[... شائعات الأغلاط .. في [التفخيم، والترقيق]]
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[07 - 11 - 02, 06:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
< font color=red size=6> شائعات الأغلاط في التفخيم والترقيق
الحمد لله، والصلاة، والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه .. أما بعد:
فمن أعظم منّة الله على عباده المؤمنين، أنْ أنزلَ عليهم القرآن، وأمرهم بقراءته، ورتّب الثواب العظيم على تلاوته، وجعل لتلاوته كيفيّة خاصَّة، حين أمَر رسوله صلى الله عليه وسلَّم بقوله: {فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه}، وعموم معنى الأمر يشمل أمّته، وعموم لفظه يشمل القراءة وكيفيَّتها، وكلَّ ما يُتلقّى معها، إذ كلُّ ذلك محفوظ بحفظ القرآن، ثمَّ تتنوّع الهيئات والكيفيَّات المتلقّاة بين الوجوب والنَّدب، وقد أمر الله رسوله بترتيل القرآن، وقال لنا رسوله صلى الله عليه وسلم: "زيِّنوا القرآن بأصواتكم"، ومن أوائل الترتيل المتلقَّاة مع التنزيل التجويد.
والقصد هنا الحثُّ على إتقان تجويد القرآن، والتنبيه على أخطاء يكثر وقوعها فيه، وأوّل التجويد إخراج الحروف من مخارجها، وإلباسها صفاتها.
وكثيرٌ ممن يعتني بالتجويد، يغفل عن هذا، ومن أكثرِ ما وجدت الغفلة عنه، وقلّة التنبُّه إليه، التفخيم والترقيق.
ومن أحسن من وجدته يعتني بهذا الباب، فيُتقنه كلَّ إتقان، ويحسنُ غاية الإحسان، الشيخ خالد الماجد حفظه الله، ومنَّ على أهل الرِّياض بعودته إلى جامعه، بل لا نظير له في هذا الباب، ولا مُقارب إلاَّ النُّدرة فيما سمعتُه في قرَّاء بلاد الحرمين.
وسأذكر هنا ما حضرني مما حضرتُه من الأخطاء التي تقعُ فيه، ولا يتنبّهُ إليها النّبيه، وأُمثِّل لكلِّ مسألة بمثالٍ سمعته من بعض الأئمة، وغالب هذه الأخطاء لا تكاد تسمع في المساجد غيره، أمَّا الأخطاء في الأمور الظاهرة من التفخيم والترقيق (كالراءات)، فعلى من لم يحقِّق بابها أن يرجع إلى الكتب المصنّفة في التجويد.
وأرجو ممن سمع هذه المقالة أو قرأها، أن ينشرَها قدرَ استطاعته، وبخاصَّة بين الأئمة، وأن يُراعيَ هذه الحروف، ويتنبّه للباب في الجملة، فإنِّي ما ذكرتُ إلاَّ أقلّه، ومن حضره شيء، أو كان عنده فضل علمٍ، فليُرشدنا إليه مشكورًا، ومأجورًا بإذن الله.
(تنبيه: الذي أكتبه هنا في رواية حفص عن عاصم، أمَّا غيرُها فلا أعرف فيه ألفًا من باء)
< font color=darkred size=5 face=tahoma> العين والحاء:
وهذان الحرفان حقُّهما الترقيق في كلِّ موضع بلا نزاع، ومخرجهما أعلى الحلق، ومن كبار القرَّاء، بل من مشاهير المجوِّدين -فضلاً عن أئمَّة المساجد- من يفخِّمهما، ويخرجهما من مخرج الغين والخاء إلاّ شعرة.
والذي يفخِّمهما يتناقض إذا تلا أحدَهما ألف ليِّنة، فلا يفخِّم الألف في مثل: "عالم"، "الحاقَّة"، وذلك لازم له.
< font color=darkred size=5 face=tahoma> الألف الليّنة:
وهي تابعة لما قبلها تفخيمًا وترقيقًا.
ويكثر الخطأ فيها، بتفخيمها بعد حرف مرقّق، في مثل: "القرآن"، "هوى"، "غوى".
وبترقيقها بعد حرفٍ مفخَّم، وهو الأغلب، فمن النّاس من يرقِّقها في لفظ اسم "الله" مع تفخيمه اللام قبلها، في تكبيرة الإحرام، وفي أذان كثير من مشاهير المؤذِّنين، بل لعلَّه في الأكثر.
ومنهم من يرقِّقها في: "قال"، و "الطَّامَّة"، و"الصَّافَّات"، و"خائفين" ونحوها.
< font color=darkred size=5 face=tahoma> الغُنَّة في الإخفاء خاصَّة:
وهي تابعةٌ لما بعدها تفخيمًا وترقيقًا، ذلك أنَّ الغُنّة إنَّما هي اختفاء النون في الحرف الّذي بعده، ويبقى أثر النون وهو الغُنّة، في صفة الحرف التّالي من تفخيم وترقيق.
والغلط في هذه عامٌّ، بل لا تكاد تجد من لا يُخطئ فيها، فيقرأ "من قال"، ويرقِّق الغُنَّة، وكذا في "من طيِّبات"، ونحوها.
وربَّما رأيت من يخفي في الحرف المرقِّق بتفخيم، فيقرأ:"من فوقكم" على هذا، وهو قليل، والأكثر يجعله قريبًا من المفخّم.
< font color=darkred size=5 face=tahoma> الحرف المرقّق إذا تلاه مفخَّم:
وهذا كثير، يسبق إلى الطّبع إن لم يتعاهد المجوِّد لسانه.
فيفخّم التّاء في نحو "ترى"، والنون في "نصر"، والواو في "والله" و"وصيّة"، والفاء في "فقال"، ونحو ذلك.
< font color=darkred size=5 face=tahoma> حروف متفرِّقة:
لا يكون الخطأ في واحدٍ منها عامًّا، لكنَّها كثيرة متفرّقة، كتفخيم الكاف في "كم"، والياء في "يوم"، والفاء في "فوق"، ومن أخذ نفسه بتعاهد هذا الباب، وجد أمثلة كثيرة لهذا.
وفَّق الله الجميع لما يحبُّه ويرضاه من الأقوال، والأعمال، والأحوال، الظاهرة والباطنة، ويسّر الله لنا قيام هذا الشهر الكريم، وصيامه على الوجه الذي يرضيه عنّا.
آمين ..
ليلة الثاني من رمضان، عام ثلاثة وعشرين بعد الأربعمائة والألف.
¥