منهما أنه الأولى به، فهناك الصوفية وهناك السلفية، كلاهما على طرفي نقيض، وبينهما تيارات أصغر متفاوتة في القرب من هذا الطرف أو ذاك!!! ولولا الانترنت من بعد الله لما دريت أين أكون اليوم، على أي مذهب (شيعي أم سني، صوفي أم سلفي)!!! وقد لبَّس الصوفية علي الكثير بسبب مواقعهم على الإنترنت وادعاؤهم أنهم أهل السنة والجماعة، وما قرأته لهم عن علماء ’السلفية‘ من مواقف جعلتني في بلبلة فكرية رغم أني كنت ميالاً للسلفية منذ البدء (ولي قصة كتبتها قبل سنوات عديدة في ’سحاب‘ قبل أن ’تتجيم‘ فيها تفصيل المواقف التي مررت بها). وقد مررت بالأحباش على الإنترنت وقرأت مادتهم، وقرأت للنقشبندية المتمركزين اليوم في أمريكا ويقودهم ابن عم مفتي لبنان (محمد هشام قباني)، وما ارتحت لشيء سوى السلفية، لكن بتدرج، وسامح الله العلماء المنتسبين للسلفية ممن كانت مواقف لهم لبَّست علي الحق وجعلتني لا أعرف بمَ أرد أحياناً على الصوفية حين يستشهدون بمواقفهم تلك ضد السلفية. لكني فيما بعد عرفت أن السلفية أنفسهم غير متحدين، وأن هناك من يخالف مواقف وفتاوى العلماء التي استهجنتها أنا نفسي في تلك الفترة.
هذا، إذن، بخصوص أدعياء السنة وعداوتهم لأهل السنة والجماعة الحقيقيين (السلفيين)، وما عدى هؤلاء فمن الشيعة الرافضة بمختلف مذاهبهم .. والخوارج ممثلين بالإباضية، وهؤلاء كلهم تدور عداوتهم لأهل الحق على أسس قريبة مما سبق ذكره، أضف لها مواقفهم من خصائص الإسلام السني المجرد (كتولي الصحابة والترضي عنهم، هم وأمهات المؤمنين، أضف لذلك المواقف الفقهية الراسخة تجاه قضايا مثل زواج المتعة -المعروف فقط عند الشيعة الإثنى عشرية- وغير ذلك).
باختصار، عداوة أهل الباطل لأهل الحق متساوية، لكن تختلف الأسباب، أما شدة العداوة فتعتمد على مدى قرب الفرد منهم من الحق ومن الفطرة ومدى تشبعه وشحنه المسبق بالباطل. فقد تجد الشيعي المعتدل الذي يصلي مع أهل السنة ولا يكترث بمميزات الدين الرافضي، وقد تجد ابن الصوفي الغير مكترث بما والده عليه البتة، وقد تجد الصوفي المعتدل ممن هم فقط ’أعمال القلوب‘ معتقداً أنها غير موجودة إلا عند ’الصوفيين‘. فالأمر إذن نسبي.
ـ[ابوعبدالله الحوالي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 08:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا
أنت من أي البلدان؟
ثم أن العلماء لهم مواقع ودعوتهم منتشره ولله الحمد
نسأل الله لنا ولك العافية والسلامه
ونسأله سبحانه أن يزيدنا علما
ـ[بن خلف]ــــــــ[15 - 02 - 06, 12:17 ص]ـ
أنا فلسطيني في بلاد المهجر.
أما عن مواقع العلماء فلم أكن أعرفها حينذاك، فالإنترنت كانت في بداياتها، بل إني ذلك الوقت (قبل 8 - 9 سنين) كنت للتو قد عرفت أسماء شيوخ مثل بن باز والعثيمين والألباني!!!! قبل ذلك لم أكن أعرفهم، بل حتى بالكاد كنت أعرف معنى كوني ’سنياً‘، وكدت أنسى وجود كتاب مثل ’صحيح البخاري‘ ولم أكن أذكر من ’ابن تيمية‘ سوى مسلسلاً مصرياً عنه من تمثيل ’عبد الله أبو غيث‘!!!!!
مناهج التعليم الكويتية!!! هذا كل ما أستطيع قوله!!!
وكل ما أعرفه اليوم هو من نتاج جهد شخصي الفضل فيه يعود أكثر ما يعود للإنترنت ومن قابلتهم فيها، وإلا .. فأنا في بلاد الاغتراب بالكاد أجد أي كتباً إسلامية، عربية كانت أو انجليزية، للشراء، لكن الحال يتحسن هنا، فضلاً عن مواقع على الإنترنت لشراء الكتب، أو لتحميلها مجاناً بنسخ إلكترونية. المهم أننا تعدينا تلك المرحلة من الجهل، والحمد لله.