تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هدية للأخ العوضي: مهمات أحكام المولود]

ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[06 - 02 - 06, 10:06 م]ـ

أقول للشيخ العوضي:

شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب، بلغت أشدها ورزقت برها

جعلها الله مباركة عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

ويسعدني إهداءك هذا المقال مع اعتذاري عن الهوامش لأني لم أستطع إضافتها. وإليك المقال مجردا من الهوامش.

أحكام المولود

نعمة الأولاد نعمة عظيمة تحتاج إلى شكر، ومن شكر النعمة اتباع الأحكام الشرعية للمولود، وفي هذا المقال تلخيص لتلك الأحكام تفيد القارئ وتذكر العالم، أسأل الله أن يوفقنا لصواب القول والعمل. والذي يشرع عند قدوم المولود عدة أمور ورد بها الشرع نذكرها بعون الله تعالى.

التهنئة بالمولود

يستحب بشارة من ولد له ولد وتهنئته: قال تعالى: ?فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ? (الصافات:101).

ومن المستحب أن يدعى للمولود عند التهنئه بما يسر الوالد وينفع المولود، فقد قال رجل عند الحسن البصري لآخر: ليهنك الفارس. فقال: الحسن: لعله لا يكون فارسا، لعله يكون بقالا أو جمالا، ولكن قل: شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب، بلغ أشده ورزقت بره. وكان أيوب إذا هنأ بمولود قال: جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

الأذان في أذنه

من السنة أن يؤذن في أذن المولود لحديث أبي رافع قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة". وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: ورد في سنن الترمذي حديث صححه بعض العلماء وعمل به البعض أنه يؤذن في أذن المولود اليمنى. وأما الإقامة فورد فيها حديث ضعيف وعمل به جمع من السلف مثل عمر بن عبدالعزيز رحمه الله.

تحنيك المولود والدعاء له:

من الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحنك مواليد الصحابة إذا أحضروهم له، فقد روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم". وفي حديث أسماء أنها ولدت عبدالله بن الزبير فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له وبرك عليه". وحنك أيضا عبدالله بن أبي طلحة كما في الصحيحين من حديث أنس.

والتفسير العلمي لهذا الحديث أن مستوى السكر " الجلوكوز" في الدم بالنسبة للمولودين حديثاً يكون منخفضاً، و كلما كان وزن المولود أقل كلما كان مستوى السكر منخفضاً. وبالتالي فإن المواليد الخداج [وزنهم أقل من 5,2 كجم] يكون منخفضاً جداً بحيث يكون في كثير من الأحيان أقل من 20 ملليجرام لكل 100 ملليلتر من الدم. و أما المواليد أكثر من 5,2 كجم فإن مستوى السكر لديهم يكون عادة فوق 30 ملليجرام. و يعتبر هذا المستوى (20 أو 30 ملليجرام) هبوطاً شديداً في مستوى سكر الدم، و يؤدي ذلك إلى الأعراض الآتية:

1.أن يرفض المولود الرضاعة.

2.ارتخاء العضلات.

3.توقف متكرر في عملية التنفس و حصول ازرقاق الجسم.

4.اختلاجات و نوبات من التشنج.

و قد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة مزمنة، و هي:

1.تأخر في النمو.

2.تخلف عقلي.

3.الشلل الدماغي.

4.إصابة السمع أو البصر أو كليهما.

5.نوبات صرع متكررة (تشنجات).

و إذا لم يتم علاج هذه الحالة في حينها قد تنتهي بالوفاة، رغم أن علاجها سهل ميسور و هو إعطاء السكر الجلوكوز مذاباً في الماء إما بالفم أو بواسطة الوريد.

إن قيام الرسول صلى الله عليه و سلم بتحنيك الأطفال المواليد بالتمر بعد أن يأخذ التمرة في فيه ثم يحنكه بما ذاب من هذه التمرة بريقه الشريف فيه حكمة بالغة. فالتمر يحتوي على السكر " الجلوكوز " بكميات وافرة وخاصة بعد إذابته بالريق الذي يحتوي على أنزيمات خاصة تحول السكر الثنائي " السكروز " إلى سكر أحادي، كما أن الريق ييسر إذابة هذه السكريات، و بالتالي يمكن للطفل المولود أن يستفيد منها.

و بما أن معظم أو كل المواليد يحتاجون للسكر الجلوكوز بعد ولادتهم مباشرة، فإن إعطاء المولود التمر المذاب يقي الطفل بإذن الله من مضاعفات نقص السكر الخطيرة التي ألمحنا إليها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير