تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 01 - 06, 09:39 م]ـ

ترجمة سحنون من سير أعلام النبلاء


سحنون
الإمام العلامة فقيه المغرب أبو سعيد عبدالسلام بن حبيب بن حسان بن هلال بن بكار بن ربيعة بن عبدالله التنوخي الحمصي الأصل المغربي القيرواني المالكي قاضي القيروان وصاحب المدونة ويلقب بسحنون ارتحل وحج

وسمع من سفيان بن عيينة والوليد بن مسلم وعبدالله بن وهب وعبدالرحمن بن القاسم ووكيع بن الجراح وأشهب وطائفة

ولم يتوسع في الحديث كما توسع في الفروع

لازم ابن وهب وابن القاسم واشهب حتى صار من نظرائهم وساد أهل المغرب في تحرير المذهب وانتهت إليه رئاسة العلم وعلى قوله المعول بتلك الناحية وتفقه به عدد كثير وكان قد تفقه أولا بإفريقية على ابن غانم وغيره وكان ارتحاله في سنة ثمان وثمانين ومئة وكان موصوفا بالعقل والديانة التامة والورع مشهورا بالجود والبذل وافر الحرمة عديم النظير

أخذ عنه ولده محمد فقيه القيروان وأصبغ بن خليل القرطبي وبقي بن مخلد وسعيد بن نمر الغافقي الإلبيري الفقيه وعبدالله بن غافق التونسي ومحمد بن عبدالله بن عبدوس المغربي ووهب بن نافع فقيه قرطبة ويحيى بن القاسم بن هلال الزاهد ومطرف بن عبدالرحمن المرواني مولاهم ويحيى بن عمر الكناني الأندلسي وعيسى بن مسكين وحمديس وابن مغيث وابن الحداد وعدد كثير من الفقهاء فعن أشهب قال ما قدم علينا أحد مثل سحنون

وعن يونس بن عبدالأعلى قال سحنون سيد أهل المغرب

وروي عن ابن عجلان الأندلسي قال ما بورك لأحد بعد النبي e في أصحابه ما بورك لسحنون في أصحابه فإنهم كانوا في كل بلد أئمة

وروي عن سحنون قال من لم يعمل بعلمه لم ينفعه علمه بل يضره

وقال سحنون إذا أتى الرجل مجلس القاضي ثلاثة أيام متوالية بلا حاجة فينبغي أن لا تقبل شهادته

وسئل سحنون أيسع العالم أن يقول لا أدري فيما يدري قال أما ما فيه كتاب أو سنة ثابتة فلا وأما ما كان من هذا الرأي فإنه يسعه ذلك لأنه لا يدري أمصيب هو أم مخطيء

قال الحافظ أحمد بن خالد كان محمد بن وضاح لا يفضل أحدا ممن لقي على سحنون في الفقه وبدقيق المسائل

وعن سحنون قال أكل بالمسكنة ولا أكل بالعلم محب الدنيا أعمى لم ينوره العلم ما أقبح بالعالم أن يأتي الأمراء والله ما دخلت على السلطان إلا وإذا خرجت حاسبت نفسي فوجدت عليها الدرك وأنتم ترون مخالفتي لهواه وما ألقاه به من الغلظة والله ما أخذت ولا لبست لهم ثوبا

وعن سحنون قال كان بعض من مضى يريد أن يتكلم بالكلمة ولو تكلم بها لا نتفع بها خلق كثير فيحبسها ولا يتكلم بها مخافة المباهاة وكان إذا أعجبه الصمت تكلم ويقول أجرأ الناس على الفتيا أقلهم علما

وعنه قال أنا أحفظ مسائل فيها ثمانية أقاويل من ثمانية أئمة فكيف ينبغي أن أعجل بالجواب

وقيل إن زيادة الله الأمير بعث يسأل سحنونا عن مسألة فلم يجبه فقال له محمد بن عبدوس أخرج من بلد القوم أمس ترجع عن الصلاة خلف قاضيهم واليوم لا تجيبهم قال أفأجيب من يريد أن يتفكه يريد أن يأخذ قولي وقول غيري ولو كان شيئا يقصد به الدين لأجبته

وعنه قال ما وجدت من باع آخرته بدنيا غيره إلا المفتي

وعن عبدالجبار بن خالد قال كنا نسمع من سحنون بقريته فصلى الصبح وخرج وعلى كتفه محراث وبين يديه زوج بقر فقال لنا حم الغلام البارحة فأنا أحرث اليوم عنه وأجيئكم فقلت أنا أحرث عنك فقرب إلي غداءه خبز شعير وزيتا

وعن إسماعيل بن إبراهيم قال دخلت على سحنون وهو يومئذ قاض وفي عنقه تسبيح يسبح به
وعن أبي داود العطار قال باع حنون زيتونا له بثمان مئة فدفعها إلي ففرقتها عنه صدقة

وقيل كان إذا قرئت عليه مغازي ابن وهب تسيل دموعه وإذا قريء عليه الزهد لابن وهب يبكي

وعن يحيى بن عون قال دخلت مع سحنون على ابن القصار وهو مريض فقال ما هذا القلق قال له الموت والقدوم على الله قال له سحنون ألست مصدقا بالرسل والبعث والحساب والجنة والنار وأن أفضل هذه الأمة أبو بكر ثم عمر والقرآن كلام الله غير مخلوق وأن الله يرى يوم القيامة وأنه على العرش استوى ولا تخرج على الأئمة بالسيف وإن جاروا قال إي والله فقال مت إذا شئت مت إذا شئت

وعن سحنون قال كبرنا وساءت أخلاقنا ويعلم الله ما أصيح عليكم إلا لأؤدبكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير