["هل يرتد المؤمن عن دينه"؟ ...]
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[02 - 02 - 06, 07:09 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 18/ 305:
وقبض الأمانة والإيمان ليس هو قبض العلم
فإن الإنسان قد يؤتى إيمانا مع نقص علمه
فمثل هذا الإيمان قد يرفع من صدره كإيمان بنى إسرائيل لما رأوا العجل
وأما من أوتى العلم مع الإيمان فهذا لا يرفع من صدره ومثل هذا لا يرتد عن الإسلام قط
بخلاف مجرد القرآن أو مجرد الإيمان فإن هذا قد يرتفع فهذا هو الواقع
لكن أكثر ما نجد الردة فيمن عنده قرآن بلا علم وإيمان
أو من عنده إيمان بلا علم وقرآن
فأما من أوتى القرآن الإيمان فحصل فيه العلم فهذا لا يرفع من صدره والله أعلم. أهـ.
لكن كلام شيخ الإسلام يحتاج الى زيادة بيان لمن فهمه على وجهه فهل من مبين؟.
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[02 - 02 - 06, 09:31 م]ـ
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبعث ريحًا تقبض روح كل مؤمن) فذاك ليس فيه رِدَّة، بل فيه موت المؤمنين. وهو لم يقل: (إذا مات كل مؤمن) أن يستبدل الله موضعه آخر، وإنما وعد بهذا إذا ارتد بعضهم عن دينه.
وهو مما يستدل به على أن الأمة لا تجتمع على ضلالة، ولا ترتد جميعها، بل لابد أن يبقي الله من المؤمنين مَنْ هو ظاهر إلى قيام الساعة. فإذا مات كل مؤمن فقد جاءت الساعة.
وهذا كما في حديث العلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقَبْضِ العلماء. فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا). والحديث مشهور في الصحاح من حديث عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
/فإن قيل: ففي حديث ابن مسعود وغيره أنه قال: (يَسْرِي على القرآن فلا يبقي في المصاحف منه آية ولا في الصدور منه آية) وهذا يناقض هذا.
قيل: ليس كذلك. فإن قبض العلم ليس قبض القرآن بدليل الحديث الآخر: (هذا أوان يقبض العلم). فقال بعض الأنصار: وكيف يقبض وقد قرأنا القرآن وأقرأناه نساءنا وأبناءنا؟ فقال: (ثكلتك أمك! إن كنت لأَحْسَبُك لمن أَفْقَه أهل المدينة، أو ليست التوراة والإنجيل عند إليهود والنصاري؟ فماذا يغني عنهم؟).
فتبين أن مجرد بقاء حفظ الكتاب لا يوجب هذا العلم، لا سيما فإن القرآن يقرأه المنافق والمؤمن، ويقرأه الأمي الذي لا يعلم الكتاب إلا أماني. وقد قال الحسن البصري: العلم علمان: علم في القلب، وعلم على اللسان. فعلم القلب هو العلم النافع، وعلم اللسان حجة الله على عباده. فإذا قبض الله العلماء بقي من يقرأ القرآن بلا علم، فيسري عليه من المصاحف والصدور.
فإن قيل: ففي حديث حذيفة، الذي في الصحيحين، أنه حدثهم عن قبض الأمانة وأن (الرجل ينام النَّومَة، فتقبض الأمانة من قلبه. فيظل أثرها مثل الوَكْت. ثم ينام النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل/أثرها مثل أَثَر المْجَلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَه على رجلك فتراه مُنْتَبِرًا وليس فيه شيء).
قيل: وقبض الأمانة والإيمان ليس هو قبض العلم. فإن الإنسان قد يؤتي إيمانًا مع نقص علمه. فمثل هذا الإيمان قد يرفع من صدره؛ كإيمان بني إسرائيل لما رأوا العجل. وأما من أوتي العلم مع الإيمان فهذا لا يرفع من صدره. ومثل هذا لا يرتد عن الإسلام قط، بخلاف مجرد القرآن أو مجرد الإيمان، فإن هذا قد يرتفع. فهذا هو الواقع.
لكن أكثر ما نجد الردة فيمن عنده قرآن بلا علم وإيمان، أو من عنده إيمان بلا علم وقرآن. فأما من أوتي القرآن والإيمان فحصل فيه العلم فهذا لا يرفع من صدره. والله أعلم.
فشيخ الاسلام رحمه الله يتكلم عن العلم انه لا يرفع وينتزع من الصدور فيكون سببا للردة. لان الايمان قد يرفع من الصدر عند الجاهل بمجرد الشبة اما العالم فان علمه يمنع عنه أثر الشبة ولا يجعل لها أثرا على قلبه مثلما يحدث عند من لم يؤتى علما مع ايمانه.
اما من اوتي علما وايمانا فلا ينزع العلم من قلبه ولا يتزعزع ايمانه لرسوخه واقترانه بالعلم.
العلم والايمان ان تلازما فلا يمكن ان يرتد صاحبهما.
ولهذا كان أهل العلم والايمان الاثبت في كل النوازل فالعلم يمنع الشبه والزلل والايمان يمنع المعصية.
لان الايمان يمنع الانسان عن شهوته والعلم يمنع الضلالة عن القلب.
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[03 - 02 - 06, 12:08 ص]ـ
جزاك الله خيراً بيانك واف.
الآن فهمت أن العلم الذي معناه (القران والإيمان مع العلم) عاصم من الفتن ومنها الردة.
لكن بقي شيخ الإسلام نظمه للكلام قوي، وجمعه وتأليفه بين أجزاءه صعب فهمه في كثير من المواضع إلا بعد التكرار، ومرات حتى بعد التكرار، فسبحان من أعطاه هذا.
ولا أخفيك أن أحد مشايخ هذا الزمان يلقبونه الطلاب في جامعة الإمام بشيخ الإسلام لشبه تأليفه بين الجمل بتأليف شيخ الإسلام فلا يعي الطالب كلامه من أول مرة، وعين عضواً لهيئة كبار العلماء، وفقه الله.
قد يبالغ بعض الطلاب في إطراء مدرسه.
وبإمكانك أخي أن تستمع لبعض دروسه في موقع البث المباشر. و أسمه يوسف الغفيص.
وهذا بعض كلامك مفرق حتى يفهم:
فشيخ الاسلام رحمه الله يتكلم عن
العلم انه لا يرفع وينتزع من الصدور فيكون سببا للردة
الايمان قد يرفع من الصدر عند الجاهل بمجرد الشبة
اما العالم فان علمه يمنع عنه أثر الشبة ولا يجعل لها أثرا على قلبه.
اما من اوتي علما وايمانا فلا ينزع العلم من قلبه ولا يتزعزع ايمانه لرسوخه واقترانه بالعلم.
العلم والايمان ان تلازما فلا يمكن ان يرتد صاحبهما.
ولهذا كان أهل العلم والايمان الاثبت في كل النوازل فالعلم يمنع الشبه والزلل والايمان يمنع المعصية.
لان الايمان يمنع الانسان عن شهوته والعلم يمنع الضلالة عن القلب.