[وسائل الدعوة إلى الله تعالى في المسجد النبوي عبر التاريخ]
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[11 - 02 - 06, 01:44 م]ـ
[وسائل الدعوة إلى الله تعالى في المسجد النبوي عبر التاريخ]
عبد الله بن ناجي المخلافي
بعث الله عز وجل رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، نُبِّئَ ب اقرأ، وأُرسل ب يا أيها المدثر، فبدأ الدعوة إلى الله عز وجل.
دعا سراً. ثم دعا جهراً.
فآذاه شرار قومه، وآذو أصحابه.
توالت الأحداث حتى أذن الله له بالهجرة إلى دار الإيمان، "المدينة" فلما وصل كان أول عمل عمله أن اختط مسجد قباء.
ثم سار متوجهاً نحو المدينة، فأدركته صلاة الجمعة في الطريق فصلاها، وواصل المسير والناس من حوله كلٌ يأخذ بخطام ناقته وهو صلى الله عليه وسلم يقول: "دعوها فإنها مأمورة".
سارت بأمر الله حتى بركت، فأنشأ في ذلك المكان مركز الدعوة الذي انتشر منه نور الإسلام إلى شتى بقاع الأرض.
كان صلى الله عليه وسلم مدة حياته وهذا المسجد النبوي هو مركز الدعوة إلى الله .. مركز العلم والتعليم .. مركز الفُتيا .. مركز العبادة .. مركز القضاء .. مركز تجهيز الدعاة والجيوش وانطلاقها للدعوة إلى الله تعالى.
وفي عهد الخلافة الراشدة زمن الصحابة الكرام .. أبو بكر .. وعمر .. وعثمان .. وعلي .. رضوان الله عليهم أجمعين. بقي المسجد النبوي كما أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم مركزاً من مراكز الدعوة إلى الله عز وجل.
فالقرآن الكريم أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد النبوي.
سمعه الصحابة الكرام من فِي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقوه عنه وقرأوه عليه صلى الله عليه وسلم وأقرأوه من بعدهم من التابعين، وهكذا إلى يومنا هذا والقرآن الكريم يقرأ ويتلقى في المسجد النبوي.
وإذا جئنا إلى تفسير القرآن الكريم فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم لصحابته في مجالسه في هذا المسجد وفي غيره، وهم رضوان الله عليهم تلقوه وأوصلوه لمن بعدهم من التابعين وهكذا ..
وإذا جئنا لعلم الحديث فقد تلقاه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وتقريراته، وتلقاه الصحابة بعضهم عن بعض والتابعون عن الصحابة وتابع التابعين عن التابعين حتى دون في الكتب المشتهرة وجمع وأصبح يقرأ منها ويتلقاه الآخر عن الأول ..
وهكذا بقية العلوم المنقولة أو التي استجدت كعلم النحو وغيره ..
وقد كانت مجالس الحديث والعلم والدعوة إلى الله عز وجل في هذا المسجد النبوي لم تنقطع عبر هذه العصور الطويلة وإن كانت تقل في عصور وتقوى في عصور أخرى.
وقد تعددت وسائل الدعوة إلى الله تعالى في العصور السابقة في هذا المسجد النبوي بما يتماشى مع الإمكانيات المتاحة في تلك العصور:
فقد كان المسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مقر القيادة والعلم والتعليم والقضاء، ومنه تدار جميع شؤون المجتمع.
وكان الداعي الأول والمرجع في الدعوة في هذه المرحلة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فكان من في المدينة والقريبون منها ينعمون برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم والاستماع مباشرة منه صلى الله عليه وسلم وسؤاله عن ما يستجد من وقائع لدى أفراد المسلمين، وكانت الدعوة تتجدد وتنزل الأحكام بحسب الوقائع.
كما أن هذا المسجد النبوي كانت تنطلق منه الجيوش الإسلامية لغزو أو لرد عدوان المشركين وغيرهم.
ونستطيع أن نجمل وسائل الدعوة إلى الله في هذه الفترة:
1 التعليم.
2 بناء الشخصية المسلمة وتثبيت الإيمان في نفوس المسلمين بما يشاهدونه من تنزل الوحي والمعجزات التي يجريها الله عز وجل على يد النبي صلى الله عليه وسلم لبناء الجيل الذي سيتحمل أعباء الدعوة إلى الله بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3 مكاتبة الملوك وأصحاب السلطان لدعوتهم للإسلام.
4 إرسال الرسل لتعليم الإسلام للمسلمين الجدد، أو القوم الذين أسلم بعضهم ويرجى إسلام بقيتهم.
5 دعوة غير المسلمين عامة للدخول في دين الله سبحانه وتعالى.
6 استقبال الوفود والأعراب القادمين من خارج المدينة وتعليمهم دين الإسلام والإجابة عن أسئلتهم.
7 تجهيز الجيوش لغزو من يقف في وجه انتشار الدعوة إلى الله عز وجل (الجهاد في سبيل الله).
¥