تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ماذ يقول الأخوة والمشايخ الكرام فى هذا: سنسأل فى القبر عن جرح المجروحين!!]

ـ[بن عباس]ــــــــ[05 - 02 - 06, 09:01 م]ـ

قرأت هذا المقال ... وتعجبت له كثيراً .. فهل قال بهذا القول أحد من أهل العلم من قبل ..

وإليكم المقال!!

بسم الله الرحمن الرحيم

شبهة والجواب عنها

هل يُسأل العبد في قبره عن جرح المجروحين؟

وهل يسأل يوم القيامة عن ذلك؟

قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في: "كتاب الكسوف" (1053):

"حدثنا عبد الله بنُ يوسُفَ قال: أخبرنا مالكٌ, عن هشامِ بن عُرْوةَ عن امرأتِهِ فاطمةَ بِِنْتِ المنذر, عن أسماءَ بنتِ أبىِ بكرٍ - رضي الله عنهما - أنها قالت:

أتيت عائشةَ رضي الله عنها, زوجَ النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -, حين خَسَفَتِ الشمسُ, فإذا الناسُ قيامٌ يُصَلُّونَ, وإذا هي قائمةٌ تصلي, فقلت: ما للناسِ؟ فأشارت بيدها إلى السماءِ, وقالت: سبحان الله. فقلت: آيةٌ؟ فأشارت: أَيْ نعم. قالت: فَقُمتُ حتى تَجَلاّني الغَشْيُ (1) , فجعلت أَصبُّ فوق رأسي الماءَ, فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حَمِدَ اللهَ وأثنى عليه, ثم قال: "ما من شيءٍ كنتُ لم أَرَهُ إلا قد رأيته في مقامي هذا, حتى الجنةَ والنارَ, ولقد أوحي إلىَّ أنكم تُفتنون في القبور, مِثْلَ أو قريبًا, من فتنة الدجال, لا أدري أيَّتَهُما قالت أسماءُ, يُؤْتَى أحدُكم فيقالُ له: ما عِلْمُكُ بهذا الرجلِ؟ فأما المؤمنُ, أو الموقِنُ، لا أدري أَيَّ ذلك قالت أسماءُ, فيقولُ: محمد رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- جاءنا بالبينات والهدى, فأجبنا وآمنا واتبعنا, فيقال له: نم صالحًا, فقد علمنا إن كنت لموقنًا, وأما المنافقُ, أو المرتابُ, لا أدري أيَّتَهما قالت أسماءُ, فيقولُ: لا أدري, سمعت الناس يقولون شيئًا فَقُلْتُهُ".

الحديث رواه البخاري - رحمه الله تعالى - في عدةِ مواضعَ من صحيحه بألفاظٍ متقاربةٍ, وقد رواه مسلم - رحمه الله - في صحيحه في "كتاب الكسوف" برقم (11 - 905) بنحوه.

قلت: فأنت ترى في هذا الحديث أن العبد في قبره يُؤتى فَيُسألُ عن علمه بهذا الرجل - ألا وهو النبيَ صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فيقول المؤمن أو الموقن: هو محمد رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -, جاءنا بالبينات والهدى, فأجبنا وآمنا واتبعنا, فيقال له: نم صالحًا, فقد علمنا إن كنت لموقنًا, والآن أقول: إن جرح الكفار, والمبتدعين, والفاسقين هو من العلم الذي جاءنا به رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم-, ومن البينات, والهدى الذي جاءنا به رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- , فالمؤمن أو الموقن أجاب وآمن واتبع ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -, وإن الله - عز وجل - قد كَفَّر في كتابه الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم, وذمَّ الكافرين في غير ما موضع من كتابه, ويَدْخلُ المبتدعةُ في مثل قوله تعالى: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) وفي غير ذلك من الآيات, وكذلك ذَمَّ النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم الخوارجَ, في غير ما حديث, وذَمَّ اللهُ الفاسقين في كتابه, وقال في الذين يقذفون المحصنات العفيفات ((وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)). والفاسق قد يكون كافرًا إذا كان فسقه فسقًا أكبر, مخرجًا من الملة, كفسق إبليس الذي قال فيه الله عز وجل ((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ)) وقد يكون الفاسق مسلمًا إذا كان فسقه فسقًا أصغر, أو فسقًا غيرَ مخرج من الملة، أو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير