[مراجعات حول المقاطعة]
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[01 - 02 - 06, 03:25 م]ـ
مراجعات حول " المقاطعة "
للمصطفى الأكرم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - منزلةٌ عظيمةٌ في قلب كل مسلم، فلا جرَمَ أن انتفضت الأرض حين انتشرت تلك الرسوم المخزية.
ويقيني أن جناب المصطفى الأكرم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أسمى من أن ينالَ منه أولئك الحقراء، وأن كل أذىً يتلاشى دون أن يصل إلى ذاك المقام الشريف:
وما ذاك إلا حين أيقنتُ أنه ... يكون بوادٍ أنتَ منه قريبُ
يكون أُجاجاً دونكم فإذا انتهى ... إليكم تلقَّى طيبكم فيطيبُ
"""""""""""""""""""""""
وقد قلتُ أحرفاً متواضعة، موجَّهةً إلى بعض الإخوة الذين ما زالوا يستعملون الإدهان، ويعبثون بالألفاظ الشرعية، وهي:
نحنُ و" الآخَرُ " في شأنٍ عجَب ... نطلبُ القربى فيطغى عن كثَب
قد مدَدنا كفَّ ذلٍّ نحوَه ... فأتانا منه سوءٌ في الأدب
لو فرضنا جزيةَ الذلِّ لما ... جرُؤَ النذلُ وما خطَّ وسب
واعتذار العلجِ لا نقبله ... فالعلوج اليوم أربابُ الخبَب
وصيالُ القومِ حربٌ فجَّةٌ ... تبَّت الأيدي التي صالَت وتَب
إن قطعتَ الذيل من صِلٍّ عَدَا ... أتبِع الرأس أيا صاحِ الذنَب
""""""""""""""""""""""""""""""""""""
وهذه المقاطعة المباركة عملٌ مبارك مشروع، إلا أنه يشوبها بعضُ الأخطاء، كسائر الأعمال البشرية والشعبية، فأرجو أن نتعاون في رصدها، تسديداً للمسيرة، وتقويةً لأثرها، فمن تلك الأخطاء:
1ـ تعدية المقاطعة إلى شركاتٍ بريئة، فكان كما قال المتنبي (1/ 81):
وجُرمٍ جرَّه سفهاءُ قومٍ ... فحَلَّ بغيرِ جارِمِهِ العذابُ
ولا شك أن هذا من الظلم الذي يجب أن يتنزه عنه أهل الغيرة على الدين.
2ـ رأيتُ في إحدى التسجيلات الإسلامية منشوراً أثبتت فيه بعض الرسوم المنكرة للجناب الشريف، فلما أنكرتُ على صاحب المحل؛ اعتذر بأن هذا مما يستثير الغيرة في قلوب الناس!
ومن البِرِّ ما يكون عقوقاً
وهذا لا يجوز بحال، وقد كان علماء السلف من أهل السير والمؤرخين يحذفون القصائد التي فيها سباب لجناب المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رعايةً لحرمته العالية.
وكاتب هذه الورقة وناشرها كمن يغسل النجاسة بالبول، فهو أشنع مما يعبر عنه أبو عبد الله محمد بن الوليد الطرطوشي حين قال: " وما مَن ينصر دين الإسلام بمذاهب الفلاسفة، وآراءِ المنطقية؛ إلا كمن يغسل الماء بالبول "اهـ، [المعيار المعرب؛ للونشريسي (12/ 187)].
3ـ انتشرت رسائل في الجوال ظاهرها الغيرةُ، وفحواها الخرافة.
كمن يدعي رؤى ومنامات معينة، ثم يطلب من مستقبلها إرسالها إلى كذا شخصاً، وإلا .... الخ
والله تعالى أعلم
ـ[أبو هداية]ــــــــ[01 - 02 - 06, 04:46 م]ـ
الحمد لله
جزاك الله خيراً، وبالفعل دائماَ نحتاج إلى ضبط العواطف بالعلم
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[01 - 02 - 06, 05:14 م]ـ
لكن أخي الكريم ((أبو عبدالله)) ألا ترى أن مقاطعة هذا الشركات (البريئة) يشكل ضغط على المسوؤلين الدنماركين.
خاصة أن أصحاب الأموال في الدولة هم في العادة من يلعبون بالقرارات السياسية، فيكون من قبيل (التابع تابع).
والله الموفق.
ـ[أبو هداية]ــــــــ[01 - 02 - 06, 05:35 م]ـ
الحمد لله
الأخ أبو عبدالله يقصد بالشركات البريئة التي لا علاقة لها بالدنمارك وإنما حشرت مع الشركات الدنماركية خطأً.
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[01 - 02 - 06, 07:15 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على خير الورى محمد بن عبدالله أمام المهتدين وسيد المرسلين رغم انف المغضوب عليهم والضالين
ارجو طرح هذا السؤال لاثراء النقاش وتحصيل الفائده
هل هذه المقاطعه طاعه وقربه الى الله اما عمل دنيوي؟
واذا كانت طاعه وقربه ما دليلها من الكتاب الكريم والسنة المطهره؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[02 - 02 - 06, 03:27 م]ـ
4ـ ومنها: تعبير بعضهم بقوله مثلاً: لا نرضى بأن يُهانَ رسولُنا، أو نبينا، أو نبي الإسلام!
والأصح أن يقال: رسول الله، نبي الله، أما العبارة أعلاه فهي توهم أنه رسولٌ لنا خاصة.
وقد نبهتُ الإخوة في اللجنة العالمية لنصرة النبي إلى ذلك، فأجابوا مشكورين.
5ـ ومنها: قول بعضهم: نستنكر هذه الرسومات لأنها جرحت مشاعر أكثر من مليار مسلم.
والصواب: أن المسألة ليست مجرد " جرح مشاعر "، بل إن هذه الدمامل التي أقدمت على هذا العمل الوقح قد أتت شيئاً إدَّاً، تكاد توقع العذاب العام بأهلها.
فالمناط هنا هو الاعتداء على جناب المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لا مجرد جرح شعور.
"""""""""""""""""""
أخي ابن عمر عقيل: هذه المسألة كتب فيها الناس فأطالوا، وقد طبع بعضها ونشر، وفي الشبكة منها الكثير، فلعلك تراجعها.
وأشهر ما يستدل به لذلك حديث ثمامة بن أثال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حين منع أن يصل إلى بني حنيفة حبة حنطة ... الحديث، وهو مخرج في الصحيحين.
والمسألة بابها: إنكار المنكر، والاحتساب على المفسدين، وهذا ركن من أركان الملة، فلا نحتاج في هذا الموضع إلى دليل خاص، والله تعالى أعلم.
¥