بالقراءة واحدة، بل إذا كان الخشوع في مثل كلام الله يستدعى بتحسين الصوت مع ما في كلام الله من قوة وأثر بليغ، كان ذلك في الدعاء أدعى.
وأنبه هنا -من سيعقب أو سيرد- إلى أنني بحمد الله لا أرى القياس في العبادات، وتلك شكاة زائل عنك [وعني] عارها، ولكن وجه هذا هو مايعرف عند بعض الأصوليين بالعموم المعنوي. كما ذكره بعضهم في قوله تعالى (ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن)، فجعل الآية نص في الأمر بالحجاب لغير أزواج النبي وجعل عمومها معنوي وهذا معروف عند أصوليي أهل السنة الذين ينكرون كون العموم من عوارض الألفاظ فقط بل هو عندهم من عوارض الألفاظ والمعاني.
¥