تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا مزيد لما تفضل بذكره الشيخ الهمام / حارث همام جزاه الله خير الجزاء، ولأنا أقل من أكتب بعده، وحسبنا أننا في آخر الزمان.

فليعذرني الشيخ / حارث.


الإخوة الأفاضل /
المقاطعة بأسلوب مبسط وميسر جدا جدا (وهي كلمات عامة لا أقصد بها أحدا بعينه):
لو أن صاحب محل أمام منزلك وضع لوحة مكتوبة عليها كلمات فيها إهانة لشخصك الكريم، وكلما مرّ من ذلك الشارع مارٌّ رأى تلك الكلمات الجارحة لشخصك، ولا يمكنك إزالتها أو طمسها ...... فهل تشتري من هذا المحل؟، أو تسول لك نفسك مجرد الدخول له؟ ..... لا أظن ذلك!!.
بل ستسعى لمنع الناس أو حثهم على المقاطعة لمجرد الكلام عنك،،، نعم عنك أنت،،، وأنا أيضا سأقاطع مثلك لإن صاحب المحل استهزأ بك، ويجب عليّ كمسلم مع أخيه المسلم أن أقف معك (تخيل: مسلم مع مسلم، وليس مع نبي مرسل صلى الله عليه وسلم).

بل لو شاهدك أحد إخوانك تدخل لهذا المحل لاتهمك بالدناءة والحقارة والذلة وقلة المروءة والسُفل ... إذ كيف يهينك ذاك الرجل، ويضع لوحة صغيرة في حي صغير ولا يراه إلا العدد القليل من الناس ...... ثم تشتري منه؟؟؟!! عجيب!!، أليس كذلك؟.

لو انتقلنا لمثال ثانٍ:
لو كانت هذه اللوحة في شخص والدك الكريم، أو أحد إخونك أوأحبابك، أو في جناب عائلتكم المحترمة .... هل تسول لك النفس بأن تشتري منهم؟.
لا أظن ذلك.

لو انتقلنا لمثال ثالث:
لو كانت هذه اللوحة في حق أبي بكر رضي الله عنه أو عمر أو عثمان أو علي أو غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم .... هل تشتري منهم؟.

لا أظن من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان تسول له نفسه الشراء من مكان يسب فيه الصحابة أو أحدهم علنا.
بل حتى الفسقة من شاربي الخمور، ورواد أماكن الخنا والفجور لو رأوا لوحة على إحدى المحلات التي يرتادونها، وفيها ما فيها مما هو مكتوب من سب الصحابة رضي الله عنهم أو أحد السلف الصالح رحمهم الله لتمعرت وجوههم حنقا وغضبا لسلف هذه الأمة، ولسَعوا في إيقاف ذلك بشتى الطرق ... وهم من هم ... ، أفيكون أولئك خير منا؟؟!.
أصلح الله الحال ..

فما بالنا نرى تلك اللوحات والرسومات المسيئة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، والإستهزاء الظاهر والواضح والمجاهر به، ومع ذلك نناقش في مقاطعتهم - مع توافر الأدلة العامة وهي كثيرة وأيضا الأدلة الخاصة -، بل لسان حال البعض - وهم قلة -: لا بأس هم يسبون نبينا صلى الله عليه وسلم ويستهزئون به، ونحن بكل برود وصفاقة نشتري منهم ... عجيب!!.

بل والله لو اعتذر الدنماركيون كلهم، وأجمعوا على الإعتذار من رئيس دولتهم إلى أصغر حقير عندهم لما اشترينا منهم - ولو أصابنا ما أصابنا -، ولزوال النفس والنفيس والمال والأهل والولد أحب إلينا من أن يمس رسولنا صلى الله عليه وسلم بكلمة ... فالله المستعان.

أفانفسك أو والدك أو قبيلتك أو ولدك أو تجارتك أو عشيرتك أكثر تقديما ودفاعا ومناصرة من رسولك الحبيب صلى الله عليه وسلم ... عجيب.

ذاك المحل وضع لوحة صغيرة فيها احتقار لشخصك الكريم، فقاطعتها وسعيت بكل ما تملك لمنع الناس من الشراء منها - ونحن معك -.

ثم عندما استهزأت تلك الدولة الحقيرة الصاغرة برسولنا صلى الله عليه وسلم بدأنا نفكر ونعيد!!.

وأحسب أن ذلك من غير قصد.
والمقصد الدفاع والذب عن خليل الله صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى:" إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ".عافر 51.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير الآية:"الثاني " أن يكون المراد بالنصر الانتصار لهم ممن آذاهم وسواء كان ذلك بحضرتهم أو في غيبتهم أو بعد موتهم ".
الا تسمى المقاطعة انتصارا؟.
إن لم تسمَّ انتصارا عن النبي صلى الله عليه وسلم، - وهو أقل ما نقدمه - فلا أدري ماذا تسمى!.
الله المستعان.
----
قال أحد كتاب الساحات:
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير