2 - الرجل الجعفي لم يسم كما ترى فهو مجهول.
3 - محمد بن يزيد قال البخاري: ((رأيتهم مجمعين على ضعفه)).
الحض على الإكثار من الاستغفار
1963 - (لولا أنكم تُذنبون لَخَلَقَ الله خلقاً يُذنبون فيغفر لهم).
أخرجه مسلم (8/ 94) والترمذي (2/ 270) وأحمد (5/ 414) من طريق محمد بن قيس- قاص بن عبد العزيز- عن أبي صرمة عن أبي أيوب أنه قال حين حضرته الوفاة: كنت كتمت عنكم شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. وقال الترمذي:
((حديث حسن غريب)).
قلت: وإنما لم يصححه الترمذي- والله أعلم- مع ثقة رجاله لأن فيه انقطاعاً بين أبي صرمة وهو صحابي اسمه مالك بن قيس- وبين محمد بن قيس ولم يسمع منه. قال الحافظ في ترجمته من ((القريب)):
((ثقة من السادسة، وحديثه عن الصحابة مرسل)).
لكن قد تابعه عند مسلم محمد بن كعب القرظي، وقد روي عن جمع من الصحابة وقد سبق بلفظ:
((لو أنكم لم تكن لكم ذنوب)) (رقم968). وذكرنا له هناك بعض الشواهد (969 - 970)، وأشرت إلى هذا الحديث.
وتقدم له شاهدان من حديث أبي هريرة (1950). وحديث أنيس بن مالك (1951). وفي كل منهما زيادة هامة بلفظ:
((فيستغفرون الله، فيغفر لهم)).
وذلك لأنه ليس المقصود من هذه الأحاديث- بداهة- الحض على الإكثار من الذنوب والمعاصي، ولا الإخبار فقط بأن الله غفور رحيم، وإنما الحض على الإكثار من الاستغفار، ليغفر الله له ذنوبه، فهذا هو المقصود بالذات من هذه الأحاديث، وإن اختصر ذلك منه بعض الرواة. والله أعلم.
كتاب الجنة والنار
خلود الكفار في النار وعدم فنائها بمن فيها
1551 - (أما أهل النار الذين هم أهلها (وفي رواية: الذين لا يريد الله عز وجل إخراجهم) فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم (يريد الله عز وجل إخراجهم) فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل).
أخرجه مسلم (1/ 118) وأبوعوانة (1/ 186) والدارمي (2/ 331 - 332) وابن ماجه (2/ 582 - 583) وأحمد (3/ 11و78 - 79) والطبري في ((التفسير)) (1/ 552/797) من طريق سعيد بن أبي سمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به.
وتابعه أبوسعيد الجريري عن أبي نضرة به. والرواية الثانية مع الزيادة له.
أخرجه أحمد (3/ 20) وعبد بن حميد في ((منتخب من المسند)) (ق95/ 2).
وتابعه أيضاً سليمان التيمي عنه.
أخرجه أبو عوانة وعبد بن حميد.
وتابعه عثمان بن غياث وعوف عن أبي نضرة به نحوه. وزاد عثمان:
((فيحرقون فيكونون فحماً)).
أخرجه أحمد (3/ 25و90) بإسناد صحيح.
وله عنده (3/ 90) طريق أخرى عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير عن أبي سعيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
((سيخرج ناس من النار قد احترقوا وكانوا مثل الحمم، ثم لا يزال أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتون نبات القثاء في السيل)).
وخالفه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن أبا سعيد أخبره به.
وابن لهيعة سيء الحفظ، والأول أصح، وهو على شرط مسلم.
(ضبائر): جمع (ضبارة): جماعة الناس.
وفي الحديث دليل صريح على خلود الكفار في النار، وعدم فنائها بمن فيها، خلافاً لقول بعضهم، لأنه لو فنيت بمن فيها لماتوا واستراحوا، وهذا خلاف الحديث، ولم ينتبه لهذا ولا غيره من نصوص الكتاب والسنة المؤيدة له؛ من ذهب من أفاضل علمائنا إلى القول بفنائها، وقد رده الإمام الصنعاني رداً علمياً متيناً في كتابه ((رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار))، وقد حققته، وخرجت أحاديثه، وقدمت له بمقدمة ضافية نافعة، وهو تحت الطبع، وسيكون في أيدي القراء قريباً إن شاء الله تعالى.
كتاب التوبة والمواعظ والرقانق
تفسير أحتجاج موسى على أدم
¥