وقال في ص183: قدماي هاتان على رقبة كل ولي لله من أول نشأة العالم إلى النفخ في الصور.
وكذا نقل في ص264 عن التيجاني هذه المقاله وكان عنده السيد محمد الغالي فقال للتيجاني: يا سيدي أنت في حال الصحو والبقاء؟ أو في السكر والفناء؟ فقال - رضي الله عنه - بل أنا في الصحو والبقاء وكما العقل والحمد لله. فقال صاحب الترجمه - أي محمد الغالي - ياسيدي ما تقول في قول سيدي عبد القادر الجيلاني - رضي الله عنه - قدمي هذه على رقبه كل ولي لله تعالى؟ فقال: صدق - رضي الله عنه - يعني أهل عصره وأما أنا فاقول قدماي هاتان على رقبة كل ولي لله تعالى من لدن ادم على النفخ في الصور.
قال المصنف في ص184 عن التيجاني أنه قال: يوضع لي منبر من نور يوم القيامه وينادي مناد حتى يسمعه كل الموقف: يا أهل الموقف هذا أمامكم الذي كنتم تستمدون منه في دار الدنيا من غير شعور منكم.
قال في ص275: وكان أذا جلس للسماع - أي سماع الغناء - يعطيه كليته ولا يشتغل عنه بكلام إلا الإصلاح تصحيف أو تحريف في كلامهم فيكلم الذي يليه في ذلك ويصلحه ولا يغفل عنه ولا يحضر بحضرته من ألات السماع إلا العود! والرباب! والكمانجه! فقط بأمر منه.
وقال في ص289: حدثني سيدي ومولاي العارف بالله أحمد العبدلاوي نفعني الله به والمحبين ببركته أن العارف بالله الولي الكبير مولاي محمد بن أبي النصر الشريف العلوي كان مارا بحومة الشرابليين من مدينة فاس صانها الله من كل باس فلما بلغ لباب درب زقاق الرواح وجد سيدي - رضي الله عنه - هناك واقفا والناس ينظرونه من الطرق الاربعه فلما رأى سيدنا - رضي الله عنه - سلم عليه وبقي واقفا بجنب سيدنا - رضي الله عنه - حتى ذهب معه لدار سكناه هناك ثم قال لسيدنا - رضي الله عنه - ياسيدي ما سبب إطالة وقوفك في ذلك المحل فقال له - رضي الله عنه - قيل لي من الحظره الألهيه أخرج لعبادي في صورتي فمن رآك رآني.
وقال في ص301: وقد صرح أيضا في هذا الباب أن الإعراض عن ولي الوقت كالإعراض عن نبي الوقت.
وقال في ص306: وقد صرح - رضي الله عنه - في رسالة التحدث بالنعمه بأن مقامه في الدار الأخره لايصله أحد من الأولياء من عصر الصحابه إلى النفخ في الصور.
قال في ص373: وهو الذي قال اعطاني الله في الجنه مقام أربعين نبيا لم تعط لغيرنا قط.
و قال في نفس الصفحه: لو بحت بما علمه الله لي لأجمع أهل العرفان على قتلي.
علق المصحح قائلا: قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه (الجواهر الدرر) تحت عنوان ماس مانصه: سالت شيخنا - رضي الله عنه - عن قول الجنيد - رضي الله عنه - لا يبلغ الرجل درجة الحقيقه حتى يشهد فيه ألف صديق بأنه زنديق. ما المراد بدرجة الحقيقه قال - رضي الله عنه: درجة الحقيقه هو زوال هذا الوجود في الشهود فأنه إذا شهد هذا المشهد لايصير يرى إلا الله وإذا لم ير إلا الله فما يدري ما يقول فلايسع الصديق إلا يرميه بالزندقه غيره على شريعة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فالمراد بالصديق هو من سلك طريق الشرع على التمام والكمال ولذلك صحت منه الغيره على الشريعه وعادى من شطح عنها من أهل الوحده.
وقال في نفس الصفحه: وقال - رضي الله عنه - ليس لأحد من الأولياء أن يدخل كافة أصحابه الجنه بغير حساب ولا عقاب إلا أنا وحدي ولو بلغوا مابلغوا من الذنوب وعملوا ما عملوا من المعاصي.
وقال في ص160 في ترجمة الولي الكبير والعارف الشهير صاحب الكرامات المأثوره في الأقطار والمقامات العالية المقدار المشهوره ..... ألخ محمد بن أبي النصر العلوي وهو من الأصحاب الذين لم يفارقوا التيجاني لا ليلا ولا نهارا إلا في بعض الأوقات الضروريه كما نص على ذلك:
ومن أحوال صاحب الترجمه ماحدثني به غير واحد أنه كان خارجا مع العلامه سيدي محمد إكنسوس لوادي فاس فمرا على أحد أبواب فاس فوقفا بباب حانوت إنسان يبيع الفاكهه فقال صاحب الترجمه لصاحب الحانوت بكم ذاك الجوز وذاك الثمر وأشار إلى شئ وراءه فالتفت ليرى ليناوله منه فصار صاحب الترجمه يأخذ مما يليه من غير علم صاحب الحانوت ويجعل منه في جيبه وكاد الفقيه المذكور معه أن يذوب حياء مع علمه أنه لا يفعل ذلك إلا لأمر رباني! ثم ترك صاحب الترجمه صاحب الحانوت بعد أن أظهر له أنه لم يصلح له ما أشار إليه فلما خرجا عن الباب سأله الفقيه عن ذلك الفعل؟ فقال له يقول الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ} الآيه قال الفقيه المذكور فعلمت أن صاحب الحانوت لم يكن يخرج الزكاة أو اخذ منه ذلك لدفع بلاء كان نازلا به كما يفعل كثير من الأولياء رضي الله عنهم أو غير ذلك مما يقتضيه حال هذا العارف رضي الله عنه.
ثم قال عنه في ص161: وأعلم ان صاحب الترجمه رضي الله عنه كان آيه من آيات الله الباهره وقد شوهد تصرفه التام في الخلق في الأمور الخفيه والظاهره.