كما أن في إنجيل لوقا 4: 29 - 30 أن الله عصم المسيح عليه السلام وحفظه من كيد اليهود ومكرهم فلم يستطيعوا أن يصلبوه: (فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه أسفل. أما هو فجاز في وسطهم ومضى) وقال يوحنا: 8: 59: (فرفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى هكذا). وقال يوحنا 10: 93: (فطلبوا أيضاً أن يمسكوه فخرج من أيديهم). هذه النصوص -وسواها كثير -تؤكد أن الله عصم المسيح عليه السلام من كيد اليهود ومكرهم.
بل عن هناك نصوصاً تثبت أن اليهود لم يكونوا متحققين من شخصية المسيح حتى استأجروا من يدلهم عليه، وأعطوه لذلك أجراً (انظر متى 27: 3 - 4). كما أخبر المسيح عليه السلام أن كل الجموع ستشك في خبره تلك الليلة التي وقعت فيها الحادثة فقال: (كلكم تشكّون فيّ هذه الليلة) مرقس 14: 27.
إذاً فماذا كانت نهاية المسيح على الأرض؟ لقد رفعه الله إليه، وهذا خبره في كتابك: (إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء) أعمال الرسل 1: 11. و: (مكتوب أنه يوصي ملائكته بك فعلى أيادِيهم يحملونك) متى 4: 6، ولوقا 4: 10 - 11.
أرأيت كيف حمل كتابك الحقائق التالية:-
1 - أن من عُلق على خشبة الصلب فهو ملعون.
2 - أن الله عصم المسيح وحفظه من الصلب.
3 - أخبر المسيح أن الجموع ستكون في شك من أمره في تلك الليلة.
4 - أن الله رفعه إلى السماء.
والآن أطرح إليك هذا السؤال: ما السبب في كون هذا الصليب مقدساً في النصرانية؟
في حين أنه كان هو السبب في إصابة المسيح عليه السلام- كما تعتقدون- بالأذى؟ أليس هو تذكار الجريمة؟ أليس هو شعار الجريمة وأداتها؟. ثم ألم تر أن حادثة الصلب المتعلقة بالمسيح عليه السلام كلها تفتقد إلى الأساس التأريخي والديني الذي تستند إليه، فلماذا تشغل كل هذا الحيز ولماذا تأخذ كل هذا الاهتمام في عقيدتك؟
وإن كنت ولا تزال على قناعتك بهذه العقيدة فأجب وبصدق عن هذه التساؤلات التالية:-
من كان يمسك السماوات والأرض حين كان ربها وخالقها مربوطاً على خشبة. . . الصليب؟
وكيف يتصور بقاء الوجود ثلاثة أيام بغير إله يدبر أمره ويحفظ استقراره؟
ومن كان يدبر هذه الأفلاك ويسخرها كيف يشاء؟
ومن الذي كان يحي ويميت ويعز من يشاء ويذل من يشاء؟
ومن الذي كان يقوم برزق الأنام والأنعام؟
وكيف كان حال الوجود برمته وربه في قبره؟
ومن الذي أماته، ومن الذي منّ عليه بالحياة؟
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
6 - اعتقاد النصارى أن المسيح مات مصلوباً فداءاً للبشرية وكفارة للخطيئة الموروثة.
هذه العقيدة رغم مخالفتها للعقل والمنطق فهي مخالفة لقواعد أساسية ونصوص رئيسة اشتمل عليها كتابك، فمن هذه القواعد:-
1 - لا يقتل الآباء عوضاً عن الأبناء.
2 - أن كل واحد يموت بذنبه.
3 - أن النفس التي تخطيء هي تموت.
4 - أن الله يقبل توبة التائبين.
أما النصوص التي حملت هذه القواعد فمنها:-
(لا يقتل الآباء عن الأولاد، ولا يقتل الأولاد عن الآباء كل إنسان بخطيئته يقتل) تثنية 24: 16.
(في تلك الأيام لا يقولون بعدُ الآباء أكلوا حصرماً وأسنان الأبناء ضرست؛ بل كل واحد يموت بذنبه، كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه) ارمياء 31: 29 - 3.
(وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب. أما الابن فقد فعل حقاً وعدلاً حفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة ً يحيا. النفس التي تخطيء هي تموت. الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن. برّ البارّ عليه يكون، وشر الشرير عليه يكون ... فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً فحياةً يحيا. لا يموت، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه في بره) حزقيال 18: 19 - 22.
7 - فريضة العشاء الرباني.
حينما يورد كل من متى ومرقس قصة العشاء الرباني لم يشفعا ذلك بأمر المسيح عليه السلام بجعل هذا العمل عبادة مستمرة وطقساً دائماً، وارجع إلى ذكر هذه القصة في هذين الإنجيلين تجد الأمر كما قلت.
لكن بولس لما أراد أن تأخذ هذه العبادة طابع الاستمرار أضاف إلى تلك القصة الجملة التالية ((اصنعوا هذا لذكري)) الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 11: 24.
¥