صَحِيح بِلَا تَرَدُّد وَفِي غَيْره مَقَال، أَوْ الْمُرَاد أَنَّهُ لَمْ يُبْعَث بَعْد عِيسَى نَبِيّ بِشَرِيعَةٍ مُسْتَقِلَّة، وَإِنَّمَا بُعِثَ بَعْده مَنْ بُعِثَ بِتَقْرِيرِ شَرِيعَة عِيسَى، وَقِصَّة خَالِد بْن سِنَان أَخْرَجَهَا الْحَاكِم فِي " الْمُسْتَدْرَك " مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس، وَلَهَا طُرُق جَمَعْتهَا فِي تَرْجَمَته فِي كِتَابِي فِي الصَّحَابَة."
أقول -والله تعالى أعلم- أن هذا الجمع لا يستقيم, فلعلي لم أفهم مقصوده رحمه الله تعالى.
وإليكم هذه الأحاديث أولا لأبين لكم الإشكال الذي ظهر لي:
116847 - قلت لابن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: مات صغيرا، ولو قضي أن يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي عاش ابنه، ولكن لا نبي بعده.
الراوي: إسماعيل - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6194
106689 - قاعدت أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون). قالوا: فما تأمرنا؟ قال: (فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم).
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم:
187157 - أنت مني بمنزلة هارون من موسى. إلا أنه لا نبي بعدي
الراوي: سعد بن أبي وقاص - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2404
فإن سلمنا بطريقة الجمع هذه -أي أن خالد بن سنان نبي ولكن ليس بشريعة مستقلة- فماذا سيكون الجواب إن إدعى أحد النبوة وقال إنه لا يعارض الأحاديث الصحيحة التي تدل على عدم وجود نبي بعد محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأنه (إي المدعي) نبي ولكن ليس بشريعة مستقلة.
وفي فيض القدير (وجدت الكتاب في الشاملة ولا أعرف عنه شيء) قال مؤلفه:
ثم كأن سائلا قال: ما سبب الأولوية فأجاب بقوله (ليس بيني وبينه نبي) أي من أولي العزم فلا يرد خالد بن سنان بفرض تسليم كونه بينهما وإلا فقد قيل إن في سند خبره مقالا
ويظهر نفس الإشكال فقد يقول مدعي النبوة "أنا نبي بعد محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولكني لست من أولي العزم"
وأي طريق للجمع أرى أنه سيفتح بابا لكل هذه الفرق الضالة كالأحمدية والبهائية وغيرهم من من إدعى كذابه النبوة فقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
"وإنما أخاف على أمتي! الأئمة المضلين، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي" - أبو داود
وأما عن الرسل الثلاثة فسياق الاية تدل على أنهم رسل وليسوا أنبياء (مع العلم بأوجه التفريق المختلفة بين النبي والرسول التي ذكرها شيخنا الفاضل أبو المنذر المنياوي حفظه الله)
موضوع: الفرق بين النبي والرسول
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86291
وعند بحثي لم أجد حديث واحد مرفوع يدل على أن هؤلاء الرسل كانوا بعد عيسى عليه السلام, فلا وجه لمعارضة حديث صحيح بتلك الروايات الاخرى أو إستخدامها لتأييد نبوة خالد بن سنان.
وقد قرأت للشيخ أحمد ديدات رحمه الله تعالى (وأعذروني فالترجمة لي) - ذكر رحمه الله في أحد كتبه:
"أن يهود ذهبوا إلى يحيى بن زكريا عليه السلام يسألونه عن ثلاث نبوات ينتظرونها, فسألوه من انت؟ فاعترف و لم ينكر و اقر اني لست انا المسيح. فسألوه اذا ماذا, ايليا انت؟
فقال: لست انا.
فسألوه: النبي أنت؟ فاجاب لا."
ثم شرع الشيخ ديدات رحمه الله في بيان أولا أن اليهود كانوا بانتظار ثلاث نبوات مستقلة, وثانيا أن "النبي" المذكور هو نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فإن كان هذا ما يعتقدونه و لا يوجد حديث مرفوع عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يدل على أن الرسل الثلاثة كانوا بعد عيسى فلا وجه والله أعلم في إستخدامه كدليل يضطرنا إلى الجمع بينها وبين حديث البخاري.
ختاما:
أرى والله أعلم عدم صحة حديث نبوة خالد بن سنان, لتعارضها مع حديث البخاري وعدم سلامة طرق الجمع من إشكال (في حد فهمي القاصر).
فما رأي الاخوة فيما قلت, أم أن هناك طريقة للجمع لا توقعنا في هذا الإشكال وللعلم بارك الله فيكم أنا أول من يرجع عن قولي إن تبين الحق في غيره.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[24 - 12 - 06, 02:42 م]ـ
هذا الجزء ضمنه الغماري كتابه (جؤنة العطار)، وهو عندي مازال مخطوطاً، وقد ذهب فيه إلى صحة نبوة خالد بن سنان.
¥