هناك أيضا تفسير مناسب ومختصر جدا هو " تفسير الجلالين " جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي وهوأشبه ما يكون بالمتن , متن علمي متين بحاجة إلى مطالعة حواشي ويحتاج أيضا إلى من ينبه على ما فيه من ملحوظات من أهل العلم , وإلا فالكتاب من أنفع ما ينفع طالب العلم لأنه مختصر جداً.
السائل: هل سبق أن أخرجتم بعض الملاحظات على هذا التفسير؟
الشيخ: نحن شرحنا بعض هذا الكتاب في دروس المسجد , ونشر منه ما يتعلق بسورة الفاتحة في أربعة أشرطة , ولكن رأيته على طريقتنا هذه يطول جداً. فإذا كانت الفاتحة أربعة أشرطة فماذا عن البقرة مثلاً. على كل حال الشيخ عبد الرزاق عفيفي له تعليقات نافعة على ربعه الأخر, عندما كان مقرراً على المعاهد العلمية , وهذا التفسير في غاية الاختصار. شخص من طلاب العلم في اليمن قبل قرن أو أكثر احتاج إلى أن يقرأ في هذا التفسير فأشكل عليه هل يقرأه بطهارة أو بدون طهارة , فقيل له الحكم للغالب التفسير أوالقرآن فأخذ يعد حروف القرآن وحروف التفسير فوجدها إلى سورة المزمل واحدة لا تزيد حرف. ثم من المدثر إلى آخر القرآن زاد التفسير قليلا فانحلت عنده المشكلة. على كل حال هذا التفسير رغم أهميته ومكانته إلا أن فيه شيء من المخالفات العقدية.
وهناك تفسير أوسع منه بل أشهر وهو " تفسير البيضاوي " أوسع من " الجلالين " وهو أيضا كتاب متين متقن يستفيد منه طالب العلم لاسيما ما يتعلق بالصناعة اللفظية , عليه حواشي عديدة , و العلماء لهم به عناية عجيبة , فقد بلغت الحواشي عليه أكثر من 120 حاشية , ويندر أن يأتي نسخة من تركيا أو سوريا وليس عليها حواشي قلمية فالكتاب وضع له القبول. هناك تفسير مختصر جدا يسمى " التسهيل " تفسير ابن جزي الكليبي , وهو تفسير مختصر ومحرر ومتقن ومضبوط , وهناك أيضاً تفسير النسفي , وهذه كلها مختصرات لكن تفسير الشيخ ابن سعدي لا يستغنى عنه أحد. و تفسير فيصل ابن المبارك أيضاً يحتاجه طالب العلم لا سيما عند ضيق الوقت وتفسير الجلالين أيضاً مهم بالنسبة لطالب العلم , وكذلك تفسير البيضاوي وما عليه من حواشي , ونذكر بعضها مثل حاشية زاده , التي يتفق المترجمون على أنها أفضل الحواشي , هناك حاشية الشهاب , وهناك حاشية القونوى وهناك حاشية ابن التمجيد, وهناك حاشية الكازروني , حواشي كثيرة منها المطبوع ومنها المخطوط. هناك كتب في التفسير أطول من هذه يتصدرها تفسيرالإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى , وهو مناسب لكافة المتعلمين , قد يمله غير المتخصص في السنة لكثرة ما يسوقه من آثار بالأسانيد , وما فيها من تكرار. ولذا انبرى لاختصاره جمع من أهل العلم , من أفضل المختصرات اختصار الشيخ أحمد شاكر" عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير". ومنها " تيسير العلي القدير" للشيخ محمد نسيب الرفاعي رحمة الله على الجميع , هذه مختصرات جيدة لتفسير الحافظ ابن كثير على أن الأصل لا يغني عنه شيء , لكن من كان يمل من ذكر الأسانيد لأنها أمور قد لا يستفيد منها كثير من قراء التفسير فهذه المختصرات تكفيه إن شاء الله. وأيضاً هناك " تفسير البغوي " وهو تفسير أثري سلفي , لا يخلو من ملاحظات يسيرة جداً لكنه في الجملة أثنى عليه شيخ الإسلام وأئمة الإسلام وواقع الكتاب يشهد بذلك.
" تفسير الخازن " وهو مختصر من البغوي مع إضافات , وله شهرة وانتشار في غير هذه البلاد , وصاحبه يذكر أقوال بعض المتصوفة وله عناية بذكر ما يتعلق بالمرققات " الرقائق ".
أما " تفسير الزمخشري ": وهو" الكشاف " على ما فيه من اعتزاليات يقرأه طالب العلم بحذر ويقرأ ما كُتب من حواشي تبين هذه الاعتزاليات. وفيه حواشي تبين اعتزاله. " ابن المُنِّير" وغيره بَين اعتزاله. وكثير من أهل العلم تصدى له. على كل حال هو مفيد في بابه يستفاد منه في الناحية اللغوية
¥