وهذا كله عند العجز عن قتال المشركين، والعجز عن إلزامهم بالجزية إذا كانوا من أهل الكتاب أو المجوس، أما مع القدرة على جهادهم وإلزامهم بالدخول في الإسلام أو القتل أو دفع الجزية - إن كانوا من أهلها - فلا تجوز المصالحة معهم، وترك القتال وترك الجزية، وإنما تجوز المصالحة عند الحاجة أو الضرورة مع العجز عن قتالهم أو إلزامهم بالجزية إن كانوا من أهلها. لما تقدم من قوله سبحانه وتعالى: قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ وقوله عز وجل: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ إلى غير ذلك من الآيات المعلومة في ذلك.
وعمل النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة يوم الحديبية ويوم الفتح، ومع اليهود حين قدم المدينة يدل على ما ذكرنا.
والله المسئول أن يوفق المسلمين لكل خير، وأن يصلح أحوالهم، ويمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم، وأن يعينهم على جهاد أعداء الله على الوجه الذي يرضيه، إنه ولي ذلك والقدر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
فتاوى ومقالات بن باز
---
وقال الشيخ الأستاذ الدكتور/ مسفر بن غرم الله الدميني حفظه الله (وهو من أعضاء هذا الملتقى المبارك)، قال:
(وعلى عموم الناس أن يستنكروا هذا الأمر، ويخبروا به أولادهم وأهليهم، وأقرباءهم وذويهم، وأن تبدأ الحكومات والشعوب، والشركات والمؤسسات، والأفراد والجماعات كلهم جميعاً في مقاطعة كل المنتجات والشركات الدانمركية، فيمكننا أن نعيش من دونها، وكل ما أنتجوه مما هو في الأسواق له بديل أفضل منه، أو مثله أو أقل منه، وعلينا أن نستشعر أن مقاطعتنا لبضائعهم وشركاتهم وكل ما يفيدهم ما هو إلا حباً لرسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودفاعاً عنه وعن دينه وأمته.
ألا يهون علينا أن نترك بعض ما نشتهي حباً وإكراماً لرسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
هل لا بد أن نشرب حليب (النيدو) أو (أنكور) وليس غيره من أنواع الحليب؟
وهل لا بد أن نأكل زبدة (لورباك) وليس أي زبدة أخرى وطنية أو مستوردة؟
وهل حب هذه المنتجات أعظم عندنا من حب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
لك أن توازن – أخي المسلم - بين حب هذه المرغوبات وبين حب رسول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وبعدها تقيس إيمانك وتقواك ومحبتك لرسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فترى أيها أمكن في نفسك؟ وأيها أغلى وأعظم عندك؟
لقد راجعت أسماء كل الأطعمة والمنتجات المستوردة من دولة الدنمرك فوجدت لكل منها بديلاً عنه، بل بدائل كثيرة متنوعة، وربما كان أكثرها خيراً منها، ومع ذلك فلا بد أن نصبر عن شيء مما نشتهيه إكراماً لمن ندّعي أنه عندنا أحب إلينا من أنفسنا ومن أهلينا ومن الناس أجمعين.
أن المقاطعة لمنتجاتهم من الحرية التي قالتها محكمتهم في أن الصحيفة حرة في نشر ما تراه، وكذلك نحن أحرار أيضاً في مقاطعة ما نشاء من البضائع والمنتجات والشركات والأعمال ... فالحرية مكفولة للجميع) أ. هـ.
http://islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=37&catid=188&artid=6792
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - 02 - 06, 09:01 م]ـ
بارك الله فيكم أبا محمد، وجزاكم كل خير.
قال فضيلة الشيخ د. خالد السبت - حفظه الله -:
"التحليل والتحريم إنما يكون من قبل الشارع، ولا يجوز أن نُلزم الناس بأمر لم يُلزمهم الله به، فلا يسوغ إطلاق عبارات نُحرم فيها بيع بضائع هؤلاء أو نوجب شرعا مقاطعة منتجاتهم، ومعلوم أن البيع والشراء مع الكفار جائز شرعا حتى الحربي منهم، لكن نقول: المقاطعة الاقتصادية في هذا العصر سلاح مؤثر ومن هنا نحث الناس على ذلك لكن لا نقول بوجوبه أو نؤثم من عاملهم".
http://alsaha.fares.net/[email protected]@.2cc08d21
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 02 - 06, 09:55 م]ـ
إن مسألة المقاطعة لا بد فيها من مراجعة علمية ومرجعية علمية لا مجرد حماس أو عواطف، فالعاطفة قد تنقلب إلى عاصفة إذا لم تضبط بضوابط شرعية معتبرة، وهاؤم هيئة كبار العلماء في السعودية أصدروا فتوى بعدم مشروعية المقاطعة الأمريكية. لأن ولي أمرهم لم يأمر بالمقاطعة.
وأما في مسألتنا هذه قد صدر أمر من ولي الأمر في السعودية بالمقاطعة لتقديرهم المصلحة في المقاطعة.
فالمقاطعة أو الهجر إنما مرجعه إلى تقدير المصلحة في ذلك ولكن من الذي يقدر المصلحة في الهجر أو المقاطعة؟ يقول الله تعالى " ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " (النساء / 83)
وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام بهجر الثلاثة الذين خلفوا ثم أمر بصلتهم وفق ما رأى من مصلحة في الهجر
و أما من كان في بلد مسلم ولم يأمر ولي الأمر بالهجر والمقاطعة فلا تجدي بل لا تجوز المقاطعة؛ لما فيها من تحريم لما أحل الله جل وعلا وتحريم ما أحل الله أشد من تحليل ما حرم الله.
هل من لوازم المقاطعة والحث عليها الفتوى بتحريم شراء تلك السلع؟!
من قال من أهل العلم إن المقاطعة _ أي عدم شراء تلك السلعة، والاستغناء عنها بغيرها _ لا تجوز؟!
هل أنت أحد علمائنا، وهل لك أن تحلل أو تحرم برأيك؟!
أنا سأقاطع المنتجات الدنمركية، وسأحث الناس على مقاطعتها، ولكني لن أحرَّم على الناس أن يشتروا منها إن أرادوا
وأنا أعجب من المراقبين كيف يسمحون لكل من هب ودب أن يتصدر للتحليل والتحريم والتعالم في الملتقى
¥