تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المودة وسلم على عدوك وداره فإن رأس الإيمان بالله مداراة الناس وكان يقول من لم يعمل بعلمه لم ينفعه العلم بل يضره وإنما العلم نور يضعه الله في القلوب فإذا عمل به نور قلبه وأن لم يعمل به وأحب الدنيا أعمى حب الدنيا قلبه ولم ينوره العلم وكان يقول ترك الحلال أفضل من جميع عبادات الله تعالى وترك الحلال لله أفضل من أخذه وانفاقه في طاعة الله تعالى وقال ترك دانق مما حرم الله أفضل من سبعين ألف حجة تتبعها سبعون ألف عمرة مبرورة متقبلة وأفضل من سبعين ألف فرس في سبيل الله بزادها وسلاحها ومن سبعين ألف بدنة تهديها إلى بيت الله العتيق وأفضل من عتق سبعين ألف رقبة مؤمنة من ولد إسماعيل فبلغ كلامه هذا عبدالجبار بن خالد فقال نعم وأفضل من ملء الأرض إلى عنان السماء ذهبا وفضة كسبت وانفقت في سبيل الله لا يراد بها إلا وجه الله عز وجل وكان يقول أنظر أبدأ الأمرين يكون فيهم الثواب فانفلهما عليك هو أفضل وقال إذا تردد الرجل على القاضي ثلاث مرات بلا حاجة فلا تجوز شهادته ووجه ذلك أن التردد إلى القاضي من غير حاجة يكسب الرجل مكانه عند الناس ومنزلة يكرمونه ويهادونه لأجلها لما يتوهمون من منزلته عند القاضي بسبب تردده إليه فيصير تردده سببا لأكل المال بالباطل ورأى الناس يقبلون يد ابن الأغلب فقال له لم تعطيهم يدك لو كان هذا لأجل قربك من الجنة ما سبقونا إليه وتوفي في رجب سنة أربعين ومائتين ودفن من يومه وصلى عليه الأمير محمد بن الأغلب ووجه إليه بكفن وحنوط فاحتال ابنه محمد حتى كفنه في غيره وتصدق بذلك وكان سنه يوم مات ثمانين سنة ومولده سنة ستين ومائة ويقال إحدى وستين وقال له رجل الناس يقولون أنك دعوت الله أن لا يبلغك سنة أربعين ومائتين فقال ما فعلت ولكن الناس يقولونه ما أرى أجلى إلا فيها ولما مات سحنون رجت القيروان لموته وحزن له الناس وقال سليمان بن سالم لقد رأيت يوم مات سحنون مشايخ من الأندلس يبكون ويضربون خدودهم كالنساء ويقولون يا أبا سعيد ليتنا نزودنا منك بنظرة نرجع بها إلى بلدنا وقال رجل رأيت في النوم رجلا صعد إلى سماء الدنيا ثم من السماء حتى صار تحت العرش فقيل ينبغي أن يكون هذا سحنون فقال وفي أولها رأيت بابا فتح في السماء ونودي بسحنون فأتي به فصعد وقال آخر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مقبورا والناس يجعلون على قبره التراب وسحنون ينبشه فقال قل لسحنون هم يدفنون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تحييها وقال عبدالملك بن الخشاب الأندلسي وكان ثقة رأيت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم يمشى في طريق وأبو بكر رضي الله عنه خلفه وعمر رضي الله عنه خلف أبي بكر رضي الله عنه ومالك خلف عمر رضي الله عنه وسحنون خلف مالك رحمهما الله تعالى قال ابن فضل فذكرتها لسحنون فسر بذلك قال ابن حارث أقام سؤدد العلم في دار سحنون نحو مائة عام وثلاثين عاما من ابتداء طلب سحنون وأخيه إلى موت ابن ابنه محمد بن محمد بن سحنون وقال بعضهم رأيت في شأن سحنون قبل موته رؤيا قصصتها على معبر يقال له ابن عياض فقال له هذا الرجل يموت على السنة رحمهما الله تعالى

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 01 - 06, 09:26 م]ـ

ترجمة سحنون من الوافي بالوفيات


سحنون المالكي

عبد السلام بن سعيد أبو سعيد التنوخي الحمصي ثم القيرواني المالكي سحنون قاضي القيروان ومصنف المدونة رحل إلى مصر وقرأ على ابن وهب وابن القاسم وأشهب وبرع في مذهبه وعلى قوله المعول بالمغرب وتفقه به خلق وسمع بمكة من سفيان بن عيينة ووكيع والوليد بن مسلم وكان موصوفا بالديانة والورع والسخاء والكرم عن ابن عجلان الأندلسي قال ما بورك لأحد بعد النبي e في أصحابه ما بورك لسحنون فإنهم كانوا في كل بلد أئمة

وسحنون بالضم والفتح طائر بالمغرب سموه بذلك لحدة ذهنه وفي المدونة أسئلة ومسائل لا ينهض بها دليل وإنما هي رأي محض وكان علم عليها ليسقطها فأدركته المنية في سنة أربعين ومائتين وكبار أئمة مذهب مالك يعرفون تلك المسائل

عبد السلام العبسمي عبد السلام بن صالح بن سليمان القرشي العبسمي مولاهم النيسابوري ناظر بشرا المريسي غير مرة بين يدي المأمون وكان الظفر له وكان خاصا عند المأمون قال الدارقطني كان رافضيا خبيثا قيل إنه قال كلب للعلوية خير من جميع بني أمية وأمر أبو زرعة أن يضرب على حديثه وتوفي سنة ست وثلاثين ومائتين

الموزوري عبد السلام بن السمح بن نائل بن عبد الله بن سحنون بن حرب بن عبد الله بن عبد العزيز الهواري الموزوري بواو بعدها زاي وواو وراء نسبة إلى موزورة كورة بالأندلس أبو سليمان رحل إلى الشرق وتردد هنالك مدة طويلة وسكن اليمن وسمع بمكة ابن الأعرابي وبمصر أبا جعفر النحاس وأبا علي الآمدي اللغوي وغيرهم وسمع بجدة من الحسين ابن حميد النجيرمي نوادر علي بن عبد العزيز وموطأ القعنبي وغير ذلك وقدم الأندلس وكان حسن الخط بديعه وكان زاهدا صالحا وسكن الزهراء بقرطبة إلى أن مات بها قال ابن الفرضي ترددت إليه زمانا وسمعت منه نوادر علي ابن عبد العزيز ولم تكن عند أحد من شيوخنا سواه وقرأت عليه كتاب الأبيات لسيبويه بشرح النحاس وكتاب الكافي في النحو له وغير ذلك وتوفي في صفر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير