موقفُ دفاعٍ عن الرسول صلى الله عليه وسلم بكى عنده الإمامُ ابن باز رحمه الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 02 - 06, 10:20 م]ـ
الدرس: قراءة من كتاب زاد المعاد لابن قيم الجوزية رحمه الله.
الشارح: سماحة الإمام ابن باز رحمه الله تعالى.
القارئ: الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حفظه الله.
المكان: جامع الأمير سارة.
الوقت: مغرب الأربعاء.
التاريخ: 18/ 6/1417هـ.
موضع الدرس ج3 / ص292
----
في يوم الحديبية أرسلت قريش رُسلها لمفاوضة النبي صلى الله عليه على آله وسلم، فلم تُفلح تلك الجهود (فقام عروة بن مسعود الثقفي فقال: أي قوم! ألستم بالوالد؟.
قالوا: بلى.
قال: أوَ لست بالولد؟.
قالوا: بلى.
قال: فهل تتهمونني؟.
قالوا: لا.
قال: ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلّحوا عليّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟
قالوا: بلى.
قال: فإن هذا قد عرض لكم خطة رشد، اقبلوها، ودعوني آتيه.
قالوا: ائته، فأتاه فجعل يُكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لِبُدَيْل، فقال عروة عند ذلك: أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك؟ وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها، وإني لأرى أوشابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك!.
فقال له أبو بكر: امصص ببظر اللات! أنحن نفرّ عنه وندعه؟!.
فقال عروة: من ذا؟
قالوا: أبو بكر.
قال عروة: أما والذي نفسي بيده لولا يَدٌ كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك.
وجعل عروة يُكلم النبي صلى الله عليه وسلم فكلما تكلم أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر،
فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم
ضرب يده بِنَعْلِ السيف،
وقال له: أخِّرْ يَدَكَ عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم،
(بكى سماحة الإمام ابن باز عند هذا الموضع)
فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟
قالوا: المغيرة بن شعبة.
فقال: أي غدر! ألست أسعى في غدرتك؟
وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء.
ثم إن عروة جعل يرمق أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه.
فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وَفَدْتُ على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملِكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فَدَلَكَ بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ... ). الحديث، وأصل القصة في صحيح البخاري - كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط.
ـ[أبو لجين]ــــــــ[09 - 02 - 06, 02:02 ص]ـ
الله يجزاك خير
بودي لو تزودنا بهذا المقطع صوتياً لو استطعت
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[09 - 02 - 06, 09:43 ص]ـ
الله يجزاك خير
بودي لو تزودنا بهذا المقطع صوتياً لو استطعت
قيدت موطن بكاء الشيخ في زاد المعاد ولا أدري هل هو الذي أشار إليه أبو محمد المسيطير -جزاه الله خير - أم غيره
==============
أنا في سفر الآن نهاية الأسبوع وسأعود أكتب لك ما ذكرته
أظن أنه في الرابع أو الخامس أو السادس من أشرطة الشيخ في زاد المعاد
ـ[أبو لجين]ــــــــ[09 - 02 - 06, 03:00 م]ـ
الأخ عبدالله المحمد
ما الفائدة المجنية من تقييد مواضع البكاء وتتبعه؟
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[09 - 02 - 06, 10:26 م]ـ
عجيب كلامك أخي الكريم! إذا بكى الشيخ ابن باز العالم الرباني، ألا يحرك في نفسك شيئا! لم بكى وكيف وهل هذا الموطن يبكي فعلا أم أن قلوبنا علاها الران نسأل الله أن يرحمنا برحمته
=========================
لم أسمع تعليقات الشيخ بحثا عن بكائه رحمه الله، لكن عرضت لي فقيدتها كغيرها من الفوائد
التي لا أظنها تخفاك
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 12:22 ص]ـ
تتبع مواضع بكاء العلماء والعباد والزهاد والقراء أمر عظيم يدفع بالمسلم للنظر في حاله وتقصيره
وقد صنفت فيه مصنفات وحرص الأئمة والعلماء على تتبعه
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 12:38 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي النبيل سامي المسيطير
قال ابن الجوزي – رحمه الله - في صيد الخاطر: (ولقيت عبد الوهاب الأنماطي فكان على قانون السلف، لم يسمع في مجلسه غيبة، ولا كان يطلب أجراًَ على سماع الحديث، وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقاق بكى واتصل بكاؤه. فكان وأنا صغير السن حينئذ يعمل بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد الأدب في نفسي، وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل)
¥